الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرسي في كلوب الوطن

محمد منير مجاهد

2008 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أدرك الأزمة التي يعيشها قلة من "الصحفيين" المؤيدين للتمييز بين المواطنين على أساس الدين الذين حاولوا منع المؤتمر الوطني الأول لمناهضة التمييز الديني وفشلوا، وهو ما وضعهم في حرج أمام من حرضوهم، فكل ما نجحوا فيه هو تأخير بدء المؤتمر نحو ساعتين بسبب تغيير مكانه من نقابة الصحفيين إلى حزب التجمع، وأضيف فشل على فشلهم بعدم قدرتهم على حشد أي صحفيين ورائهم في مسلكهم المعيب الذي أدى لتحويلهم إلى مجلس تأديب، وأدانهم كبار الصحفيين في مصر - بما فيهم نقيب الصحفيين – ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأساتذة: سلامة أحمد سلامة، وسعد هجرس، وإقبال بركة، وصلاح عيسى، وأمينة النقاش، ومحمد السيد سعيد، وأسامة الغزالي حرب، وجمال فهمي، ومديحة عمارة، ونور الهدى زكي، ونبيل عمر، وغيرهم ممن صنعوا لأنفسهم مجدا مهنيا بموهبتهم وعلمهم وعملهم.
ولهذا فقد امتنعت عن التعقيب على أقوال ثبت كذبها وما زال مختلقوها يرددونها على أمل أن يقنعوا بها أحدا كالإدعاء بأن المؤتمر "كان لنشر الفكر البهائي" أو "أن قناة إسرائيلية قد حضرت لنقل المؤتمر إلى إسرائيل مباشرة" أو "أن المؤتمر قد تم تمويله من جهات أجنبية" (أنظر مثلا عمود بلا مبالغة – الجمهورية 20 مايو 2008)، وقد ثبت كذب كل هذه الإدعاءات، وما دفعني للكتابة اليوم هو إنني قرأت في عدد الأحد 18 مايو 2008 من جريدة العربي، وهي جريدة أحمل لها تقديرا خاصا، فقرة وردت في عمود (كرسي × الكلوب) تزعم أن زوجتي الأستاذة صفاء زكي مراد وآخرين قد استقالوا من "مصريون ضد التمييز الديني (مارد)" لأنهم "تيقنوا من وجود ارتباطات بين الجمعية والكيان الصهيوني واتجاه الجمعية للتطبيع ... الخ"، وفي هذا الصدد أود أن أوضح الحقائق التالية للقراء:
1- "مصريون ضد التمييز الديني (مارد)" ليست جمعية ولكنها مجموعة - تنشط على الإنترنت أساسا - من المصريين المختلفين في توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الدينية وأصولهم الاجتماعية ولكنهم يتفقون على خطورة التمييز الديني والفرز الطائفي على مستقبل مصر وعلى ضرورة مواجهته، خاصة أن الأمثلة حولنا حية في العراق ولبنان وفلسطين والسودان.
2- رأى بعض أعضاء مارد أهمية تطوير العمل بإيجاد شكل مؤسسي وهم: الأستاذ الدكتور محمد أبو الغار، والأستاذ الدكتور حسام عبد الله، والمهندس ناجي آرتين، والمهندسة دلال وديد، والدكتور مهندس محمد منير مجاهد، فتقدموا بطلب في 9 ديسمبر 2007 لمديرية التضامن الاجتماعي بالجيزة لإشهار مؤسسة أهلية باسم "مؤسسة مصريون في وطن واحد" – وهي المؤسسة التي قامت بحجز قاعة نقابة الصحفيين باعتبارها مؤسسة (تحت التأسيس) - ويتكون مجلس أمنائها من تسعة شخصيات منهم الأستاذ الدكتور إبراهيم سعد الدين والأستاذ الدكتور يحيى الجمل وهما من الشخصيات الوطنية البارزة وتم اختيار الأستاذة صفاء زكي مراد المحامية وعضو المجلس وكيلا للمؤسسين.
3- كما كان متوقعا فقد اعترضت وزارة التضامن الاجتماعي - كما تعترض غالبا على إشهار المؤسسات وكما تعترض لجنة الأحزاب على إنشاء الأحزاب - وجاء في الخطاب الذي وجهته إلى وكيل المؤسسين بتاريخ 27 يناير 2008 "نحيط سيادتكم علما بأن المديرية تأسف لعدم قيد المؤسسة حيث توافر لها مقومات المادة (11) من القانون 84 لسنة 2002 ولائحته التنفيذية" والأمر الآن معروض أمام القضاء، الذي نأمل أن يحكم لصالحنا كما حكم للمؤسسات التي سبقتنا.
4- أنا وزوجتي الأستاذة صفاء زكي مراد نتفق في كل ما يتعلق بحياتنا المشتركة وأولادنا والتزاماتنا الأسرية، إلا إننا شخصان مستقلان في كل ما هو خارج هذا، وقد شاركت الأستاذة صفاء في تأسيس (مارد) لأنها مقتنعة بالمجموعة وبأهدافها وليس لأنها زوجتي، وحين انسحبت منها فقد فعلت هذا رغم أنها زوجتي، فعلاقتنا لم تكن أبدا علاقة تبعية أو سيطرة ولهذا عاشت ونمت وستستمر في النماء.
5- لم يكن من أسباب انسحاب الأستاذة صفاء - والتي نشرتها على المجموعة البريدية والتي لا زالت موجودة لمن يقرأ - "تيقنها من وجود ارتباطات بين الجمعية والكيان الصهيوني" ولو كان هذا هو السبب لكانت قد انسحبت أيضا من علاقتنا الزوجية فلكل منا تاريخ طويل ومستمر في مناهضة الصهيونية كحركة عنصرية وفي دعم الحقوق الفلسطينية، وهو من ثوابت فكرنا وممارساتنا.
6- جاء في رسالة انسحاب الأستاذة صفاء "تسلل إلي المجموعة الخطاب الديني أيا كان هذا الخطاب مسيحي – إسلامي - بهائي...... وحيث أني لا أملك من الوقت والجهد ما يمكنني من محاربة ذلك الخطاب الطائفي المنعزل في مارد، فأنني أنسحب من المجموعة آملة أن يوفق من هو أقدر مني على القيام بهذه المهمة متمنية للمجموعة كامل التوفيق وراجية من إدارتها قبول انسحابي منها".
7- منذ تشكلت مارد في أغسطس 2006 ككيان ديمقراطي مفتوح لمناهضة التمييز الديني فقد دخلها الكثيرون وخرج منها الكثيرون ولكن الاتجاه العام هو النمو وتزايد الأعضاء والقدرة على الفعل والذي تجسد في التنظيم الناجح لمؤتمرنا في إبريل الماضي، والذي سيستمر بمشيئة الله حتى نستأصل التمييز الديني وكل أشكال التمييز حتى تعود مصر التي غابت وطنا لكل المصريين.
8- الدكتور نجيب جبرائيل ليس عضوا ولا مؤسسا لـ (مارد) على عكس ما جاء بالعمود، وحتى لو كان كذلك، فإن مواقف وآراء أي مجموعة هي تلك الواردة في وثائقها أو الصادرة عن الأشخاص المخولين للتحدث باسمها وليست الآراء الشخصية لأعضائها، وقد نشرنا كل وثائقنا في كتيب وزع أثناء المؤتمر كما أنها متاحة في موقعنا على الإنترنت ومنها يتضح أننا معنيين فقط بالدفاع عن حرية العقيدة ومقاومة أي اضطهاد يقع على أي إنسان بسبب اختياراته الدينية، وقد شارك الدكتور نجيب في مؤتمرنا ببحث كغيره من الباحثين من غير أعضاء مارد في الجلسة التي خصصت للتمييز القانوني والدستوري.
أخيرا أقول (كرسي × الكلوب) اسم يعبر تماما عما حدث في صباح الجمعة 11 إبريل بنقابة الصحفيين، ولكنه كرسي في كلوب الوطن ومحاولة فاشلة من قبل دعاة التمييز الديني والفرز الطائفي لإطفاء مصباح من مصابيح الاستنارة التي نحتاجها للخروج من الليل البهيم الذي يلف حياتنا، وهو دعم – مهما أنكروا - لجهود إسرائيل في شق هذا الوطن وبث الفرقة بين أبنائه، ولكن قطار مناهضة التمييز الديني انطلق ولن يوقفه أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا