الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت وستبقى نزيها

جاسم الحلفي

2008 / 5 / 30
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اشهد واعترف إنني منحاز، وهنا لا اخفي انحيازي، فقد كنت ولا زلت منحازا لحزب الشهداء المتدفق بالحياة والتجدد والأمل، كما كان انحيازي الى جانب معارضي الدكتاتورية ورافضيها، مع مقاوميها الأشداء، مع الذين وقفوا بالضد من أساليبها في محاولاتها المستميتة لتركيع وقهر الشعب وتجويعه، وبطبيعة الحال بقيت منحازا مع مناهضي الظلم والعدوان والاستغلال والسيطرة، وسأبقى منحازا كما أنا ضد الإرهاب والتخريب والاحتلال، وبصراحة قصوى، أقول سأبقى منحازا في معارك الحياة ما دمت حيّا، مع اليسار مادام قلبي في موقعه.
وطبيعي؛ جاء انحيازي الآن لصديق عرفته وخبرته منذ سنوات، ولرفيق مخلص لقضيته أمين عليها، زاهد بالدنيا طامح للمزيد من المعرفة والثقافة، وهذا ديدنه، فهو مثل حزبه، رأسماله النزاهة ونصاعة القلب والسريرة واليد. إن من يستثمر في النزاهة، وتكون رأسماله الكبير وكل ما يملك ويفتخر به، وهو العاقل والعالم بهذه السجية، كيف له أن يبدد ما يملك ويضيع في لحظة واهية ما يتميز به ويميزه؟
إنني متيقن، أنه لم يكن يوما مشغولا بالمال ولا بالجاه، وإنما بالهمّ الثقافي والجمال في محاولات عنيدة لإزالة القبح المستشري، وإشاعة الفن الإنساني، وصنع ذائقة شعبية للتمتع بالجمال، وإتاحته للجميع، يبتهج حينما يتمعن في لوحة فنان، أو يسترق السمع لموسيقى الحياة، مهمته إشاعة الفرح ومن اجله يزين الحياة بألوان الجمال. فهل تستقيم هذه المهمة الجميلة مع القبح، والصفات الذميمة؟
إنها فرصة كي سيشهد بها الأخيار، كما شهدوا بطولات رفاقنا الأوائل واسترخاصهم لحياتهم وتضحياتهم فيها، من اجل قضايا الشعب والوطن، غير عابئين بالدنيا وما ملكوا فيها، رغم عشقنا نحن الشيوعيين للحياة، وتلذذنا بمتعتها وجمالها، وتصورنا الفريد عن كيفية صناعتها، فالحياة التي نعمل كي تكون، هي باختصار وإيجاز شديد، حياة يجد فيها الإنسان عافيته في وطن معافى، يحيا فيه سعيدا بعيدا عن ضنك العيش، متمتعا بالمعرفة الإنسانية وتقدمها. وحين نطمح أن ينال كل إنسان نصيبه من العدالة في هذه السعادة، فنحن لا ننظر اليه إلا لكونه إنسانا، مهما كان جنسه ودينه وقوميته وطائفته، له حق العيش في سكن مستقل، ومورد مالي مجز جراء عمل شريف، وتعليم مكفول، وطبابة لا يعدّ الإنسان فيها سلعة.
فإن من ينحاز إلى تلك المفاهيم ، تكون ثروته تلك القيم ذاتها، ويكون همه المثابرة في كسب حب الناس، وهذا لن يأتي دون الدفاع عن مصالحهم وحمايتها، وليس التطاول عليها، خاصة لمن يمثل تلك المثل وسموها.

ان من ينحاز إلى تلك الأفكار الإنسانية يضع نصب عينيه قضايا الكادحين، ويجد متعته في الدفاع عن مصالح شغيلة اليد والفكر، ويراهن على حب الناس وثقتهم ، وهو احد أهم المدخرات في الاستثمار لمستقبل العراق الذي نريد.
ربما لا تضيف شهادتي هذه شيئا إلى ما كتبه العدد الطيب من الكتاب والفنانين، وما صرحوا به، وكذلك سيل المكالمات الهاتفية والزيارات والكلمات الطيبة التي قيلت، من أصدقاء نعرفهم وآخرين عرفونا، وعبروا عن اعتزازهم وثقتهم بنا.
وبالتأكيد إن شهادتي لا تفيد القضاء بشيء، ولا تؤثر عليه بأي شكل كان، وكيف لها أن تؤثر وليست ثمة قضيةَ!


رفيقي: لا تلتفت إلا نحو جهدك وعملك وهمّك وهمومك المشتركة مع زملائك المثقفين الرائعين العاملين على نشر الثقافة الوطنية الديمقراطية، المؤكدين على أن إدارة مؤسسات الدولة لا تتم حيث خواء الهويات الفرعية بل للكفاءة والخبرة الوطنية. فوظائف الدولة متاحة لكل عراقي كفء ذي خبرة، وهي بهذا المعنى ليست حصصا للفائزين، ولا ثمرة للغالب، ولا عطية للمغلوب، بل يجب ان تكون مؤسسات للدولة المدنية كما نريد ونعمل، الدولة التي تحمي مواطنيها من كل تهمة باطلة، وادعاء دون بينة، الدولة التي لا يطلق فيها الاتهام جزافا.

ستبقى مفيدا لشعبك...... كنت وستبقى نزيها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من


.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: أي سياسة خارجية لفرنسا في حال


.. مخاوف من أعمال عنف في ضواحي باريس بين اليمين واليسار مع اقتر




.. فرنسا: تناقضات اليمين المتطرف حول مزدوجي الجنسية..وحق الأرض