الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اثمر طرح طرح منهج القراءه الجديد في الصف الاول الابتدائي ؟؟؟؟؟

ازهار علي حسين

2008 / 5 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


انطلاقا من حرصنا واهتمامنا بمستوى تعليم عالي لتلاميذ العراق ، وايمانا منا بأن المرحله الابتدائية الاولى ، هي اللبنة الاساس في تكوين وتحديد المستوى الدراسي المستقبلي للتلميذ ، لما لها من اهمية حقيقيه في اكسابه مهارات القراءة والكتابه ،والتي هي المدخل الحقيقي والحي للعلوم الاخرى ، تلك التي سوف يدرسها التلميذ في المراحل القادمه .
ان مثلث التعليم المعروف ، (المعلم ، التلميذ ، المنهج) ، انما يشكل العمود الفقري للعمليه النتاجيه ، التعلم ، وما هو معروف ان اي خلل في هذا المثلث من الممكن ان يهد العمليه التعليميه من اساسها ، وذلك ما نلاحظه هذا العام ومن خلال تجربتنا الحيه ، وممارستنا الفعليه ، في تدريس مادة القراءة للصف الاول الابتدائي ، اضافة الى ما وعيناه من خلال تجارب المعلمين من حولنا .
طرحت وزارة التربيه لهذا العام منهجا جديدا لمادة القراءه للصف الاول الابتدائي ، مع طريقة جديده لم تمارس فعليا في التدريس سابقا الا ما ندر ، ومن خلال تجارب منفرده ، الا وهي الطريقه التوليفيه ، ونستطيع ان نوضحها وبشرح بسيط الا وهو طرح الكل ثم العروج على الجزء ، وبمعنى ، قراءة الكلمه تامة ، ثم ارجاعها الى مكوناها الاساس (الحروف) ، وهي طريقه بالطبع يدرسها طلاب معهد المعلمين ، في مادة طرق التدريس ، فهم بذلك على دراية بعيوبها وميزاتها ، التي سنعرضها مع طرح نقاط النقد التي سنجملها هنا ، عسى ان تنظر الجهات المعنيه فيها ، لنقول (فذكر ان نفعت الذكرى) وهذه النقاط هي :
1. ان الطريقه التوليفيه التي اقرت لهذا العام ، انما هي طريقه لا تتناسب مع المنهج المطروح ولعدة اسباب هي :
أ . ان هذه الطريقه التي على المعلم فيها ان يعطي الكلمة مجمله ، ويعود ليفصلها ، الى اولياتها (الحروف ، المقاطع) انما هي طريقه لا يستوعبها التلاميذ بسرعه ، وتضع على عاتق المعلم جهدا جهيدا ، نظرا لانها تحتاج منه وقتا اطول وايضا وسائل لا متوفره في اغلب المدارس ، فالتلاميذ من مستويات ذكائيه متفاوته (عالي ، متوسط ، ضعيف) فإن ما نلاحظه ان اغلب التجارب التي طرحت مشكلتها لهذا العام ، تؤيد ان المستوى الاول (العالي) هو فقط من يستطيع مواكبة هذه الطريقه نظرا لصعوبة استيعابها من قبل الطفل ، وايضا صعوبة تدريسها على المعلم .
ب . تتوضح ايضا لا مناسبة الطريقة والمنهج ، في عدد الدروس المطروحه ، والتي يتجاوز عددها الخمسين ، سوى الاناشيد والمحفوظات ، وهنا نعود لنكرر ان هذه الطريقه تحتاج الى جهد اكبر ووقت اطول لتأدية نتائجها المرجوه ، ومع كثرة الدروس ، ومحاصرة الوقت للمعلم حين يشرع في ترتيب خطته السنويه فيجد نفسه مضطرا للتنازل عن ذلك الترتيب لحساب حاجة التلاميذ التي يحسها ، او يبقى على ذات الخطه لتكون النتيجه ليست لصالح التلاميذ .
ج . وذات اللاتناسب يظهر لنا في طول الدروس وكثرة كلماتها ، وحين يتحتم على المعلم ان يسرع في مادته ، لذات السبب في النقطه (ب) فالمعلم محدد بوقت (45د) ، او وفي مدارس ثلاثية الدوام اقل من ذلك ، لن يستطيع طرح الدرس والاحاطه بكافة جوانبه ، في حصة واحده بسبب كثرة الكلمات ، ووجوب ارجاعها الى اولياتها كما ذكرنا سابقا .
د. وايضا ذات اللاتناسبيه نستطيع رصدها في بناء الكلمات ، التي هي في اغلبها كلمات صعبة ، وطويله ، تحتاج ايضا لوقت طويل في محاولة ترسيخا في اذهان التلاميذ ، والصعوبه في الحقيقه لا تكمن في مبنى الكلمة وحده بل وايضا في معنى الكلمه ، التي لا يتقبلها الطفل بسهوله .
2 . من العيوب الواضحه ايضا في المنهج ، تكرار ممل لبعض الكلمات ، مثل كلمات (بابا ، ماما ، دادا) التي تكرر في ذات المكان مرتين فحين يقرأها المعلم ترسخ في ذهن الطفل مكررة حتى مع ورودها مفرده في موضع اخر .
3 . ان الدروس في المنهج الجديد هي عبارة عن جمل جافه المعنى ، غير مترابطه ، ولا تحوي لحنيه محببه للاسماع ، او جذب يقربها من انفس التلاميذ وبأي طريقه ، فجملة (بابا يدري مثلا) هي جملة غير متكاملة المعنى ، ، ومثلها جملة (قردي يدور) او (قلنا يانبيل) ، ومن هذه الجمل الكثير سواها ، مما يسلب التلاميذ حب مادتهم المقروءه ، والتي هي حقيقه واضحه تسفر لهم من خلال لا ايمان معلمهم بها ، لانها وكما اسلفنا جمل لامترابطه .
4 . واخيرا فان منهج القراءه للصف الاول الابتدائي هذا الذي بين ايدينا الان ، انما هو وفي مواقع كثيره يضرب الاصول النحويه والبلاغيه للغة العربيه ، والتي وضع اصلا لتعليمها ، ونحن رغم اننا نتعامل مع مرحلة ابتدائيه اولى فإن علينا ان لا ننسى ، اننا ابناء العرب اللذين كانوا ينشؤؤن اولادهم على صحيح القول ونبذ فاسده منذ نعومة اظفارهم ، من خلال تعليمهم قواعد الفصاحة والبلاغة ، لا من خلال كلمات فارغة المعنى ..
ومن خلال هذ الطرح نستطيع ان نقول ان عنصري العملية التربوية الحيويين (المعلم ، التلميذ) قد اضحيا منهكين بالعنصر الثالث الجامد (الكتاب) والذي لاحظنا سلبياته في عموم القطر وكمشلة عامه في كل مدارسه ، وان ما رجته الوزاره من اقرار للطريقه التوليفيه ، بطلب ميزاتها من سرعة مهارات القراءة لدى التلميذ ، لم يتم بسبب المنهج اللامتوازن واللامتناسب معها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة