الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


َغرفة من التصوف الإسلامي

سامي العباس

2008 / 5 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان من زهدة أبناء الملوك .قيل في سبب توبته :أنه نظر يوما الى رجل ساكن في ظل قصره قد أخرج من جراب خلق رغيفا أكله وشرب عليه ماء كان معه .ثم استلقى على قفاه ونام .فقام إبراهيم من رقدته وأخذ يتفكر في نفسه :إن النفس إذا قنعت بهذا فما تصنع بالدنيا وزخارفها ..ثم خرج من ساعته من زي الملوك وأخذ طريقة الفقراء في السير والسلوك ..
من طرائف أخباره أنه نزل من جبل فقيل له :من أين أقبلت ؟ قال من الأنس بالله .ذلك إني إن صحبت من هو دوني آذاني بجهله ,وإن صحبت من هو فوقي تكبر علي ,,وإن صحبت من هو مثلي حسدني...
وينقل عنه أنه كان مارا في بعض الطرق فسمع رجلا يغني بهذا البيت :
كل ذنب لك مغفور سوى الإعراض عني ..فغشي عليه ..
ويروى أنه قدم وشقيق البلخي مكة فاجتمع الناس وقالوا نجمع بينهما في المسجد الحرام ..فقال ابراهيم بن أدهم لشقيق البلخي :يا شقيق على ما أصّلتم أصولكم ؟ فقال شقيق :أصّلنا على أنا إذا رزقنا أكلنا ,وإذا منعنا صبرنا .فقال ابراهيم :هكذا كلاب بلخ إذا رزقت أكلت ,وإذا منعت صبرت . فقال شقيق على ما أصّلتم أصولكم ياأبا إسحاق ؟قال:أصّلنا أصولنا على أنا إذا رزقنا آثرنا ,وإذا منعنا حمدنا وشكرنا ..
وقيل أن رجلا جاءه بمال وقال :أريد أن تقبل مني هذه الدراهم .فقال :إن كنت غنيا قبلتها ,وإن كنت فقيرا لا أقبلها .فقال :إني غني .قال كم تملك ؟قال :ألفي درهم .قال :أيسرك أن يكون لديك أربعة آلاف ؟.قال : نعم .قال البلخي :إذهب فلست بغني ودراهمك لا أقبلها ..
وينقل عنه أيضا :أنه جاءه رجل بعشرة آلاف درهم وألتمس منه أن يقبلها وألح في ذلك .فقال :يا هذا أتريد أن تمحي إسمي من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم ؟..لا أفعل هذا أبدا ..
لقب بسلطان العارفين . وفي مدينة اللاذقية مسجد باسمه "السلطان ابراهيم " قدم من بلخ الى الشام .وما أتاها لرباط بل لكي يشبع من الخبز الحلال .وأشتغل بحفظ البساتين .فجاءه جندي وطلب شيئا من الفاكهة فأبى فضربه الجندي على رأسه بسوط فطأطأ إبراهيم له رأسه وقال :إضرب رأسا طالما عصى الله .فعرفه الجندي وأخذ يعتذر منه .فقال إبراهيم :الرأس الذي يليق بالإعتذار تركته في بلخ ..
مات وسفيان الثوري زميله في الزهد في سنة :إحدى وستين ومائة للهجرة أو أربعة أو ستة .كما ورد في الكامل لإبن الأثير .و كذا في تاريخ حمدالله المستوفي.أما في الفهرس لمنتجب الدين فقد ورد بهذه الصورة : إبراهيم ابن أدهم بن منصور أبو إسحاق الزاهد ورد قزوين ومات سنة ثلاثين ومائة بصور المحروسة من بلاد الشام ,وقيل بحضرموت الروم ..والله أعلم
أيا حطت عصى ترحاله رحمه الله, فقد تبع سياقا للتدين حفظ فيه للدين وظيفته:
تخفيف ارتطام الروح بأسئلة الوجود..ومواجهة الميول الكلبية للنفس البشرية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر