الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنتنا..و موقف المثقفين و الاعلاميين العرب منها

عزيز عبد الحسين راضي

2008 / 6 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سواء أقر المثقفون والاعلاميين العرب بتقصيرهم او لم يفعلوا ، ازاء محنت شعب عانا عقود طويلة من طغمة حاكمة أذاقته شتى انواع العذاب طوال فترة تسلطها حتى سقوطها ،امام صمت الاغلبية ومداهنة وتملق الاقلية منهم مقابل كوبونات النفط وسيولة الدولار ،كيف يستدرج ضمير المثقفين والكتاب العرب ليصورا طبيعة المأزق العراقي الحالي ولاسيما الادباء منهم ،حيث الفنتازيا و وحدة الدراما وتلوينات الخيال والمتناقضات التي تخيلوها في كتاباتهم ،تجد من يصافحها في ارض الواقع العراقي الراهن فما هو ضرب من الادب لدى البعض ،حياة معاشة لدى الاخرين
واذا كان الخطاب العربي حزين النزعة ،في الاعوام السابقة لقضية العراق ،ظل يطوف حول القضية الفلسطينية ، فانه اليوم يتجه حثيثا الى العراق ..انعاشا لدماء الحزن .وأصداء دوي الحرب في العراق يسمعها جل مثقفي العالم و مواقفهم منها صريحة ومكشوفةللجميع .غير أن الكلمة تعجز عن وصف المواقف المتباينة للكثير من نظرائهم العرب باختلاف مشاربهم المعرفية، بحيث فتحوا بمقاييسهم الغريبة ،جبهة اخرى ليست أقل هوادة عما يجري على ارض المعركة .و اذا صح أن أهل مكة، فيما مضى ،كانوا أدرى بشعأبها،فان شعاب العراق اليوم يغلفها غمام أسود و عتمة تحجب رؤية الآهل وتزداد كثافة يوما عن أخر .ولكن ،من أين لنا بحرب بلا غبار و وطيس .فوق ذلك ،فان السامع لما يقوله الكثير من المثقفين العرب ،توافقا مع حالة تفتقر الى الارتكاز المعرفي الذي يفترض أن تتمتع به النخب المثقفة ،تزداد عليه قتامة المشهد ويخرج من جولاتهم بمواويل وجدانية كان في غنى عن سماعها . وهناك اخرين ،وهم الوجه الثاني لحالة الخلل ،ممن أمنو للصمت حيال مأساة أنطقت الحجر .
ولآبد أن الآغلبية منهم تشعر بفداحة ما يحدث وتشارك في المأتم الكبير بدرجات متفاوته في الاخلاص ، ولكن ماذا يعني عندما يرتفع صوت أحدهم ليعلو على الآخر أو ليجهز عليه حتى لا يبقى من الكلام سوى وتر الصراخ ،كل ذلك ليثبت أنه الآجدر بالآلم ،حتى لو سمعته ثكلى عراقية ،ستشك في انها أوفت فقيدها حقه من الحزن كما يفعل هذا الرجل ؟.
ماذا عندما تكال التهم بمرجعية مذهبية او طائفية او حزبية وأن تفتح ملفات قديمة للتباهي ببطولات غابرة اجترحها هذا الحزب دون سواه ،من يفيد من ذلك مادام الخراب ماثلا علىمرمى البصر ؟.
كيف يمكن الحديث عن سمعة حزب أو الاستحلاب من عاطفة مذهبية أمام هذا الموت ؟ وهل يبقى البعض ظاهرة صوتية يغار على ألفاظه حيال بلد ينهار ؟
شيخ عراقي وقف يتحدث أمام كامرا التلفزيون .مكان احدى عينيه فغر خرم عميق وقد نبتت لحيته ابر بيضاء صغيرة .في البداية تحدث بهدوء واصفا الدمار حوله ،غير أن وجهه سرعان ما تغضن وأخذ صوته يرتعش :" لقد أحرقوا البيوت . قتلوا الاولاد .ستذهب الارض .كفوا عن الكلام ، انهم يقتلونا، و أنتم تقتلونا أيضا " ...فمن كان يقصد بأنتم ؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها