الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصلح الاسلام السياسي لبناء الدولة المدنية الحديثة؟

كريم التميمي

2008 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتميز المفاهيم الجديدة لبناء الدولة المدنية الحديثة بركائز وأؤسس قد نبتعد او نقترب منها حسب طبيعة تفكيرنا ومستوى ثقافتنا ومدى فهمنا لبناء الدولة المدنية الحديثة، فالمتعارف عليه تاريخيا ان الدولة كانت ولازلت في عدد من البلدا ن تتبنى الفكر الديني لبنائها وخاصة في محيطنا العربي

فالاسلام السياسي لا يزال هو المهيمن ولو بشكل اقل من السابق على هذا المحيط ومن خلال نبذة تأريخية للفترة التي سيطر فيها هذا الفكر على مساحة زمانية ومكانية وخاصة على الساحة العربية والاسلامية ، لم نجد خلال هذه الفترة من بناء دولة مدنية على اسس سليمة وعادلة تحترم الانسان وتعتبره هو القيمة العليا وتضع البرامج والخطط في سبيل تحقيق اماني وتطلعات المجتمع ،ولذلك نجد ان هناك الكثير من الاخفاقات والتجاوزات قد حصلت من السلطات التي كانت تتبنى الاسلام السياسي لادارة دفة الحكم

حيث ان الكثير من المفكرين والمؤرخين والمثقفين اتهموا الفكر الاسلامي واعتبروه هو المسؤول عن هذه الاخفاقات والتأخر في بناء الدولة الحديثة والبعض الاخر من المفكرين حاول ان يبراء الفكر الاسلامي ويبعده عن هذه التهم ،وهذا شيء طبيعي يعتمد على مدى قرب هذا الفكر اوبعده عن توجهات هذا المفكر او ذاك،وبالتلي ينعكس رأيه في النقد او التقيم

والحقيقة انا ارى شخصيا ان الوسط الذهبي هو الذي يمكن ان يسود بين الرأيين لكي لا نظلم احدهما

فالاسلام السياسي ليس هو الفكر الديني ، الفكر الديني مبني على القيم والمباديء العامة والاخلاق الرصينة والمثالية العليا المرتبطة روحيا بالباري سبحانه ،اما الاسلام السياسي مبنياعلى المصالح السياسية والامزجة والمنافع الشخصية والاطماع وغير ذلك ولكن هل ان الطبيعة البشرية ميالة الى الفكر الديني ام الى الاسلام السياسي ،انا شخصيا اجدها ميالة الى الاسلام السياسي اكثر وهذه طبيعة البشر يميل الى المصلحة الشخصية والانا اكثر من ميله الى المثل العليا وخاصة على ارض الواقع، ولذلك وعلى سبيل المثال نجد ان المثل العليا التي جاء بها الرسول الاعظم سرعان ما اصتدمت بالواقع والمصالح الشخصية خاصة بعد انتهاء الخلافة الراشدةوبدأت المصالح الشخصية تظهر بشكل واضح ولكن بصبغة دينية لكي لا تتهم بأنها خارجة عن الدين او مرتدة عنه،واستمرت هذه الحقبة فترة طويلة من الزمن لأنها كانت تتلائمم الى حد ما مع طبيعة النفس البشرية لكون هذه النفس امارة بالسؤء,لتنتهي هذه الفترة الزمنية وتأتي بعدها حقبة زمنية اخرى اكثر منها تعبيرا للمصالح الشخصية والسياسية وتحت مظلة الفكر الديني ايضا،وهذا في الحقيقة قد انطبق تماما مع كل الحضارات التي تبنت الاسلام السياسي وابتعدت عن الفكر الديني المعتدل والطبيعي الذي يأخذ بنظر الاعتبار الروحية التي بنيت عليها النفس البشرية ، ولذلك نجد ان الغرب اول من انتبه الى هذه الظاهرة وقام ببناء الدولة المدنية الحديثة مع اعتراضي على جزء من هذا المفهوم لكي لا اتهم بأني مع هذا المفهوم في كل توجهاته مع ان هذا المفهموم تبنته بعض الدول المحسوبةعلى الفكر الاسلامي المعتدل مثل ماليزيا واندونيسيا وتركيا الى حد ما

ولذلك نرى ان الانسان في الدولة المدنية هو اكثر وعي واكثر فهما لما يدور حوله من متغيرات واكثر تفهما للاخر فأنت لا تجد في الدولة المدنية الحديثة من يحلل قتلك اذا ما اختلفت معه في وجهة نظر معينة،والحق يقال ليس من باب التملق ان الفكر الاسلامي الصحيح لا تجد فيه ما يدعو الى الغاء الاخر حتى وأن اختلف معك والامثال في ذلك كثير وخاصة في بداية نشر الدعوة الاسلامية وفترة الخلفاء الراشدين

فالدولة المدنية الحديثة اذا ما بنيت على اساس من العدل والمساواة ودون التفريق بين الاخر ين على اساس الجنس والمذهب مع مراعاة القيم والمباديء العامة التي تتميز بها هذه الدولة واعتبار الله جلت قدرته يمثل هذه المفاهيم العامة ، تصبح هذه الدولة قريبة من الله اكثر من الذين يتمشدقون بمفاهيم دينية مغلفة بالحقد والكراهية واجتثاث الاخر ويتصورن انهم اقرب الى الله من الاخرين ،حيث يقول الامام علي ع (ربي ما عبدتك خوفا من نارك او طمعا في جنتك ولكن وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا