الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال البنا ضد التيار

سرى الصراف

2008 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرضت محطه روتانا قبل ايام في برنامج (ضد التيار ) لقاء مع المفكر الأسلامي جمال البنا المعروف بأفكارها الجريئه والمختلفه عن ما هو سائد من افكار دينيه , وقد كنت سعيده جدا بهذا اللقاء لأن البرنامج لديه نسبه مشاهده عاليه بين الجمهور عل هذا المفكر يستطيع ان يوصل ولو جزء يسير جدا من افكاره للناس لأن المعروف عنه بين عامه الناس فقط ما قاله عن اباحه القبل مما اعطى صوره مشوهه عنه ولأني اعتقد ان افكاهره هي خطوه اولى في طريق ( المليون ميل ) التي يجب ان يمشيها المجتمع العربي لكي يصل الي مجتمع النقد البناء والتفكير الحر واحترام حقوق الأنسان والمرأه خاصه واعطاء الفرصه للأخر كي يثبت نفسه وبالتالي الوصول الى الحريه والديمقراطيه , قد قمت بدوري بالأتصال بالكثير من الزملاء والأصدقاء لأخبرهم عن موعد البرنامج وادعوهم الى مشاهدته , وكنت اتوقع ( توقع في غير محله طبعا ) ان كلامهه سينال اعجاب كثير من الناس لما يتممتع به من غزاره في العلم وقوه الحجه , وخصوصا النساء كنت اتصور انهن سوف يؤيدنه في كثير من كلامه ان لم يكن كله واخذتني الأوهام بعيدا ( وهنا لم اقل الأحلام لأن الأحلام ممكن ان تتحقق اما الأوهام فهي من نسج الخيال ولا يمكن تحقيقها ) بأني سأذهب الى العمل في اليوم التالي وارى الفتيات يطلبن مؤلفاته ويحاولن دراسه افكاره وحتى المحجبات منهم ( لا اقول انه سيجعلهن يخلعن الحجاب ) ولكن في اقل تقدير يجعلهن يفكرن في كلامه مجرد تفكير ( الظاهر ان اصعب شيء تفعله المرأه عندنا هو ان تفكر ) .
وكانت المفاجئه في اليوم التالي حيث اتت ردود الفعل على العكس مما تصورت ( او توهمت ) تماما والأدهى ان اعنف ردود الفعل واكثرها رفضا لأفكاره اتت من النساء وهذا هو الشيء الأكثر غرابه فلو كان هذا هو رد فعل الرجال لعذرتهم لأن ما قاله يتعارض ومصالحهم ويسلب منهم الكثير من الحقوق فمن حقهم ان يستنكروا اما ان يقوم المتهم ( النساء ) بالهجوم على المحامي الذي يريد ان ينقذه من ما هو فيه من ظلم وذل ومهانه فهذا ما لم يستوعبه عقلي . فكل كلامه يصب في مصلحه المرأه ويدعو الى التعامل معها كأنسان كامل الأهليه وكامل العقل وليس كتابع او شيء ثانوي في الحياه.
و اليكم بعض من ما قاله :
_ ان الحجاب ليس فرضا وهو زي تارخي والمراد من الحجاب هو الحشمه وليس تغطيه الشعر .
_ ان المرأه بأكمانها ان تأوم المسلمين في الصلاه شرط ان تكون عالمه بالقرأن .
_ الطلاق يجب ان يحصل بموافقه الطرفين لأن عقد الزواج حصل بالأتفاق بين اثنين لذا ففسخه يحتاج الى اتفاق الأثنين .
_ المرأه والرجل متساويان بالميراث وغيره .
_ ان القبله والضمه والزنيه الأولى ليست من الكبائر انما هي من اللمم ( اي الذنوب التي تموحوها الحسنات ) .
_ لايوجد في الأسلام مايسمى حد الرده فمن شاء فليسلم ومن شاء فل يكفر والأسلام يريد حريه الفكر والأعتقاد .
_ انه يؤيد العلمانيه وفصل الدين عن الدوله .
وهناك اراء وتفاصيل اخرى لم اذكرها لكي لا اوطيل عليكم وما ذكرته كان اهمها واكثرها اثاره للجدل ( فأغلبها كما هو واضح ان لم تكن جميعها في خدمه قضايا المرأه )
فالكلام كله جميل وفيه انسانيه وعداله وهي جوهر كل دين ولا يوجد فيه ما يدعو الى التهجم على هذا الرجل والقول انه يحاول تغيير شرع الله !! وانه يدعو الى فساد مجتمع الفضيله الذي نعيش فيه !!! وهو مأجور من جهات معينه للنيل من عاداتنا وتقاليدنا العظيمه !!!!!
الحقيقه كلام كبير وغريب في نفس الوقت والشيء الأغرب انه صادر من نساء كما اسلفنا .
و السؤال هنا هل فعلا ان هؤلاء النسوه مقتنعات بما يقلن ام ان التربيه والمجتمع تمنعهن من ان يقلن رأيهن الحقيقي كي لا يتعرضن للوم والقيل والقال ؟؟
هل هن مستمتعات بقيودهن واغلالهن ويرفضن اي احد يحاول مساعدتهن ولو بكلمه من اجل التخلص منها والعيش بأقل قدر من الكرامه والحريه ام انهن اعتدن على هذه الحياه وهذا السجن ويخفن اي تغير حتى لو كان نحو الأفضل فلربما ضاعوا خارج اسوار هذا السجن فكما قال الأمام علي بن ابي طالب ( الأنسان عدو ما يجهله ) ؟
هل هؤلاء النسوه يحببن جلاديهن الى هذا الدرجه التي تجعلهن يدافعن عنهم بكل شراسه وضراوه ويرفضن اي كلام غير كلام هؤلاء الجلادين ام ان هؤلاء الجلادين لهم هيبه وقدره على الأقناع مره بالسوط ومره بالكلمه الطيبه قدره على الخداع والمناوره لايملكها من يريد الحق والعدل والحريه للجميع دون استثناء ؟؟
هل هن مقتنعات بأن ما يعشن فيه هو امر طبيعي لأنه فرض الهي وهذه هي طبيعه الكون وسنه الحياه ومن يريد غير ذلك يكون قد شذ عن هذه الطبيعه ام انهن يخفن الثوره التي قد تعود عليهن بنتائج غير محموده عقباها ويدركن ان للحريه ثمن لا يستطعن دفعه ؟؟؟
بالرغم من كل هذه التبريرات التي سقتها الا اني لست مقتنعه بمواقف النساء السلبيه ولم اتمكن من ايجاد مبرر حقيقي لها غير تهاون هؤلاء النسوه بحق انفسهن وحقوقهن واستسهال هذه الحياه التي يعشنها غير مدركات او غير مهتمات بالعواقب , صحيح هناك قيود وهناك تقاليد وهناك مجتمع ظالم بكل المقاييس قد يمنع المرأه من ان تفعل ما تريده وما هي مقتنعه به لكنه لا يستطيع ان يمنعها من ان تفكر وتستعمل عقلها ولو قليلا فكما يقول ديكارت ( انا افكر فأنا موجود ) لكن الواضح ان المرأه العربيه ( والعراقيه خصوصا ) نتيجه لأستسلامها لقيودها اصبحت القيود اكثر قوه واكثر قسوه واصبحت قيودا على العقل والروح قيود تؤدي الى الغاء وجودها بدون ان تدرك او محتمل انها مدركه وهذه هي المصيبه الكبرى
واخيرا اتذكر المثل العربي الذي يقول ( يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه ) .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية