الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آيات قرآنية (دستورية) لتنفيذ رغبات خير البرية

مستخدم العقل

2008 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما قرأت القرآن الكريم استلفت نظري كيف أن جبريل كان يأتي في الأوقات الصعبة لإنقاذ الرسول بآيات تتوافق تماماً مع رغباته. سأحاول في هذه المقالة التركيز فقط على رغبات الرسول ومطالبه النسائية وكيف أن جبريل قد جاء بالوحي الذي يوافق رغبات الرسول على طول الخط تقريبا لدرجة أن زوجته عائشة قالت له يوماً "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (وهو حديث صحيح أخرجه البخاري). فيما يلي سنستعرض بعض الملاحظات التي تستلفت النظر عن التطابق شبه التام بين الوحي الذي جاء به جبريل وبين ما كان الرسول يرغبه:

الملاحظــة الأولـى: كانت زينب بنت جحش هي بنت عم الرسول وزوجة إبنه بالتبني زيد بن حارثة، وفي أحد الأيام ذهب الرسول ليسأل عن زيد ففتحت له زينب، ويبدو أن الرسول عبّر عن إعجابه بها بطريقة أو بأخرى (هكذا قالت كتب السيرة والتفسير) وهكذا فقد عرض زيد على الرسول أن يقوم بتطليق زينب من أجل أن يتزوجها الرسول، وللأمانة التاريخية فإن الرسول رفض عرض زيد، ولكن بعد فترة قام زيد بتطليق زينب وبذلك أصبح بإمكان الرسول أن يتزوجها ولكن توجد مشكلة صغيرة، فالجميع كان يعرف أن زيد كان ابن الرسول بالتبني وبالتالي فإن زينب كانت بمثابة زوجة إبنه وعليه لايحلّ للرسول الزواج بها، ولذلك فإن الحل السحري جاء في الآية 37 من سورة الأحــزاب التي تقول (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا). اي أن هذه الىية قد جاءت في الوقت المناسب تماما لتحلّ للرسول الزواج بزوجة ابنه بالتبني عن طريق حيلة شرعية غاية في البساطة وهي التفريق في الأسس الشرعية بين الأبناء الحقيقيين والأبناء بالتبني. وللتأكيد على ذلك فقد أنزل جبريل آية أخرى تمنع التبني وهي الآية 40 من نفس سورة الأحــزاب التي تقول (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا). اي أنه لايهم تألم الأيتام وشعورهم بالضياع النفسي حين لايجدون من يعطيهم حنان الأبوة أو الأمومة، ولايهم كذلك حرمان الآباء الذين لايستطيعون الإنجاب من أن يجدوا طفلا يتيما يسعدهم ويسعدون به، فالأهم هنا هو أن يهرع الرسول إلى زينب فيتزوجها بلا صداق ولا شهود وبدون حتى أن تكمل عدّة طلاقها من زيد. وبالمناسبة فعلى حد علمي فإن الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يحرّم التبني وذلك كله بسبب آية نزلت لتحلّ للرسول الزواج بمن أعجبته!

الملاحظة الثـــانية: تزوّج الرسول سودة بنت زمعة عقب وفاة خديجة ويقال إن الهدف من زواجه بها كان للعناية بإبنتيه أم كلثوم وفاطمة. عموماً فبعد ثلاثة أعوام من زواجه من سودة تزوّج الرسول السيدة عائشة ذات الأعوام التسعة ثم فتح الله عليه وتزوّج أيضا زينب بنت جحش وغيرها من أمهات المؤمنين اللائي تميّز معظمهن بالصبا والجمال (وذلك بخلاف مارية القبطية سريرته الأثيرة). وقتها فقط لاحظ الرسول أن سودة قد أسنت (وكأنه لم يأسن هو أيضا) فعزم على فراقها فرجته المسكينة أن يُبقي عليها على أن تترك يومها وليلتها لعائشة. حينئذ أصبح الرسول في موقف صعب نوعاً، فهو من ناحية ليس لديه وقت يقضيه مع عجوز آسن ومن الناحية الأخرى يخشى القيل والقال، ولذلك فإن الحل السحري جاء في الآيـة 128 من سورة النســاء التي تقول (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، وعليه أبقى الرسول على سودة مقابل أن تترك يومها وليلتها لعائشة طالما ان جبريل أخبره أن الله راض عن ذلك (فلا جناح عليه)!

الملاحظة الثــالـثـة: بعد ذلك ازداد الرسول مهابة سياسية ودينية وأصبحت لديه العديد من الزوجات حتى لم تعد الآيات التي تنزل لكل حالة على حدة كافية فالنساء كثيرات والوقت قصير فهو قد شارف على الستين ولذلك كان عليه أن يجد حلاً عاجلاً حيث أن النساء أمامه كثيرات وهو يريد تفادي القيل والقال، لذلك فإن الحل السحري جاء في الآيـة 50 من سورة الأحزاب التي تقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا). وزيادة في التأكيد على رضا الله عن ذلك ولتأمين المستقبل أيضا فقد جاء جبريل أيضا بالآية التي تليها وهي الآية 51 من سورة الأحزاب التي تقول (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا). أي أن الرسول إذا أراد أن يرجيء بعضا من تلكم النسوة فلامانع، وإن أراد مضاجعة من تقع في سهمه من سبايا المعارك (مِمَّنْ عَزَلْتَ) فلامانع أيضاً، والحقيقة فقد اختلف المفسّرون في تفسير قوله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ) فالبعض ذهب إلى أن معناه أن الرسول يستطيع أن يختار من يشاء من النساء ليضاجعها (ممّن وهبن أنفسهن له) ويرجيء من يشاء منهن ليضاجعها فيما بعد (فلايحق لأي شخص أن يتزوجهن طالما أنهن في انتظار الرسول الكريم)، بينما ذهب البعض الآخر في تفسير الآية إلى أن الرسول من حقه مضاجعة من يشاء (من زوجاته وسراريه والنساء اللائي وهبن أنفسهن له) دون أن يكون ملزما بأي جدول زمني!

الملاحظة الرابعـة: مع تعدد زوجات الرسول وكثرة بيوته واجه الرسول عقبة بسيطة وهي خوفه على نسائه من أعين الغرباء (خصوصا مع ما هو معروف عن معظم نسائه من الجمال والشباب)، وبالتالي فقد كان عليه أن يجد حلاً عاجلاً ليدفع أعين الغرباء عن زوجاته أمهات المؤمنين لذلك فإن الحل السحري جاء في الآيـة 52 من سورة الأحزاب التي تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّه)، وبهذا اطمأن الرسول إلى استحالة أن ينظر أحد إلى نسائه طالما أنه لايحق لأي شخص كان أن يتزوج نساءه من بعد موته. لايهم حقيقة أنه مات وترك وراءه تسعة أرامل منهن من هن دون العشرين ولايهم أن معظمهن لم يذقن طعم الاستقرار الأسري والجنسي مع وجود كل أولئك الضرائر، فالمهم هو أن يتأكد الله أنه ما من شخص يمكنه أن ينظر إلى نساء الرسول!

الملاحظة الخامسة: بالرغم من كل تلك الأزواج التي تزوجهن الرسول إلا أنه كان لديه ميل خاص للسيدة مارية القبطية سريرته المفضلة وهدية المقوقس له، وفي إحدى الليالي كان الرسول في بيت حفصة (إبنة عمر بن الخطاب والتي لم يكن لها نصيب من الجمال) فذهبت لقضاء حاجة عند والديها (يقال أيضا إنه أرسلها بنفسه) فما كان من الرسول إلا أن دعا سريرته الأثيرة البيضاء مارية ومارس معها الجنس فرأته حفصة وغضبت فأقسم لها الرسول ألا يمسّ مارية بعد ذلك أبدا. هناك روايات أخرى مختلفة عن سبب وعد الرسول لحفصة ألا يمسّ مارية ولكن ما يهمنا هنا أن الرسول في النهاية قد وعد حفصة ألا يمسّ مارية. بعد مرور فترة بدأ الرسول يشعر بالحنين لمارية الجميلة ولكنه من الناحية الأخرى لايستطيع أن يحنث بقسمه لحفصة، لذلك فإن الحل السحري جاء في الآيـة 1 من سورة التحريم التي تقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم)، وهكذا جاء جبريل في الوقت المناسب (مرة أخرى) ليحلّ للرسول أن يحنث قسمه لحفصة ويعود لممارسة الجنس مع الجارية الجميلة.

من الملاحظات عاليه نجد أن القرآن الذي يُفترض فيه أنه دستور الأمة (أو العالم) قد خصّص آيات كثيرة (بل وأحيانا سوراً كاملة) للحديث عن الرسول وزوجاته وألعابهن ومشاكلهن والإشاعات اللاتي تتناولهن وغير ذلك من الأمور شديدة الشخصية، بينما لم يُشر القرآن بكلمة واحدة عن كيفية الصلاة أو عدد ركعاتها أو عن كيفية تحديد بدايات الأهلة في بقاع العالم المختلفة أو حتى عن تحديد نظام الولاية في الدولة بعد وفاة الرسول. لعلنا نلاحظ أن إغفال القرآن لكل ذلك قد أدّى إلى العديد من الحروب والضغائن أو على أقل التقدير الإحراج. فآية واحدة تحدّد نظام الولاية كانت ستوفّر حياة السبعين ألفا الذين قتلوا في موقعة الجمـل (ناهيك عن باقي المعارك)، وآيــة واحدة لتحديد عدد ركعات الصلوات وعدد الصلوات في اليوم كانت ستوفّر كل هذا الجدل الذي نراه بين السنة والشيعة. وآية واحدة لتحديد بدايات الأهلة كانت ستوفّـر الإحراج الذي يواجهه المسلمون كل عام في شمال أمريكا حين يختلفون على بداية رمضان والأعياد حتى أنه في الكثير من السنين يحتفل مسلمو شمال أمريكا بعيد الفطر مرّتين. كل ذلك كان يمكن توفيره لو أن القرآن قد أنزل ولو آية واحدة تحدّده بدلاً من كل تلك الآيات عن زوجات الرسول وزواجهن وطلاقهن والعسل الذي كنّ يسقينه للرسول.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah