الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين

مازن كم الماز

2008 / 5 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية ( 1867 )
لميخائيل باكونين
ترجمة مازن كم الماز
انطلاقا من هذه الحقيقة عن التضامن أو الإخاء العملي في النضال التي حددتها على أنها المبدأ الأول لمجلس الأعمال تنشأ صيرورة نظرية ذات أهمية مساوية لذلك المبدأ . أن العمال قادرون على أن يتوحدوا كطبقة للقيام بفعل اقتصادي طبقي لأن كل الأديان و الفلسفات و منظومات الأخلاق التي تسود في أي نظام محدد للمجتمع هي دوما تعبير مثالي عن وضعيتها الفعلية المادية . أن علوم اللاهوت , الفلسفات و الأخلاق تتحدد , قبل أي شيء , وفق التنظيم الاقتصادي للمجتمع , و ثانيا التنظيم السياسي , الذي هو نفسه ليس إلا التكريس القانوني و العنيف للنظام الاقتصادي . بالنتيجة لا توجد أديان عدة للطبقة الحاكمة , هناك دين واحد فقط , دين الملكية ( أي الملكية الخاصة – المترجم ) . و لا توجد هناك عدة أديان للطبقة العاملة : بل هناك دين واحد فقط , إنها تدين بالنضال , طيف الانعتاق الذي يكشف و يخترق تشوش كل موقف إيماني و يجد تعبيره في ألف صلاة . العمال من كل الأديان , مثل العمال من كل البلاد , لديهم معتقد واحد فقط , أمل واحد , و محبة واحدة فقط , هدف واحد جماعي يتجاوز حواجز الكراهية الظاهرية للعرق و الدين . إن العمال طبقة واحدة , و لذلك فهم عرق واحد , معتقد واحد , شعب واحد . هذه هي الحقيقة النظرية التي يجب تحفيزها من ذلك التضامن الأخوي العملي لتنظيم مجلس الأعمال . تتم تصفية الكنيسة و الدولة داخل التنظيم الأساسي للطبقة العاملة , الحارسة للبشرية الحرة .
لقد قيل أن البروتستانتية قد أسست للحرية في أوروبا . هذا خطأ كبير . إنه الانعتاق الاقتصادي و المادي للطبقة البرجوازية هو الذي خلق , بغض النظر عن البروتستانتية , تلك الحرية السياسية و القانونية حصريا , و التي تخلط بسهولة شديدة مع الحرية الإنسانية الشاملة الرائعة , التي يمكن فقط للبروليتاريا أن تخلقها . إن الملازم الضروري للحرية البرجوازية السياسية و القانونية , بغض النظر عن المظاهر المناقضة , هو الانعتاق الثقافي , المناهض للمسيحية , و المعادي للدين , للبرجوازية . ليس للطبقة الحاكمة الرأسمالية دين , أو مثل عليا أو أوهام . إن هذا من السخرية و يصعب تصديقه لأنها تنكر الأساس الحقيقي للمجتمع الإنساني , الانعتاق الكامل للطبقة العاملة . يجب على المجتمع البرجوازي , بسبب طبيعته الاحترافية صاحبة المصلحة بالذات , أن يصون مراكز السلطة و الاستغلال التي تسمى بالدول . إن العمال , بسبب حاجاتهم الاقتصادية بالذات , يضعون ثقتهم بتحدي مراكز الاضطهاد هذه .
إن المبادئ الجوهرية للوجود الإنساني تتلخص بالقانون الوحيد للتضامن . هذه هي القاعدة الذهبية للإنسانية و يمكن التعبير عنها ب : لا يمكن لأي فرد أن يدرك أو أن يحقق إنسانيته الخاصة إلا عبر إدراكها في الآخرين و بالتالي أن يتعاون لتحقيقها مع كل فرد و من قبل الجميع , أنه لا يمكن لأي إنسان أن ينجز انعتاقه الخاص من دون انعتاق كل البشر من حوله .
