الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيئة العليا لمكافحة النكاح..

محمد كليبي

2008 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاهداء الى الكاتب الرائع : عبده جميل اللهبي..
أسئلة تفرض نفسها علينا، في ضوء الاخبار المتداولة هنا في اليمن ، عن الاعتزام لتأسيس "هيئة عليا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أسوة بالجيران في العربية السعودية.
ماهو الهدف من تأسيس هكذا هيئة /مؤسسة ؟ ماهي الغاية منها وماهو ميدان عملها في المجتمع وماالذي تريد أن تحققه وماهي صلاحياتها ؟والسؤال الاهم ماهي النتائج المترتبة على تأسيس أو إنشاء شرطة دينية في اليمن ؟
أعتقد أن أية محاولة للاجابة عن تلك الاسئلة لن تخرج عن مضمون واحد ،عن إجابة واحدة ، وحتى عن عبارة واحدة، هي "مكافحة النكاح والمضاجعة أو محاربة الجنس " وهذا كله يصب في مجرى واحد هو الجسد ،وبالتحديد جسد المرأة ، وهذا بدوره سيزيد من حصار وقمع المسكينة ،المرأة اليمنية التي تعاني أصلا من الحصار والقمع الديني والقبلي والعقلية الذكورية المتخلفة بإعتبار المرأة "عورة" وناقصة عقل ودين ولامكان لها إلا في بيت زوجها لإمتاعه وإنجاب الذرية الصالحة .

سيصبح رجال الدين /رجال الهيئة أوصياء على المرأة وعلى جسدها ومنعها من الاستمتاع بنفسها وبجسدها الذي هو ملك لها وحدها لاشريك لها فيه.وبالتأكيد سينسحب هذا الوضع على الرجل لأنه لاحرية لرجل بدون حرية المرأة وهذا ماسيؤدي بدوره الى مزيد ومزيد من الكبت النفسي والاجتماعي وبالتالي الى تدهور وإنحطاط المجتمع اليمني حضارياً .


إن هذا الوضع يدفعنا الى القول بأن ماتهدف اليه الهيئة القادمة وما ستمارسه هو ضد الحريات العامة والحريات الفردية وحقوق الانسان التي وقعت عليها اليمن في الامم المتحدة وضد الديمقراطية اليمنية الوليدة لأنه لاديمقراطية بدون حرية والحرية لاتتجزأ بل هي حرية مطلقة لايحدها إلا الاضرار بالاخر.


وختاما فإن مشكلتنا الاساسية والاصلية تكمن في الدين الاسلامي ذاته ومبادئه وقوانينه الرجعية المتخلفة التي تشكل العقبة الاولى والرئيسية على طريق الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية الاقتصادية الشاملة ، فلن تتحقق تلك الاهداف والمباديء والقيم الانسانية إلا بتحقيق الحرية المطلقة للمجتمع ومنها حرية الجسد ، حرية الجنس ...

*كاتب علماني يمني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah