الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا فتى الا ابو متعب

حاتم عبد الواحد

2008 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يسكت الاعلام عن الدور السعودي في تدمير العراق ،ولهـذا السكوت مبرران اساسيان ، اولهما ان القائمين على ادارة العجلة الاخبارية في بلاد العرب هم من السنة الـذين يروون جزيرة العرب ارضا مقدسة بما عليها من ازلام واصنام ، وثانيهما ان الحروف التي يسطرها اعلاميونا تنبض حروفها بشكل من الاشكال بريالات قياصرة الصحراء ، وفي كل صباح تصدر صحف الاعراب في عواصم القحط والفجيعة والنكوص موبوءة باستعراض طائفي لمشاعر كاذبة نحو العراقيين المـذبوحين من الوريد الى الوريد بسيف علي بن ابي طالب حينا ، وحينا اخر بسيف ابي سفيان ، ويستطيع اي متتبع لصحافة العرب في كل اركان الدنيا ان يحصي يوميا عشرات الاخبار والتعليقات عن الدور الايراني الحقير في هدم بلاد الحضارات والملوك المؤلهين ، والعشاق الخالدين ، وحكماء اكد واشور وسومر ، في حين تخرس هـذه الصحف عن الدور السعودي الاشنع من كل الشناعات في هدم الـذات العراقية وسحنها في رحى قطباها المقدس الاسلامي وارصدة طويل العمر في البنوك الغربية .
لقد قامت الدنيا ولم تقعد حين عولجت مجموعة من الاطفال العراقيين في المستشفيات الاسرائيلية ، وهؤلاء الاطفال لهم الحق في الحياة اكثر من ديناصورات العوائل الحاكمة في قصور ابي لهب وارض اللات ، واذا كان الله قد ابتلى هؤلاء الاطفال بعاهة فليس من حق لصوص الصحراء ان يعترضوا على الطريقة التي يتبعها ذووهم في مقارعة الموت المتربص بهم ، وليس من حق الشيوخ الـذين صدئت عظامهم في خدمة اسرائيل ان يتاجروا برب الكعبة من اجل سرقة اعمار تلك الرياحين العراقية التي لا نريد لها ان تـذبل ، ففي الوقت الـذي عالجت اسرائيل اطفال العراق المرضى ، اعلنت مشيخة ابي متعب انها ستباشر في اقامة الجدار العازل بين الحدود العراقية والسعودية ، وفي الوقت الـذي نشرت فيه اعلانات التبرع لهؤلاء الاطفال كانت المليارات السعودية تبدد في شراء اسلحة امريكية وبريطانية فقدت فعاليتها من سنين ، وليس لجندرمة ابي متعب حاجة بها ، وفي الوقت الدي يفترش ملايين العراقيين ارصفة المنافي في بلاد العرب اوطاني تمتنع السفارات السعودية عن استقبال اي عراقي سوى اولئك الـذين ترشحهم هيئة علماء المسلمين ، وفي الوقت الـذي تترمل فيه عراقية كل ثلاث ساعات ، تتوزع ارصدة ال سعود على عاهرات كازا بلانكا واكادير وتايلاند وبيروت ودمشق والقاهرة ، وعواصم اوربا الشرقية .
ان شيعة العراق يعطون اقوى مبررات التدخل السعودي في العراق حينما يصرون على استعمال شعار " لا فتى الا علي " ، واذا كانت هـذه المقولة قد فعلت فعلها في التوسع الاسلامي الاول ، فانها غير صالحة للتداول الان ، لان فتيان الصحراء ما فتئوا يتفاخرون بطول اعضائهم التناسلية ويقارنوها بسيوفهم ،وربما لا يستطيعون ان يميزوا بعد الف واربعمائة سنة بين مفردتي " فتى " و " غلام " ، ودليل هـذا الاستنتاج ما تفتقت عنه العقلية الهمجية القاصرة من وهابية نجد والحجاز حين باشرت بتنظيم ارهابي اكثر دموية في العراق اسمه " فتيان الجنة " ، يجندون فيه اطفال العراق اليتامى والمشردين والمحرومين من دفء العائلة لمهاجمة اهلهم ووطنهم ، وربما سنقرأ قريبا بعد ان تحلق اللحى المتعفنة باحـذية العراقيين الشرفاء عن تنظيم اسمه " حوريات الجنة " كما سمعنا عن " جيش فاطمة الايراني" .
واذا كان العراقيون يحبون بلدهم ، وهـذا القول لا ينطبق على المشروع السياسي للرموز الحاكمة في بغداد ، فانني اشجع على التشبث بوطنهم واهلهم ومستقبلهم من خلال مقاطعة موسم الحج لكل الاعوام القادمة حتى يستعيد العراق عافيته ويتخلص من الوباء الديني والمـذهبي ، فما ينفقونه في طقس استعراضي من دولارات سيرجع عليهم مفخخات والغاما ودما ، ومن الاولى بهم ان يتبرعوا بمبالغ الحج لارامل العراق واليتامى والاطفال المرضى بدون الالتفات الى مـذهب وعرق ودين المستفيد من اموال الحج هـذه ، لان العراقي اولى بنعمته من اللص المختبيء خلف الله ، ومكة ليست المكان الوحيد الدي يتواجد فيه الله على هـذه الارض ، كما ان اموال الحج التي يجنيها القيصر السعودي تـذهب الى احد طريقين ، اما اللهو الجنسي ببنات الفقراء العرب ، او تمويل برامج تحطيم العراق .
ولنتـذكر زنازين الصحراء في رفحا عندما اعتقل العراقيون لسنوات طويلة من قبل جندرمة طويل العمر التي خدمت جيوش بوش الاب ، ولنتـذكر اول الصواريخ التي نزلت على مدن العراق منطلقة من ارض ابي لهب ، ولنتـذكر عشرات الالاف من العراقيين الـذين قتلهم ملتحو نجد والحجاز في المدن والاسواق والجامعات العراقية ، ولنتـذكر مليارات الدولارات المسروقة من النفط العراقي المسطو عليه في الخاصرة الجنوبية ، ولنتـذكر ان كل سلالات صحراء العرب انما هم من نسل لصوص سومر وبابل واكد المنفيين خارج اسوار المدن العراقية ، وارجعوا الى قول علي بن ابي طالب الدي يقول لسائله الدي يساله عن اصل قريش " نحن نبط من كوثي "

[email protected]
شاعر وصحفي عراقي مقيم في المكسيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد




.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد




.. 26-An-Nisa