الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لارصاص في البندقية

يوسف المحمداوي

2008 / 5 / 29
المجتمع المدني


لم يدر في خلدي يوماً من الايام ان تطأ قدماي مدينة فينيسيا التي عرفناها من ”رحلة “ الثانوية من تاجرها، وبعد فراق دام لساعات عن العراق وعن التدخين هبطت بنا الطائرة في مطار روما علماً انها المرة الاولى في حياتي التي اسافر فيها خارج العراق، استثمرت فترة انتظار وصول الحقائب في الصالة وجلست على كرسي ضمن مربع من الكراسي المحاطة بشريط ورقي ولكني تفاجأت بشرطية طليانية وهي تأمرني بترك المكان، لم ادرك السبب الا حين انقذني الصديق الدكتور عبد الحسين الهنداوي وهو يقول لي ضاحكاً “ يوسف هذا سجن المطار! “ تذكرت حينها محاجر الامن العامة وسجن ابي غريب والغرف الحمراء في الحاكمية وقلت مع نفسي ”والله عدالة “ توجهنا بعدها على متن طائرة الى اقليم فينيتو فجلس على يميني فتى وفتاة ما ان اقلعت الطائرة حتى اقلع معها وعيي وهما يتصرفان بحرية تامة جعلت عيني “تتبسمران“ مع فضولي على مقعدي استرخائهما، لكن الدكتور العزيز ابراهيم بحر العلوم لاحظ ذلك وقال لي بحيائه المعهود ”ان تحديقك فيهما يعد تدخلاً في الشؤون الخاصة لهما “ فأمتثلت مجبراً مردداً مع نفسي سيغدرونني حتماً لو عرفوا اني من بلد اصبح فيه اسياد الفتنة يحرمون ”الزلاطة “ لأنها عملية تلاقح بين الفحل ”خيار “ والانثى “”طماطم “ وهذا لا يجوز حسب شريعتهم. اول ما لفت انتباهي حين وصلنا اقليم فينيتو ثلاثة اعلام تزين واجهة بناية المطار فعرفت بأن العلم الأول هو علم الأتحاد الأوروبي وفي الوسط علم ايطاليا والثالث علم الأقليم فأبتسمت مع نفسي وأنا استذكر الضجة السياسية التي حدثت بين الكتل بشأن مسألة العلم العراقي حين اشترط اقليم كردستان تغييره لكي يرفع مع علم الأقليم. حملنا حقائبنا وصعدنا في مراكب جميلة نحو البندقية سرنا في وسط تلك المياه التي يعدونها اهواراً وكان المميز فيها جذوعا للشجر مرقمة وعلى كل جذع سنونو لا يفارقه ولكن لا أثر للبردي ولا للطيور والاسماك والحيوانات النادرة التي كانت تملأ اهوارنا قبل ان تقوم بتجفيفها احقاد الطاغية متذكراً السومري وهو يهتدي ”ببلمه “ بين كثافة البردي بدلالة الفطرة لا بدلالة الاشجار المرقمة، وما اثلج صدري كلمة صاحب الدعوة السيد بختيار امين رئيس منظمة لاسلام بدون عدالة وزير حقوق الانسان الاسبق حين خاطب المسؤولين الايطاليين بوطنية عراقية خالصة ”لدينا في العراق اهوار طبيعية وليست اصطناعية حبانا الله بها وهي اجمل من فينيسيا بطبيعتها الخلابة وسنعمل على اعادتها الى سابق عهدها وستكون أجمل مواقع الدنيا سياحياً “.. دخلنا فندق ”امبابا “ عند الساعة الخامسة مساء وهذا الفندق يقع مباشرة على كورنيش البندقية مباشرة وهو عبارة عن حدائق تتوزع بينها اجنحة الفندق التي تستقبل غرفها عطور تلك الأزهار والاشجار الملونة، وعند العشاء كانت موائد الطعام تمتلئ بالشموع الكبيرة والصغيرة وحين نهضنا لنتناول العشاء كان بقربي الصديق الدكتور لؤي الغضبان فقلت له بتهكم ”الجماعة يعرفون راح تطفه الوطنية لذلك اوقدوا الشموع “. فضحكنا بمرارة وأنا أردد مع السياب حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24