إن حريتي هي حرية كل إنسان . لا يمكن أن أكون حرا في الفكر حتى أصبح حرا في الواقع . أن أكون حرا في الفكر و غير حر في الواقع يعني أن أثور . أن أكون حرا في الواقع يعني أن أملك حريتي و حقي , و أن أجد تثبيتها و قبولها في حرية و حق كل البشر . إنني أصبح حرا فقط عندما يصبح كل البشر مساوين لي ( أولا و أكثر أهمية اقتصاديا ) .
ما الذي يجعل كل بقية البشر على هذا القدر من الأهمية بالنسبة لي . مهما كنت أتخيل نفسي مستقلا , مهما بدا أنني بعيد جدا من اعتبارات وضعيتي الاجتماعية , فإنني محكوم ببؤس أحقر فرد في المجتمع . إن المتشرد هو تهديدي اليومي . سواء أكنت البابا , القيصر , الإمبراطور , أو حتى رئيس الوزراء , فإنني على الدوام نتيجة ظروفي , المنتوج الواعي لجهلهم و عجزهم و تذمرهم . إنهم يعيشون في عبودية , و أنا , الفرد المتفوق , مستعبد بالنتيجة أيضا .
على سبيل المثال إذا كانت هذه هي القضية , إذا كنت رجلا مستنيرا أو ذكيا . لكنني غبي بحماقة الناس , إن حكمتي تصعقها حاجاتهم , و ينشل عقلي . أنا رجل شجاع , لكنني جبان بخوف الناس . يرعبني بؤسهم , و أضمحل كل يوم بسبب النضال من أجل الحياة . تصبح وظيفتي مجرد مناورة الحياة . كرجل غني , فإنني أرتجف من فقرهم , لأنه يهدد بابتلاعي . أكتشف أنني لا أحمل ثروة داخلي , لا ثروة إلا تلك المسروقة من الحياة الجماعية للناس العاديين . كرجل محظوظ , أصبح شاحبا أمام مطلب الجماهير بالعدالة . أشعر بالخطر في هذا المطلب . هذه الدعوة نذير شؤم و أنا هنا أصبح عرضة للخطر . إنه شعور الشرير بالفزع , و هو ما يزال ينتظر اعتقاله الحتمي . إن حياتي متميزة و مسروقة . لكنها ليست حياتي . تنقصني الحرية و القناعة . باختصار , أتمنى أن أكون حرا , رغم أنني حكيم و شجاع و غني و محظوظ , لا يمكنني أن أكون حرا لأن زملائي الحاضرين لا يرغبون بأن يصبح البشر أحرارا , و لأن الجماهير , التي تنبعث منها كل الحكمة و الشجاعة و الثروات و الامتيازات , لا تعرف كيف تحمي حريتها . إن عبودية الناس العاديين تجعلهم أدوات بيد اضطهادي . لكي أكون أنا حرا , يجب أن يتحرروا هم أيضا . علينا أن نستولي على الخبز و نظريات التحليل النفسي عموما .
إن الحرية الإنسانية الحقيقية لفرد واحد تتضمن انعتاق الجميع : لأنه لا يمكنني , بفضل قانون التضامن , الذي هو الأساس الطبيعي للمجتمع الإنساني , أن أشعر و أعرف نفسي حقيقة و بحرية كاملة إذا لم أكن محاطا ببشر أحرار مثلي تماما . إن عبودية أي منهم هي عبوديتي .
ينتج عن هذا أن قضية الحرية الفردية ليست قضية شخصية بل قضية اجتماعية اقتصادية تعتمد على تحرير البروليتاريا لتحقيقها . هذا , بدوره , يتضمن التنظيم العفوي و القدرة على الفعل الاقتصادي و الاجتماعي من خلال التجميع الطوعي و الحر لكل منظمات العمال في مجلس الأعمال . التي تتشكل منها المنظمة الحمراء !

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/reference/archiv/bakunin/works/writings/index.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا