الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المعلمين فى ثورة كولان التقدمية

عبدالله مشختى

2008 / 5 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


للمعلمين دور اساسى فى بناء المجتمع ، حيث انه الرائد الاول فى تعليم وتربية الاجيال لدى الشعوب ، وهو الانسان الذى يشبه الشمعة التى تذوب نفسها من اجل ان تنير للانسان ما حوله . وقد وعى المعلم الكردستانى ذلك الدور الاساسى الذى يمكنه من مساعدة شعبه وبناء مجتمعه المتعلم والمتطور وانه بدون العلم والمعرفة لايمكن لاى شعب ان يرتقى سلم الحضارة والتقدم والعلم . رغم ان المجتمع الكردستانى كان اميا باكثريته ابان ثورة ايلول نتيجة للسياسات الخاطئة للانظمة التى كانت تحكم الكرد حيث كان هدفهم ابقاء الكرد فى بحر من الامية والجهل والتخلف لتسهل لهم السيطرة عليهم واذلالهم . ولكن الاحداث التى تلت تلك الفترة بدأ اقبال الكرد على ادخال ابنائهم وبناتهم الى المدارس التى انتشرت نتيجة الثورة والتى الحت على الحكومات العراقية ان تبدى اهتماما بهذا الجانب الحيوى وخاصة بعد اتفاقية ال 11 من اذار عام 1970 مع حزب البعث والتى اقرت بالحكم الذاتى للكرد فى كردستان العراق والتى تنصلت منها بعد ذلك .
ان ثورة كولان التى اندلعت شرارارتها فى 26ايار عام 1976 لم تكن فى بداياتها الا مجموعات صغيرة من الثوار البيشمه ركة احتضنتهم جبال كردستان الشامخة والذين كانوا بتعرضون لاشرس حملة عسكرية من جانب الجيش العراقى انذاك ولم تكن تملك اراضى محررة تحت سيطرتها الى فى بدايات عام 1980 عنما تمكن البيشمهركة الابطال من التحكم علىمساحات من الاراضى على الشريط الحدودى العراقى التركى والعراقى الايرانى مماسمحت للثورة باستقبال العديد من الشباب الذين التحقوا بصفوفها تنيجة الهرب من النظام العراقى التى مارست القمع والاضطهاد والسجن والتعذيب وحالات الاعدام ضد الشباب الكرد الذين كانوا يقفون مع الثورة التحررية والتقدمية ، ومن ثم نزحت العديد من عوائل الثوار الى مناطق الثورة خوفا من احتجازهم واهانتهم فى قلاع ومعسكرات خاصة اقيمت لهذا الغرض من قبل الجيش و والمؤسسات الامنية للنظام العراقى انذاك بغية جعل احتجاز العوائل ورقة ضغط على الثوار لترك صفوف الثورة وتسليم انفسهم للسلطة . فاقيمت نتيجة ذلك تجمعات سكانية كثيرة فى المناطق المحررة فى الغابات والمغارات وبنيت مساكن ريفية طينية كثيرة فى اصعب الظروف الطبيعية والحربية فمواسم الشتاء القاسية وتراكم امتار من الثلوج والبرد القارص والصقيع مع وجود ضغط وحصار تموينى كبير من جانب السلطة واعتبار تلك المناطق عسكرية بحتة وما تشنه من غارات ليلية او نهارية بالطائرات والقصف المدفعى والصاروخى المستمر ، فى هذه الظروف المعقدة لم ينسى المعلمون الكرد الملتحقون بالثورة دورهم فى تنشئة اجيال مفعمة بالوطنية والقومية وبث الافكار الديمقراطية وغرس الروح الثورية والنضال فيهم لبناء شباب مؤهلين للدفاع عن حقوقهم وحقوق شعبهم ومحاربة النظام العسكرتارى الشوفينى الدكتاتورى التى اتخذت من القمع وسيلة لهم لاخضاع الكرد والعراقيين جميعا .
رغم انعدام كل الوسائل فى مناطق الثورة لعملية تربوية وتعليمية ناجحة حيث لم تكن هناك لا دفاتر ولا اقلام ولا كتب ولا بنايات وغيرها من الوسائل التى كانت هذه العملية بحاجة شديدة اليها ولكن شريحة المعلمين اصرت وبكل حماس من اجل اداء دورهم ورسالتهم الانسانية فى تعليم ابناء الثورة القراءة والكتابة رغم كل الضروف والمحن التى كانت تعيشها الثورة ، اجتمعوا وبدعم من قادة الثورة التى ابدت ما لديها من دعم وامكانات متواضعة ولكنها كانت كبيرة قياسا بالمرحلة التى كانت تمر بها الثورة واتخذوا من تحت الاشجار وتحت الصخور الجبلية صفوفا لهم واتخذوا من الاحجار والصخور مقاعد دراسية للطلبة وبدات هذه العملية تنتشر شيئا فشيئا حتى غطت كل مناطق الثورة وكل الاراضى المحررة واستمرت هذه المدارس فى اداء رسالتها التربوية والتعليمية حتى حملات الانفال السيئة الصيت عام 1988 حيث تمكن المعلم وبدون مقابل من الثورة او الجماهير ان تؤدى رسالة انسانية وان الاطفال الذين تعلموا خلال السنوات الثمانى فى هذه المدارس تمكنوا ان يتابعوا دراستهم بعد انتفاضة الشعب الكردستانى الذين عادوا من ايران وتركيا . وفى مخيمات الاجئين فى تركيا استمرت تلك العملية التربوية الى حين عودتهم الى وطنهم كردستان العراق . ان دور معلمى الثورة لم تكن تقل عن دور المقاتل الثائر البيشمه ركة فى جبهات القتال مع العدو لانه ايضا كان من ضمن افراد البيشمه ركة فى مهمة اخرى ويحمل سلاحا اخر لايحمل الرصاص والنار بل كان سلاحه يحمل الكلمات والانشودة الوطنية وروح الحماس للمقاتلين وكم كان اصوات الاطفال يصدح فى الجبال كل صباح وهم ينشدون ئه ى ره قيب كه س نه لىَ كورد مردوون كورد زيندوه . وكان صدى اصواتهم ترددها الجبال المحيطة بالمنطقة . فتحية الى كل المعلمين الذين شاركوا فى الثورة وادوا رسالتهم بكل فخر ولبوا نداء الوطن ان اغيثونى وتحية للشهداء منهم ويجب علينا جميعا الا ننسى دورهم وما قدموا للثورة انذاك وعلينا ان نبجلهم ونضعهم فى المكان الذى يستحقونه وان نكرمهم بما يليق بهم من الاحترام والتقدير وان نخصص لهم يوما من كل سنة للاحتفال بهم وذكر بطولاتهم وما اعطوا لجيل كامل من اجيال ثورة شعبنا التحررية فى ثورة كولان وما بعدها ولم يبخلوا قط فى المساهمة والمشاركة فى جبهات القتال اسوة باخوتهم من البيشمه ركة الابطال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر