الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطور السياسي في العراق- الحلقة الثانية

وصفي السامرائي

2008 / 6 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تاثير المطبوعات المصرية
شهدت مصر في منتصف القرن التاسع عشر نهضة طباعية و صحافية زاهرة ,و قد ساهم فيها الكتاب المسيحيون الذين هاجروا من بلاد الشام الى مصر فرارا من الاستبداد الحميدي كيعقب صروف و فارس نصر وشبلي شميل وجرجي زيدان وغيرهما. و صارت تلك النهضة تاتي الى العراق بكثرة فاحدثت به اثرا فكريا لا يستهان به.
اصبحت مصر كانها الولسطة الفكرية و دار التعريب بين اوربا وبلاد العرب فكانت الافكار الاوربية الحديثة تاتي اليها من اوربا,فيترجمها الكتاب و المؤلفون المصريون بعد ان يضيفوا اليها طعما عربيا. ثم ترسل الى العراق وبقية الدول العربية عن طريق البواخر.
اهم المجلات التي كانت تاتي الى العراق هي المقتطف والهلال , وكانت النزعة الغالبة على كلتا المجلتين هي تبني الحضارة و العلوم الحديثة , و تدعوا الى بناء المجتمع على اساسها.
وقد احدثت تاثيرا لا يستهان به في الاوساط الفكري العراقية ومن اهم الاوائل الذين تاثروا بها الزهراوي في بغداد و هبة الدين الشهرستاني في النجف. كان الزهاوي من قراء المقتطف, واول من اعتنق نظرية داروين في العراق ومن اكبر دعاة الحضارة الحديثة فيه, وقد صار في نظر المعممين زنديقا و في نظر الافندية فيلسوفا . ولم يكتفي بالدعوة الى الافكار الحديثة با صار ينتقدها ليبرهن انه صار فيلسوفا.
اما الشهرستاني فكان يشبه الزهاوي في وجوه ويختلف عنه في وجوه اخرى.كان الشهرستاني في اوائل القرن العشرين من اكثر الناس ولعا بالمطبوعات المصرية بحيث صار مرجعا لها عند الراغبين بها من الملائية و مجدديهم, وقد اتخذ له حلقة دراسية في جامع الطوسي كان يدرس بها العلوم الحديثة , فاثار بذلك ضجة و اعتبره المتزمتون متفرنجا زنديقا.
نشا الاثنان نشا دينية اذ كانت اسرتاهما من الاسر الدينية المعروفة, غير ان الشهرستاني ظل محافظا على زيه الديني حتى اخر يوم من حياته بينما خلع الزهاوي عمامته وحلق لحيته ودخل في سلك الافندية.
قد يصح القول ان الفرق بين الاثنين كالفرق بين النجف و بغداد, فالنجف بيئة اجتماعية مغلقة اما بغداد فعلىالعكس منها.
كان الرجلين يسيران في تجديدهما الفكري كل حسب بيئته, فالزهاوي كان يدعوا الى تبني العلوم الحديثة و يطلب من الدين ان يلحق بها. اما الشهرستاني فكان يريد من العلوم الحديثة ان تلحق به وتواكبه وان الدين قد سبق العلوم الحديثة بنظرياته.
في سنة1910 نادى الزهاوي بنحرير المراة و رفع الحجاب عنها مما سبب له مشاكل كادت تودي بحياته .وقد كان الزهاوي يريد ان يقفز بالمجتمع دون ان يبالي بالدين او التقاليد , بينما الشهرستانب فكان يدعوا الى العودة الى الدين بعد تنقيته من الادران التي لحقت به في العصور المتاخرة.
نجحت فكرة الزهاؤي بينما اخفقت فكرة الشهرستاني بسبب تيار الحضارة الجارف يومها لان الحياة كانت تمضي قدما الى امام تحت تاثير حركات التحرر كع وجود الدولة البلشفية الناهضة توا و ما كانت تقوم به من دعم لحركات التحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال