الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التبعية ذلك الارث الثقيل

صبيحة شبر

2008 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعرضت كل طبقات الشعب وقئاته المختلفة ، وقومياته المتعددة الى الاضطهاد والتنكيل في العهد الماضي ، ولكن ذلك الظلم البشع طال فئات معينة من فئات الشعب العراقي ، اكثر من غيرها ، فالكرد الفيليون نالهم من انواع الظلم النصيب الأوفى ، وتعرضوا الى حملات الاعتقال والتعذيب ، والتشريد وسلب الهوية الوطنية ، وسرقة جهود العمر الطويل ، وثمرة التعب المتواصل ، و سجن الالاف من خيرة أبناء الكرد الفيلية ، وسلبت وثائقهم الثبوتية التي تؤكد عراقيتهم ، وأبعد الاف النساء والأطفال ، والشيوخ الى بلد اخر ، لايعترف بهم ، لانهم اصلا ليسوا من أفراد شعبه او مواطنيه .
وحين سقط النظام ، كنا نأمل ان تعود الحقوق الى من يستحقها ، وان تعطى نتيجة التضحيات الجسام ، التي تجرعها ابناء الشعب وتحملوا المشقة ، وتغربوا عن بلدهم طوال سنين عديدة ، تعرضوا فيها الى ألوان من الحرمان ، والبعد عن وطن عزيز ، احبوه بكل مافي قلوبهم من مشاعر الحب الوطنية ، وكانوا يتمنون ان ينظر الى امالهم بعين العطف ،وان يستجاب الى حقوقهم التي حرموا منها،
وان كانت الحقوق المسلوبة ، لم تعاد الى اصحابها المظلومين ، من كل فئات الشعب العرقي ، الا ان الكرد الفيلية ما زال ينكل بهم ، ويبعدون عن الجامعات العراقية ، بحجة انهم تبعية ايرانية ، نفس الحجج التي سار بها النظام السابق ،لتهجير الالاف من العوائل الكردية ، الى ايران التي اشتركنا معها في حرب ضارية طويلة ، استمرت ثماني اعوام كاملة من اجل لاشيء ، بل الحلم بالتوسع الذي كان يداعب احلام امبراطور العهد السابق ، وتخلى في نهاية الحرب ، وبعد ان قدم الشعبان ،الالاف من القتلى والمشوهين ،من شط العرب ، كما تخلى عن اجزاء كثيرة من جسد
العراق من اجل ارضاء الاخرين عن سياساته الهوجاء.
ومع كثرة الشعارات التي تطرحها الحكومة الجديدة ، لاحترام حقوق الانسان في العراق ، واقامة نظام ديمقراطي تعددي ، يقدر الاختلاف في وجهات النظر السياسية ، ويدرك الفروق الكبيرة بين ابناء الوطن ،المتعدد القوميات والانتماءات والأديان ، ويسعى الى فصل الدين عن السياسة ، واقامة حكم علماني يدعو الى منح كل انسان الحقوق ، التي تتناسب حسب كفاءاته ، والجهد الذي بذله في عمله واخلاصه في ذلك العمل وحبه للوطن.
نسمع عن حوادث كثيرة ، يتعرض الكرد الفيليون فيها الى الاضطهاد ، في هذا العهد الجديد ، وان كنا نعلم ان كثيرا من موظفي الدولة ، ما زالوا على قناعاتهم القديمة ، وانهم يتصرفون بوحي منها ،قي تطبيق القرارات الجديدة ، التي تنصف العراقيين مما لحق بهم من ظلم طيلة العهود الماضية ، ، مما يستدعي المساءلة ، فلماذا يقوم كبار الموظفين احيانا ، في عراقنا بعرقلة القوانين الجديدة ، التي تعيد الحقوق الى أصحابها الأصليين ، ولماذا يتهيء للبعض ان السياسة القديمة ما زالت قائمة ، في التضييق على المواطن ، و سرقة الفرح القليل الذي يمكن ان يشعله في نفسه ،بعض المكتسبات الجديدة ، التي سرعان ما ينطفيء السرور في نفس العراقيين ،حين يجدون ان التنفيذ ما زال قاصرا عن تحقيق الاحلام ، وان منفذي القرارات القديمة قد ألبسوا شكلا جديدا ، وما زال المضمون نفسه في احتقار الجماهير الشعبية.
وكأن كبار المسؤولين قد خلعوا ثوب البعث ، وارتدوا لباس الاحزاب الاسلامية المهيمنة في عراق اليوم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran