الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تخلى العراقيين عن وطنيتهم؟

كريم التميمي

2008 / 6 / 12
المجتمع المدني


ربما يبدو هذا السؤال استفزازيا الى حد ما لوطنيتي او لكل عراقي يمتلك الحس الوطني اتجاه بلده،فالكثير من الساسة والمثقفين والمفكرين وغيرهم كثير ،عندما تتحدث عن الوطنية وحب الوطن تراه يعطي العراقيين مثالا لهذا لحب ،ولكني في الحقيقة بدأت اشكك مع الاسف بهذه الوطنية البعيدة عن الواقع اليومي الذي نراه
وبدأت اتسائل هل هذا هو فعلا عراق ثورة العشرين وثورة مايس ؟ وهل هو فعلا شعب البطولات وصاحب الحضارات العريقة والتاريخ المجيد ؟ هل هو فعلا شعب يستحق كل هذا التقدير والاحترام ؟
ارجو ان لا ينزعجوا من استفزت وطنيتهم او عروبتهم وارجو ان يتركوا الشعارات والهتافات ، ونكشف سويا بعض مظاهر هذه الحقائق الموجودة على ارض الواقع

والحقيقة ان ظاهرة الشك في وطنية العراقي ظهرت وبشكل واضح بعد الاحتلال، ، بعد ان قسم البلد على اساس طائفي ومذهبي وقومي واصبحت كل طائفة تدافع عن مصالحها الخاصة بغض النظر عن مصلحة البلد العامة ومع الاسف ان معظم الطائفة الاكثر عددا في العراق وانا منهم طبعا، هم الذين بدأت اشكك في وطنيتهم
فمعظمهم لا يهمه ما يدور في البلد من خراب او دما ر او فساد، همه الوحيد ان ترضى عليه مراجعه الدينية او الطائفية ، ولذلك تراه لا يهتم مثلا الى تدني المستوى التعليمي
للمراحل الدراسية او سوء الخدمات وعدم توفر الكهرباء او الماء او القضاء على البطالة اوغيرها من الظواهر السلبية المنتشرة ، ولكنه، يهتم بخطبة الجمعة مثلا ويفتح فمه واذنيه لكي يتلقى خطبة الجمعة من الامام بكل ترحاب ، دون ان يكون لديه اي رأي في مدى صحة واقوال هذا الامام ، (لكون هذا الامام او الخطيب يلبس العمامة ويضع اكثر من محبس في كلتا يديه ويحمل السبحة وشوية سواد في جبهته)لكي يقنع الاخرين بأنه قريب الى الله بهذا المظهر
والكثير منهم يعتبر ممارسة الشعائر الدينية والتقيد بها والمبالغة في تطبيقها ، هي الوطنية بحد ذاتها !! ! فهو يدفع كل جهده وماله ووقته من اجل ممارستاها، ولكنه في نفس الوقت لا يكلف نفسه برفع القمامة من امام منزله او مطالبة المجلس البلدي ببناء مدرسة او تبليط شارع ، ولكنه يسارع الى المشاركة في بناء حسينية او جامع او موكب
عزاء ، وعندما تطلب منه ان يتظاهر سلميا للمطالبة بحقوقه في توفير الخدمات وتوفير فرص العمل وبناء مؤوسسات الدولة ، يقول لك كيف اتظاهرواحتج على الحكومة(والسيد امبارك هذه الحكومة) !!ولدينا الامثلة كثيرا وخاصة في المحافظات الجنوبية ، فبالرغم من تحسن الوضع الامني وبشكل واضح في هذه المناطق لم يحصل فيها اي تحسن في الواقع الخدمي ، ولكن في المقابل انظر كم هي منتشرة مواكب العزاء على مدار السنة وانظر عدد الذين يرومون هذه المواكب من الشباب العاطلين عن العمل يوميا،ولوطلبوا أئمة تلك الجوامع والحسينيات من هؤلاء الشباب للقيام بحملات تنظيف الشوارع من القمامة ومطالبة المجالس البلدية لمحافظاتهم بتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب للمساهة
في بناء المحافظة من جديد لا ستطاعوا فعل ذلك بفترة قصيرة ، ولكن هذه الطريقة لا تخدم رجال الدين ، لانهم يسترزقون على حساب هؤلاء الشباب من خلال حشو ادمغتهم بافكار طائفية مقيتة ، مما اثرت هذه الافكار والاساطير التي نسمعها كل يوم من المعممين على وطنية هؤلاء الشباب ومسحت منهم الحس الوطني ، ولذلك ترى معظم شبابنا
اليوم ، يتحدث بالنفس الطائفي وماذا قال هذا الشيخ وما هو رد هذا السيد وهلم مجر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا


.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف




.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا


.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة




.. هيئة التدريس بمخيم جباليا تنظم فعالية للمطالبة بعودة التعليم