الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع المعلم العراقي خارج العراق

صبيحة شبر

2008 / 6 / 7
المجتمع المدني


فتحت الحكومة العراقية عدة مدارس ، خارج العراق ، تقوم بتعليم العراقيين ، وابناء الجاليات العربية ، التي اعتادت على التعليم وفق المنهج العراقي ، وكان الأساتذة في هذه المدارس ، يتمتعون براتب عال لانهم موفدون ، ولكن بعد مغامرة صدام حسين الاستعراضية في دخول الكويت ، والحرب لاخراج العراق من ذلك البلد الشقيق ، وفرض الحصار على العراق ، جعل الحكومة العراقية ، تتخلى عن مدارسها خارج العراق ، متناسية طلابها ، ومدرسيها ، فما كان من الاساتذة واولياء الامور ، الا ان يحولوا المدارس الى التمويل الذاتي ، بان يدفع أولياء الامور ، أجرة التعليم ، التي يتطلبها تسجيل اولادهم في المدارس،
وكان الاساتذة يعانون من وضع صعب جدا ، لان راتبهم في تلك المدارس قليل ، لايتناسب مع حاجاتهم الاساسية ،التي تتزايد باستمرار ، ومع ارتفاع اسعار البضائع والمواد الغذائية خاصة ، واجرة الصحة والتطبيب ، وخاصة في بلاد عربية ، تعاني كثيرا من مشاكل البطالة ، وعدم توفر امكانات الحصول على عمل براتب مرض.
ولم يكن المعلم العراقي في المدارس العراقية ، خارج البلاد يتمتع بالضمانات الوظيفية ، ولنأخذ المغرب ، كان المعلم في المدرسة العراقية في الرباط محروما من الامتيازات ، التي يتمتع بها زملاء المهنة في المدارس الخاصة المغربية ، او المدارس الحرة الامريكية والفرنسية ، والمدارس الحرة العربية مثل السعودية والليبية ، كانت عقود العمل ضرورة ، لحفظ حقوق العاملين في المدارس ، كما ان الضمانات الصحية ، كانت متوفرة في المدارس الاخرى ، في بلد يعاني من ارتفاع اثمان الدواء ، كما ان الاساتذة في المدرسة العراقية ،كانوا محرومين من راتب العطلة الصيفية البالغة ثلاثة شهور كاملة ، والتي يحتاج الانسان فيها الى النقود وخاصة من كان لديه الاولاد ، الذين يطلبون السفر في العطل ، وان يحصلوا على الراحة الواجب توفرها ، بعد عناء الدراسة والتحصيل العلمي ، وكان الطرد التعسفي من نصيب المعلم ، الذي قد يتفوه بكلمة واحدة تدل على عدم الرضا من مسار الامور.
وحين تغير النظام ، وسقط ذلك الحكم الجائر ، الذي أذاق العراقيين الامرين ، لم يتغير وضع العراقيين في المدارس ، خارج العراق كثيرا ، ارتفع الراتب قليلا ـ نظرا لارتفاع الرواتب في العراق ، ولان قيمة الاقساط التي يدفعها اولياء الامور قد زادت كثيرا ، ولكن وضع الأستاذ العراقي ، لم يتحسن كثيرا ، وبعد صدور قرارات كثيرة من قبل الحكومة العراقية ، لتحسين وضع المواطن العراقي ، والمعلم في طليعة من يجب النظر ، الى تحسين وضعهم ، ان المعلمين في المدرسة العراقية في الرباط ، ما زالوا ينظر اليهم كمحاضرين ، وليسوا موظفين يتمتعون بالتقاعد ،اسوة باخوتهم داخل العراق ، كما انهم يعملون بدون عقد عمل يحفظ حقوقهم ، مما يجعلهم بمنأى عن الامان ،غير بعيدين عن الرغبة في العقاب ، وان كانت الادارة حسنة الان ، لكن من يدري غدا؟ ، ماذا يجري من امور؟ ، بعض المعلمين ارادوا ان يحصلوا على حق التقاعد ،لانهم بلغوا السن القانوني للراحة ، لكن رغبتهم تلك لم يستجب لها ، فمن يمكن ان يقف بجانب المعلم العراقي ، وهو بعيد عن اهله ،، وفي زمن صعب ، ضعف جسمه ، غزا الوهن نفسه ، ويريد ان يستقر بعد سنين طويلة ، من العناء والكفاح والركض وراء الرغيف ، من يقوم بتقديم الدواء للمعلم العراقي ، وهو يعاني المرض والوهن ، ويضطر الى العمل المضني ، الذي يتعب الشباب ؟ كيف يمكن للمعلم العراقي ،ان يحافظ على عطائه الكبير ، وهو قد تعب وحان له ان يتقاعد ، أليس العراقي مثل الناس جميعا ، بحاجة الى العناية الكبيرة ، حين يصيبه التعب ، ويقترب منه الضعف ، وتستبد بروحه الفاقة ، هل يكافأ العراقي على اخلاصه لعمله ، وحبه لطلابه ، ووفائه لمباديء العراق الأصيلة في التعليم ، هل يحصد بعد غرسه الصعب نكوصا ، وتخليا عن الحقوق.
ادعو حكومتنا الكريمة وهي تسعى الى ازالة الحيف عن العراقيين ، ان تنظر الى اعادة حقوق المغتربين السليبة ، وان تمكن المعلمين خارج العراق من توفير حقوقهم ، وتقديم الرعاية التي يستحقونها ، والعراقيون خارج البلد بحاجة الى نظام تعليمي يعود بالتعليم العراقي الى اصالته المعروفة ، ويقوي الصلات بين المواطن المغترب ووطنه الحبيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم


.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من




.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز


.. مأساة إنسانية في غزة.. أكثر من 37 ألف قتيل ونصف مليون تُحاصر




.. مسؤول إسرائيلي لـ-أكسيوس-: حماس رفضت مقترح بايدن لتبادل الأس