الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الصحوات بين الضرورة الوقتية والديمومة العسكرية

وسام محمد شاكر

2008 / 6 / 3
المجتمع المدني


أمست ظاهرة الصحوات من ابرز مظاهر الشارع العراقي ، خصوصاً بما يتعلق بالوضع الأمني والسرعة الرهيبة في تحول الكثير من المناطق التي توصف بأنها ساخنة الى مناطق تنعم بقسط من الأمن ، والمتعارف عليه ان فكرة الصحوة انبثقت من خضم الواقع المرير في محافظة الرمادي بعد أن احالها تنظيم القاعدة الى خراب كبير وساحة معركة مفتوحة مع الجانب الأمريكي ، فكانت النتيجة الحتمية للخلاص من هذا الإرهاب بأن تتكاتف جهود العشائر هناك وتشكل مجالس للصحوة ومجالس للإسناد تطارد منابع الإرهاب وتعيد الحياة الى المدن والقصبات في غرب العراق وفق معارك حامية الوطيس وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الحكومية والأمريكان لتأتي الرياح بماتشتهي السفن ولتعتبر تجربة جداً ناجحة على المستوى الأمني والسياسي لتبدأ بعدها عملية تفعيل تجربة الرمادي من خلال الية تقليد ومحاكاة في عدة مناطق في بغداد حيث تم فتح باب التسجيل في مجالس الصحوات وبذلك أختلط الحابل بالنابل والفرق بين ماحصل في الرمادي وما يحصل في بغداد أن العشائر هناك امسكت بزمام المبادرة و حددت مسبقاً المجاميع الأرهابية ثم بعدها تمت المكافحة بينما في مناطق بغداد اصبح القتلة نفسهم رجال الصحوة بشهادة الكثير من سكنة تلك المناطق وهنا تكمن المشكلة فأصبح الأرهابي القاتل هو نفسه رجل الصحوة الذي يعول عليه ترفاً في حماية المناطق ومطاردة الإرهاب بالرغم من علم بعض الأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية التي كانت قبل حين تضع اسماء هؤلاء ضمن قوائم المطلوبين للقضاء نجدهم قد البسوهم الزي الرسمي ونشروهم في الأزقة والشوارع تحت اسم الصحوة ولا أعلم هل هذا غباء حكومي- امريكي ام عملية إحتواء واضحة على حساب حقوق الأبرياء والضحايا الذين لاقوا الأمرين نتيجة الأعمال الإرهابية لهؤلاء المتلونين وإذا ما اسلمنا بفكرة الصحوة كأداة لامناص منها لماذا لايتم إنتقاء افرادها على اسس ومعايير تنطبق مع المظمون اي ان يتم شكيل فصائل الصحوات من اشخاص غيرلمتورطين بعمليات الإغتيالات والتهجير والأعمال التخريبية لكي لاتصبح الصحوات لباس ودرع واقي وعملية تغيير جلود لهولاء القتلة والمجرمين إن إعادة النظر بمبدأ الصحوات في المناطق السكنية أصبح مطلبا ضرورياً بحاجة الى وقفة جادة لفرز الصالح عن الطالح و هذا الكلام ايضاً ينطبق على المناطق التي من المزمع ان يصلها المد الصحوي ان صح التعبير في المستقبل من حيث النوع والكم وبرامج العمل التي لابد ان يلتزم بها الجميع الحكومة والأمريكان ورجل الصحوة هذا من جانب الإستثناء اما من جانب الديمومة فلا أحد يعلم ما الغاية من عسكرة الشعب و المدن والمناطق بهذا الحجم المفرط فالمنطق يشير الى وجود جيش عراقي ووجود شرطة وطنية ووجود قوات امريكية وبريطانية تنتشر في كل بقعة من بقاع العراق وهنا وقفة يرى من خلالها المتتبع للشأن العراقي ان الحكومة تحاول عبثاً الحد من معدلات البطالة عن طريق الزج بأكبر عدد ممكن من الناس بالإطار العسكري قد يتطلب الظرف هذا الأن ولكن ليس من المنطقي ان يستمر هذا الحال وبهذه التخمة من الصنوف العسكرية تحت عناوين فضفاضة هي كالأتي .
1. الحرس الوطني
2. الشرطة الوطنية
3. شرطة حمايات المنشأات .
4. الحمايات الشخصية .
5. شرطة المرور .
6. الصحوة .
7. الدفاع المدني .
8. الأمن الوطني .
والحقيقة إن هذه العناوين تحتوي الكثير من الموارد البشرية التي هي في واقعها تمثل شكلاً من اشكال البطالة المقنعة فما هو إنتاجها واذا كانت منتجة فما الداعي من تكوين صحوات ومجالس اسناد هذا التناقض الكبير الذي وقعت به الحكومة يوحي الى الية ساخرة جداً مفادها اذا كان لدينا 28مليون نسمة لابد ان يكون لدينا 28مليون شرطي وعسكري !!!! لكي نقضي على الإرهاب اذن من الإرهابي ؟؟؟؟ ومن هو المدني ؟؟؟الذي يعيش في العراق إن على السادة المسؤلين ان ينتبهوا الى ظاهرة العسكرة التي تجري في البلد وعليهم ان يقرأوا التاريخ جيداً فميول الشعب العراقي نحو الإتجاه العسكري هي موروثات قبيحة من انظمة قديمة فقد كان اول من عمل على عسكرة الشعب هو الملك فيصل من خلال فتح ابواب التطوع لماسمية بالفتوة ومن ثم في العهد الجمهوري وما كرسه الضباط الأحرار من ميول عسكرية كانت تطغى في أغلب ملامحها على الحياة العامة وصولاً الى حكم البعث الفاشي وصدام الذي كان مولعاً بالحروب وعسكرة الشباب والمراهقين وصناعة السلاح كل هذه موروثات خاطئة جعلت من المواطن العراقي عسكرياً بالفطرة ولديه ميول عسكرية احتفظ عقله الباطن بها حتى هذه الساعة ، فنجد الجميع اليوم لديه ثقافة عالية بأنواع السلاح وبمصادر صناعته تفوق باقي الثقافات وهذا هو بيت القصيد الذي لابد من ان تحذف كل هذه التراكمات من أطار التفكير الجمعي للشعب العراقي ونشر الثقافة المدنية بدل العسكرية مكرراً اذا كان ما يمر العراق به اليوم من حالة إستثنائية تتطلب كل هذه الأعداد من العسكر فلابد للمستقبل ان نبدأ بعملية صياغة برامج عمل نبعد الشباب عن ثقافة السلاح المقيتة موجهينهم نحو التطور العلمي والتكنلوجي الذي امسى العراق بأمس الحاجة اليه اليوم ، لا ان نؤسس لهم صحوات وفصائل عسكرية ضد عدو وهمي او ضمني ونجعل منهم حيوانات استهلاكية وكلاب حراسة في هذا الزقاق او ذاك ، واذا كانت تجربة الرمادي على سبيل المثال ناجحة فهذا لايعني تكرارها في مناطق اخرى ستكون ايضاً ناجحة دون ان نعير للظروف البيئية و الديموغرافية والزمكانية دوراً فاعلاً لأنها متفاوتة لامحال وقد تنطبق التجربة هنا ولاتنطبق هناك وبما إن زمن الإنقلابات قد ولى الى غير رجعة كما صرحت به الحكومة فمن أولوياتها ان تشتث كل العوامل التي من شأنها ان تجعل السلاح بيد كل من هب ودب حتى لايبقى الشعب تحت وطأت المسلحين ولغة البارود وبزة الخاكي التي حمل من جراءها ولسنوات الكثيرة شبابنا في صناديق خشب يغلفها العلم العراقي وامهات ثكلى وجيوش من الإيتام والأرامل ، نريد من شبابنا ان يرفعوا العلم العراقي في محفل علمي او رياضي أو ادبي يخلع العالم القبعة لهم اجلالاً وأحتراماً وتنحني الشمس لتقبل اياديهم ويصفق الناس لأهل ارض السومريين لإبداعهم وأصالتهم الموغلة إن الأمن والإستقرار لايعود بالسلاح فقط بل لابد من وعي يدرك متى يستخدم السلاح وضد من لا كما نراه من عبث وفوضى وصل بها الأمر في بعض الأحيان الى مواجهات مسلحة بين هذه الجهة الحكومية او تلك وبين هؤلاء حراس المنشأات والشرطة وكل يرمي على الأخر تهمة ( العلاس ) وكل منهم يجد في نفسه انه الدولة والسلطة حتى قيل ان في وسط كل دولة دولة أخرى فـ الى متى يستمر هذا الوضع المزري اعتقد الكرة في ملعب الحكومة وهي التي تجيب ؟؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني