الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شيزوفرينيا الله

مصباح الحق

2008 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وصلني من السيد طلال مناع رسالة من عنوانه الإلكتروني [email protected] كانت على غاية من الأدب نسبياً، مقارنة مع سيل الشتائم الذي إنهال عليّ من جماعة التكفير وجنود الله الغاشمين. وليعذرني إن أخطأت بكتابة اسم العائلة، وبصرف النظر عن تحيته (السلام على من اتبع الهدى) المقولبة والتي استهل كلامه بها، إلا أنه سرعان ما جعلني أتذكر قول الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
حيث عبر عن صدمته الكبيرة باسمي الذي لم يلاقي استحسانه لأنه يعارض مصابيح الخرافات والشطحات الدينية، وبدأ يدعوني للتوبة النصوحة والتضرع إلى ما سماه بالخالق، فأملى عليه إيمانه في الغيبيات الواجب للدفاع عن الله الشيزوفريني.
وبعد سطرين من رسالته فقد أعصابه وآداب الحوار وأبدى من التعصب والتشنج الفكري ما لا يخفى على أحد مع ، حيث قال: (وعلى الرغم من مقالك الذي يعتبره أي عاقل من أي دين كان تهجما كبيرا على الخالق، إلا أن هناك نسبة مطمئنة لشفائك مما أنت فيه، فقد لفت انتباهي أنك مؤمن بوجود الله وينقصك فقط أن تحترمه على الأقل، وحتى تحترمه عليك بالتعرف عليه وعلى نعمه أكثر.) انتهى. فالأستاذ خلع عني صفة العاقل لأنني تهجمت على "الخالق" وأعملت عقلي في التمعن بأعراضه الشيزوفرينية كما سلف ذكره في المقال السابق. إلا أنه لم يحرمني من نسبة مشجعة للشفاء مما أنا فيه. وأنا بالفعل احترم عقلي وأنعم به، لذلك أردت توضيح شيزوفرينية الخالق والابتعاد عن عبادة جدباء وصماء لوهم وسراب لا ضائل من ورائه، وكان هو سبب تخلف البشرية حتى هذا الوقت، فلولاه لكنا وفقنا للتوصل إلى اكتشافات علمية أكثر مما لدينا الآن.
ويستطرد الأستاذ (طلال) بنصحه لي قائلاً: (إن الله عز وجل أرحم الراحمين رغم جميع ما أنزل من آيات عقاب، والتي هدفها الأول الإيمان به وطاعته، وما حدث لك يتمثل بالآية الكريمة:"ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" سورة الإسراء. فالهدف هو تخويف أمثالك.) انتهى. وكما الجمل لا يرى حدبته، فإنني لا أرى من هذا الكلام السائب أي حكمة أو عبرة جديدة، فعبادة الآلهة على مر العصور لم تنشأ سوى من دافع الخوف من المجهول، وقد استغل رجال الدين الشعور بالخوف أشنع استغلال، وهولوا من فظاعة العقاب وباعوا- من ضمن هرطقات أخرى- صكوك الغفران للفقراء والمساكين، لدرجة جعلت صاحبنا يتوهم أن آيات العقاب والترهيب والتخويف هدفها الإيمان بالخالق وطاعته؛ وإلا فمصير من يشك ويعمل بعقله ما قاله الشيزوفريني (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون.) ونحن لا نفهم لماذا حشر الله لعنة الملائكة والناس علماً بأن لعنته كفيلة بأن تكون سرمدية حسبما يزعمه وحسب قدراته الخارقة! ولأنني أكفر بمجرد التفكير في مثل هذه الآيات وأعبر عن رأيي بها وبشناعتها، فقد أصبت باللعنة الأبدية وزدت طغياناً لابتعادي عن الإيمان بتلك الطريقة!! أي منطق غاب عني هنا عندما أقرأ أن الله الشيزوفريني الضعيف يحتاج ملائكة وأناس ميتين ليلعنوا الكفار؟ ولماذا هناك عذاب القبر طالما هناك جهنم لا تنطفئ، وهل من العدل أن يعيش الإنسان فترة قصيرة ويثوى في جهنم للأبد لمجرد التشكيك المنطقي في الخلق؟

الغريب في الأستاذ طلال قوله: (دعني أتكلم بالشكل العلماني الذي تعرفه بدلا من الآيات الكريمة التي ستلتف حولها لتشوهها، فلا أريد أن أكون سببا في أن تزداد ذنوبك.) انتهى. فهو يعلم بأن لا أحد يتكئ على فخار مهشم، أو كما قال علي بن أبي طالب (القرآن حمال أوجه). وهذا استدراك جيد من الأستاذ طلال ويا ليته يبقى كذلك لأن القرآن يعج بالتناقضات التي من اليسير على أي شخص يستخدم عقله أن يتفكر بها ليستنتج فراغها من المنطق والعقل. إلا أنه يعود ليخاطبني بنفس الطريقة التي اعتاد عليه السلف الصالح بقوله (أعطي الخباز الخبز ولو أكله كله) لكي يبقى موضوع الدين في أيدي المعربدين من شيوخ وقساوسة وحاخامات يفسرونه على هواهم وخدمة لمنافعهم.

ولكي لا أطيل على القارئ العزيز، فإن المغزى من باقي رسالة الأستاذ طلال هو الاختصاص لدى الناس، ليصل بي بأنه لا يوجد شيء يقيم التوازن والميزان في الكون سوى الله، مستدلاً بذلك إلى وجود الله وعظمته وينصحني متعطفاً على حالتي بالرجوع إلى آية (ولم يكن له كفؤا أحد). أما عن شيزوفرينية الله، فسوف أضيف بعض الأيات التي تثبت بالدليل القاطع أن المتكلم هو بشر مصاب بكل العاهات التي ذكرتها سابقاً واستطراداً لما فاتني منها.

فمحمد كاد أن يدعي الإلوهية لولا فوات الأوان من ناحية الموروث الديني، وهذا لم يمنعه من أن يساوي نفسه مع الله الشيزوفريني ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين . . ) و كذلك ( ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ) وإليكم (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) أما الأغرب على الإطلاق فهي الآية التي جاشت في صدر محمد وأراد منها أن تكون تجسيداً لعظمته المرضية وهي (إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً).

وجملة هذه الأعراض الشيزوفرينية تؤدي في المحصلة للاستنتاج بأن ضرب من المرض النفسي (يُطلق عليه "الهلوسة السمعية والبصرية Audio and Visual Hallucination ". وهو مرض نفساني يصيب البعض الذين يتصورون بأن أحداً غير موجود على أرض الواقع يكلمهم، ويرشدهم. وهذا المرض اكتشفه آدم كرابتري الطبيب النفساني الكندي عام 1966، والذي لخصه بحالات مرضية لمرضى يسمعون أصواتاً في رؤوسهم، كما قال الطبيب النفساني الآخر جوليان جاينز ((نقلاً عن الأستاذ شاكر النابلسي- "المهدي المنتظر" و"الهلوسات" الإيرانية)).

أما عن الميزان والدقة في الخلق كما ذكر الأستاذ طلال، فلنا على عجالة أن نقول أن التخبط في تفسير الظواهر الطبيعية كما وردت في القرآن كفيل لزعزعة الثقة بمعرفة الخالق بما خلقه افتراضاً وهو الذي يقول عن الشمس أنها تغرب في عين حمئة، دعك عنك دورانها حول الأرض المبسوطة.
حتى أن عقلي لا يسعفني في التفكر في قصة خلق الإنسان كما رواها الشيزوفريني، دون أن يخطر ببالي أنه كان من الأفضل له (تصحيحاً وتقويماً) أن يخلق حفنة من الناس ليتكاثروا، بدلاً من أن يجعل الموضوع فحش قرابة؛ لذلك قلت في بداية المقال أن تناول الله لدى المؤمنين فيه الكثير من المراوغة لا تخبئ شيزوفرينيا المريض مهما برع في البلاغة وحسن الكلام. حسبي العقل ونعم الوكيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا