الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابر الغرباء

بهاء هادي

2008 / 6 / 2
المجتمع المدني


يتوحد العراقيون خارج الوطن رغم كل اختلافاتهم في هاجس غير معلن هو الوداع الاخير بعيدا عن الاحبة والارض التي يعشقون,وقد تزايدت اعداد المغادرين في السنوات الاخيرة ارتباطا باعداد العراقيين المغتربين في بقاع العالم المضطرين للعيش خارج الوطن بعد سلسلة المأسي التي المت بهم خلال عقود الدكتاتورية البغيضة وبعدها سنوات الاحتراب الطائفي والنشاط الارهابي والفوضى بكل اشكالها منذ سقوط الصنم الى الان رغم كل مايعلن من تحسن للاوضاع وانخفاض في مستويات الافعال الخارجة على القانون وبدايات التحول نحو البناء واعادة الحياة الى طبيعتها وتعويض سنوات الجمر التي طالت وترسبت عنها مناسيب من عدم الثقة واهتزاز التفاؤل بمستقبل يعيد للقلوب ماكانت تعتمر به من الفة ومشاركة وجدانية تميز بها شعبنا على مر تاريخة.
ان هاجس الموت في الغربة يسيطر على الجميع بغض النظر عن اعمارهم ومديات البعد والقرب التي تحددها البلدان التي يعيشون فيها خاصة بعد انتشار قبور العراقيين في كل البلدان التي يعيشون فيها ليس لانهم راغبون في توسد تراب غير التراب العراقي الذي لم تفارقهم رائحته منذ ولاداتهم
ولكن لصعوبة ان تتحقق اخر امانيهم في ان يناموا نومتهم الابدية في احضان ذلك التراب الذي يعشقون ,وذلك لارتفاع تكاليف اعادة الجثمان الى العراق التي لايستطيع ان يتحملها غالبية العراقيين الذين يعيشون في الغربة مهما كانت ظروفهم الاقتصادية وهي في الاعم لاتكون بمستويات جيدة الا لنسبة قليلة وهذا معروف للجميع وهو ليس بسر نفضحه او نموه علية فالغربة وظروفها لايعرفها الا المغتربون ومايتداول في الداخل من حكايات واساطير عن اوضاع العراقيين في الخارج لاتمثل الا جزء من الحقيقة اما الحقيقة كاملة فانها صفحات متنوعة بكل مفردات الحياة التي يتعرض لها الانسان وهو يعيش في مجتمع مختلف يتطلب لانسجامه مع مدياته الكثير من الخسارات والضغوط النفسية والتقاطعات التي ليست بالضرورة هي في صالحه , بل قد تكون من الاسباب الحقيقية لوداع مبكر للحياة التي اعتقد للوهلة الاولى انها الاجمل.
ان العراق بكل مايختزن من امكانيات على جميع الاصعدة لقادر على ان يحقق لابناءه على الاقل اخر امانيهم في ان يعودوا الى احضانه باجسادهم بعد ان افنوا ارواحهم بالعمل من اجله وهذا ليس كثيرا
على اي عراقي حرم من وطنه واجبر على ان ينتظر الموت خارجه , وكم من مغادر دفن جسده في ارض باردة في بلدان الشتات وهو ابن الشمس ودفء الارض العراقية الحنون.
لقد جرت مناشدات لشخصيات سياسية كرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء لاعادة جثامين ادباء او فنانون او شخصيات سياسية معروفة وقد تم ذلك بمبادرات فردية من هؤلاء الساسة وهم مشكورين عليها , ومع اعتزازنا واحترامنا لكل العناوين فهم عراقيون وهذا اقل مايمكن ان يقدم لهم وهم يودعون الحياة في الغربة , لكنني هنا اطالب بحملة عراقية وطنية شاملة في الداخل والخارج يشارك فيها كل العراقيين افرادا ومنظمات وجمعيات واحزاب لتنظيم قانون عراقي ملزم بتحمل الدولةتكاليف اعادة جثامين العراقيين الى بلدهم وحسب رغبة ذويهم او رغبتهم قبل وفاتهم , ,وادعو القانونيين الى صياغة مواد هذا القانون والطلب من البرلمان العراقي مناقشته والتصويت علية في جلسات علنية ,
لكي يكون نافذا باقرب وقت ويكون شاملا للعراقيين المتوفين في السنوات الماضية ان رغب ذويهم بنقل رفاتهم من بلدان الشتات لكي يتوقف اتساع مقابرنا في الغربة ويقدم الوطن لابناءه لمسة حنان انتظروها في حياتهم ولظروف معروفة لم يحصلوا عليها فجائتهم متاخرة لكنها مطلوبة وضرورية وهي
تقدم درسا مهما لصناع الحياة الجديدة في العراق.
اخيرا ادعو ادارة موقع الحوار المتمدن الى المشاركة الفاعلة في الحملة الوطنية الخاصة بتكريم شهداء الغربة العراقية القاتلة من خلال تنظيم نداء عراقي عبر هذا الموقع الرصين والمتميز ومتابعة مضمون هذه الدعوة من خلال مشاركة كل الاقلام الوطنية الصادقة في اغناء هذا الموضوع واستمرار تفاعلاته ورصد ردود الافعال عليه لما له من تاثير وفاعل على العراقيين في الداخل والخارج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة


.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة




.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال