الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزاميرعزف الانتخابات القادمة

عزيز العراقي

2008 / 5 / 30
المجتمع المدني


يستكثر البعض على " المجلس الاعلى " رفضه منع استخدام الرموز الدينية والجوامع والحسينيات في الدعاية الانتخابية لمجالس المحافظات مثلما حدث في الانتخابات السابقة . " المجلس الاعلى " يعبر عن رأيه بوضوح لكونه احد الاحزاب السياسية الدينية ووجد في هذا المنع محاربة ل( برنامجه السياسي ) الذي لايتعدى استذكار فاجعة الحسين ( ع ) والتحشيد لها , وان لم يمارسها في الحسينيات والجوامع فيجبر على ممارستها في الساحات والمقاهي والنوادي ان وجدت , وعندها تقوم القائمة عليه بانه يستغل حب العراقيين للحسين ( ع ) وينشر الطائفية . ومن ناحية اخرى وضع مسؤولية اتخاذ القرار في الامور المفصلية بيد المرجعية الدينية , كتدبير لم تكن له امكانية التثبيت في العراق بشكل رسمي لنظام ولي الفقيه , وهو " المجلس " المتهم من قبل حلفائه في " الائتلاف " بكونه الاكثر ارتباطاً بالنظام الايراني . والسؤال هو : اذا كان "المجلس الاعلى " عبر بوضوح عن وسائل وطرق عمله , فاي فصيل آخر من احزاب الاسلام السياسي الشيعي والسني الذين يعيبون هذا الرفض سوف لن يمارس نفس الاسلوب ؟! كما مارسوه في السابق وتوج : من ينتخب يذهب الى النار في الجانب السني , ومن لم ينتخب " الائتلاف " يذهب الى النار في الجانب الشيعي .

الانتخابات القادمة ستكون الاصعب عن التي سبقتها , وربما عن التي ستتبعها ايضاً , وعسى ان تتمكن من ان تؤسس لتقاليد انتخابية اكثر شفافية واكثر قرباً من الديمقراطية . ليس بسبب ايمان هذه الاحزاب بالعملية الديمقراطية بقدر ما سيفرضه التربص من هذه الاحزاب على بعضها البعض , اولاسامح الله ان يكون السلاح هو الوسيلة الاكثر تأثيراً في الكسب الانتخابي كما حدث في السابق .

الساحة السنية بعد ان طردت " القاعدة " وبعض حثالات العصابات البعثية , ستشارك اغلب مكوناتها في الانتخابات , والسباق الانتخابي سوف لن يأخذ الطابع السياسي بقدر ما سيكون ذات صبغة عشائرية تبغي الاستحواذ على المناصب الحكومية التي اججها الصراع بين مكونات قائمة " التوافق " التي اصرت على الاستئثار بكل شئ , وبين " الصحوات " التي دخلت حديثاً الى الساحة السياسية بعد ان حققت النجاحات ونظفت الى حد ما مدنها واريافها من عصابات " القاعدة " والسنة التكفيريين , ولابد لها ان تأخذ المواقع التي تعتقد انها تستحقها نتيجة تضحياتها الميدانية وعلاقاتها الحميمة بقيادة قوات الاحتلال , وتعويض استبعادها من قبل الاطراف التي شاركت قبلها في الانخراط بالعملية السياسية مثل " الحزب الاسلامي " وباقي اطراف قائمة " التوافق " . وتعويضها لن يكون فقط بما يحققه الصوت الانتخابي , بل بما يضمن حصولها على الموقع المناسب , وسيدعم هذا ( الضمان ) بأرادات القوة لتحقيقه .

وفي الساحة الشيعية لن تكون الحالة افضل , فالمرجعية الكريمة في النجف الاشرف والمتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني لااحد يعتقد انها ستتورط مرة اخرى وتوجه بتشكيل قائمة " ائتلاف " جديدة تجمع فيها كل اطراف الشيعة , بعد ان تأكد لها ولجماهير الشيعة حقيقة توجهات القيادات السياسية الشيعية . وفي وقتها صدع رؤوسنا السيد عمار الحكيم بادعائه ان حصول قائمة " الائتلاف " على الرقم ( 555) والذي جاء بالقرعة هو نتيجة رعاية الاهية , كون ان الصلوات خمس , اصول الدين خمس , واهل الكساء خمسة . وقد حولت القيادات الشيعية " الرعاية الالاهية " الخاصة بالسيد عمار الحكيم الى صراعات دموية كادت ان تفتك بوحدة العراق ومستقبل ابنائه واصبح الخطر الرئيسي من الصراع الشيعي الشيعي . ولايعتقد ايضاً ان السيد السيستاني سيوجه بانتخاب حزب او حزبين معينين من دون الاحزاب الشيعية الاخرى , لان ذلك سيزيد الفتنة في الوسط الشيعي اكثر . والمرجعية الكريمة مطالبة بتوضيح رايها بصراحة وليس عن طريق وكلائها في المدن والمحافظات , وقبل ان تستغل بعض الاحزاب الترويج عن تأييد المرجعية لها دون غيرها مما سيزيد الطين بلة .

ومن جانب آخر فان الفشل الذي لحق بالاحزاب الرئيسية الحالية وكشف عدم امكانياتها في خلق الاستقرار ( الامني , الاقتصادي , اعادة بناء اجهزة الدولة , حكومة وطنية لاتستند على المحاصصة الطائفية والقومية ) سوف لن تصب اوتماتيكياً في صالح الاحزاب العلمانية واليسارية والديمقراطية لعدة اسباب , وابرزها التشرذم الذي لايزال سيد العمل لهذه الاحزاب , وحملة مدنيون التي يعول عليها لاتزال في بداية مشوارها . وعدم الاستقرار هذا سوف يواصل سلب الجماهير الشعبية من التحكم في توجيه تطلعاتها, ويبقيها اسيرة حاجاتها اليومية . والنقطة التي تتوحد فيها مصلحة سلطات الاحتلال الامريكي ومصلحة النظام الايراني وذيول الطرفين هو في اضعاف قوى المشروع الوطني العراقي , وهذا ما يستوجب النظر اليه قبل تحميل القوىالعلمانية واليسارية والديمقراطية اسباب التعثر , ورفع سقف التوقعات في الانتخابات القادمة الى مناسيب غير معقولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في


.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط




.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف