الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا

ريما كتانة نزال

2008 / 6 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كنا أربعة؛ كقطع أحجية للأطفال؛ يتم فهمها حين تستوي أجزاؤها وتصبح معا، وقد اختلت الاجزاء ذات مرة في حزيران؛ ولحقت بها أخرى في حزيران آخر..
وكنا قد منحنا "نهاية" حق تسمية ابننا غيث، كما منحنا زوجها أحقية ان يسمي ابنتنا ديمة؛ "كفشة خلق|" في اطلاق الاسماء على الأبناء؛ وفي حينها قلنا: نحن علينا الإنجاب؛ وعليكم التسمية.. ومنذ ذلك الوقت نشأ الأولاد على حقيقة وجود ابوين وامين؛ وأجاد البديلان الدور الصعب بشكل أفضل من الأبوين الأصليين..

نهاية الاستثنائية والمتوارية بعمق؛ كزهر البنفسج في تواضعها وزهدها؛ الى الحد الذي يصبح فيه أحيانا أن لا يلحظ وجودها؛ فهي لم تكن يوما ذات ضجيج من أي صنف؛ فتربأ بنفسها عن افتعال تقديم نفسها واظهارها؛ لخجل مجبول بالاعتداد والكبرياء؛ فهي لا تدخل أبدا من النوافذ؛ وتطرق الباب مرارا قبل الدخول؛ لذلك كثيرا ما لحقها مظاهر من الغبن؛ إلا انها كانت أكيدة دون جهد طويل من عدم استمرار تجاهلها بمؤهلاتها وامكانياتها الراقية؛ وبأنها وبدأبها وانتمائها الحقيقي والأصيل ستصل؛ دون عناء القفز والاستعراض والتمظهر.

تلجأ نهاية للتعبير عن مواقفها وأفكارها بأسلوب غير مباشر؛ وتستعين بالألغاز والرموز لتوصيل أفكارها ورسائلها؛ هي تنتمي الى مدرسة "ما قل ودل"؛ وفي قاموسها عديد المصطلحات والمفردات التي يمكن تركيبها؛ والاستعانة بها لاختصار وتوضيح مواقفها؛ أو للتعليق على حدث كبير محير فتفاجئنا بمصطلحها المناسب؛ من هدا الواقع غير المناسب؛ واللغة الحمَالة المعاني والأوجه؛ دون أن تتكبد عناء الشرح الطويل لإيصال أي فكرة تريد؛ وموهبتها تعود الى طبيعة فطرية خاصة بها؛ ولظروف العمل السياسي السري الذي انخرطت مبكرا به.
نهاية قالت "تورابورا" في تفسيرها لوضع الغطاء على رأسها؛ كلمة واحدة دون زيادة؛ ولم تكن بحاجة الى الشرح الطويل؛ وتركت لنا حرية التفسير والاجتهاد؛ وملأ الفراغات.
رحلت نهاية دون أن تفسر ما قصدت "بتورابورا"؛وهل قصدت فيها بأن الأمة العربية والاسلامية؛ التي كشفت عن عريها وعوراتها في" تورابورا"؛ وفي غير مكان من هذه الجغرافيا المتآكلة؛ قد دفعتها الى تغطية رأسها خجلا من مسلسل الهزائم؛ ومن الهزات المباشرة والارتدادية..



رحيلك يا نهاية؛ شرَدني وانت التي لم تأت من رحم أمي؛ تشرد ولدك من رحمي متسائلا ان كان باستطاعته أن ينعي أمه؛ وابنتك مني التي تنتحب وقد غرقت في عصير اسمها؛ تتساءل عن أي ثأر يحمله لنا حزيران ...
أرشدينا يا نهاية عن لغز نتفهم من خلاله سر الحب الكبير؛ ولغز الرحيل السريع الصامت دائما دون ضجيج؛ واحجية الإخطبوط الذي اختار اشباع نهمه من جسدك الخائر؛ دلَينا عن أحجية حزيران الذي يصر على توزيعنا وتشريدنا، رحيلك المؤلم بحاجة الى مصطلح يعرَفه؛ وقاموسي فقير وعاجز عن تلبية المشاعر؛ وليس أمامي سوى سرقة مصطلحك وأقول: انها "التورابورا"يا نهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