الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري

صباح مطر

2008 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هبطت السلم الحديدي عائدا من الطابق العلوي بعد ان ياست من العثور على قريبي الراقد في المستشفى والذي جئت لعيادته، كان هبوطي اقل صعوبة من الصعود علما ان المصعد الكهربائي لايعمل غالبا في الساعات المخصصة لمواجهة المرضى.
راودتني فكرة البحث عن قريبي في غرفة العناية المركزة فباشرت بتنفيذ فكرتي على الفور واتجهت صوب المكان
وقفت بباب الغرفة مع مجموعة من الناس يرهق وجوههم الحزن وهم يتوجسون خيفة من خطب فضيع ربما سيحل بهم.
بين فينة واخرى يقرفص احدهم امام الباب لينظر من خلال وقب المفتاح وعندما ينهض يرمقونه بأطراف عيونهم ليقرؤا ما مرسوم على وجهه وهو ان الخطر لازال قائما.
هنيهة وانفرج الباب ليطل منه شابا يرتدي صدرية بيضاء سرعان ما التفوا حوله ليمطروه بوابل من الاسئلة.
اما انا فوقفت على اطراف اصابعي انظر من فوق اكتافهم واستطلع الغرفة فلم ارى قريبي وانما رأيت الاسرة فارغة جميعها الا سريرا واحدا ترقد عليه امرأة ، ركزت النظر فيها فعرفت انها (ام فلان...)،انفرجت شفتاي عن ابتسامة لكنني سرعان ما زممتهما وتمتمت مستغفرا وتركت المستشفى عائدا الى بيتي...
اثناء الطريق الذي يمتد لعشرات الكيلو مترات بين مركز المحافظة الذي كنت فيه والقضاء الذي اسكنه، اخذت اتطلع من خلال نوافذ السيارة الى القرى المبعثرة على جانبي اطريق والى النخيل والاشجار والارض الممتدة على مد البصر.
حلمت بوطن ارضه بساط اخضر ينعم بالامن والعافية وجالت ذكريات في رأسي وقفت عند اخرها وهو ماشاهدته اليوم في المستشفى وما عرفته من امر هؤلاء المجموعة الواقفين بباب غرفة العناية المركزة ومدى تأثرهم واهتماهم بأمر (ام فلان...) وقلت مع نفسي ألمثل هذه يفعل كل هذا ويترك عملاق اسمه العراق!!!
يتركه كثير من ابناءه نازف الجراح لايعبئون به بل يوغلون في ايذائه وعقوقه.
يزرعون ارضه بالمتفجرات ويلوثون هواءه برائحة البارود ودخان القذائف،يصمون اسماعه بأصوات الانفجارات وازيز الرصاص ويلبدون سماءه بغيوم الموت والخوف والقتل والكراهية لا لشيء الا لاجل شعارات وضعها المدلسون تحت يافطات المقاومة و الوطنية والدين، وكلها منهم براء.
ليسألوا عن المقاومة محمد سعيد الحبوبي وجيفارا وغاندي ونلسون ماندلا وجميلة بوحيرد هل قتلوا شعوبهم ودمروا البنى التحتية لبلدانهم ؟؟
هل اهلكوا الحرث والنسل واحرقوا الزرع والضرع كما يفعلون هم الان ؟؟!!
ولنحدثهم نحن عن الوطنية وهي في ابسط معانيها ان تحب وطنك ومواطنيك وتعمل لما فيه خيرهم ، وليروا ماذا جنى منهم الوطن والمواطنين غير هذا الدمار الذي يندى له جبين كل ذي حياء.
واما الدين ويقصدون به الاسلام !! اليس المسلم من سلم الناس من يده ولسانه؟؟
فمن من الناس سلم من أيديهم والسنتهم خاصة الابرياء والصالحين .
نقول الم يأن لهؤلاء ان تخشع قلوبهم لذكر الله والوطن ويرموا سلاحهم ويثوبوا الى رشدهم كما ثاب الى رشده قبلهم(الفضيل بن عياض) حينما كان يهم بالسرقة وهو لص وقاطع طريق محترف، فسمع رجل يتهدج في جوف الليل ويقرأ قوله تعالى (الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله)، سمعه بأذن واعية فقال ((بلى والله قد ان...بلى والله قد ان)) وعاد ادراجه الى داره ليصفي كل حساب له مع الشيطان وعقد مع الله عقدا على توبة نصوح،ونفسه مطمئنة لقوله تعالى (واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى).
ونحن ندعوا المغرر بهم ونتمنى لهم وعليهم ان يعودوا الى بقية في عقولهم والى صفاء نفوسهم والى وطنيتهم ويتركوا ماهم عليه ،كما ندعوا جميع المفسدين في ادارات الدولة الى الكف عن السحت والحرام ويكونوا امناء على ما أأتمنوا عليه، وندعوا اجهزتنا الرقابية الى استنفارقواها واخذ دورها كاملا وعسى ان لايضيع ندائنا فيهم كما ضاع نداء (لوط) في قومه وصيحته ما زالت تتردد الى اليوم (اما فيكم رجل رشيد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قانون استمرار إعفاء اليهود #الحريديم


.. كيف صعد الآشوريون سلّم الحضارة ؟




.. أبو بكر البغدادي: كواليس لقاء بي بي سي مع أرملة تنظيم الدول


.. 164-Ali-Imran




.. 166-Ali-Imran