الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين عام الاعمار والبناء؟!!!

علي جاسم

2008 / 6 / 12
المجتمع المدني


مرت اكثر من ستة اشهر على عام البناء والاعمار ومحاربة الفساد الاداري الذي اعلنته الحكومة ومازلت عجلة البناء تسير ببطئ شديد بل تكاد تكون معدمة ، الكل كان يتوقع ان يشهد العراق حملة كبيرة في مجال انجاز المشاريع في كافة الصعد خصوصاً مع وجود ميزانية استثمارية ضخمة لكن الى الان ومازالت هذه المشاريع معطلة ولم يتحقق اي شيء يذكر ، والحكومة غير معذورة في هذا الجانب لان جميع ظروف الاعمار والبناء جاهزة والشعب العراقي مع وجود هذا الكم الكبير من العاطلين عن العمل قادر على مساعدة الدولة في النهوض بتلك المهام فضلاً عن وجود ارضية خصبة تمهد للشركات بمختلف الجنسيات ان تعمل بحرية كبيرة، وهذه الارضية تتمثل بوجود مناطق امنة عديدة في العراق .
المواطن لايزال يجهل اسباب هذا التعطل في تحقيق ما وعدت الحكومة به في كون هذا العام هو للاعمار والبناء ومحاربة الفساد الاداري ونحن ايضاً نريد ان نعرف سبب التاخر لانها اي الحكومة ستكوم مسؤولة امام الجميع عندما تنتهي هذه السنة وهي لم تحقق شيء على مستوى البناء والاعمار ، وكذلك الامر ينطبق على الفساد الاداري الذي مازال الحديث عنه ياخذ فصولاً كثيرة فالفساد الاداري بالرغم من محاولات الدولة بكافة اجهزتها "هيئة النزاهة ، والرقابة المالية ، والمفتشين العاميين"في اجتثاثه من الجذور الا انه مازال يسيطر على كافة مفاصل الدولة ، والمطلوب من الحكومة الان الايفاء بوعودها لان محاربة الفساد واجب وطني ينبغي على الجميع النهوض به لاسيما الحكومة ومجلس النواب فالقضاء على الفساد يعتبر مفتاح الحل لمشاكل العراق كافة ولايتم انهاء مظاهر الفساد دون وجود برنامج حقيقي لدى الحكومة ومؤسساتها المعنية وهذا البرنامج غير واضح لدى المواطن العراقي الذي يريد نتائج ملموسة وبوقت سريع .
عام البناء والاعمار والقضاء على الفساد الاداري مازال حبراً على ورق فمجالات التطبيق الفعلية مغيبة لدى الحكومة التي تحتاج مراجعة طارئ لكل خططها لان كلام الشعارات والخطب الرنانة لم تعد تكفي لاقناع شعباً مل من الكلام ويريد اليوم من يترجم الجمل الى افعال حقيقية لانه عاشة تجربة سابقة من الوعود والشعارات والتي تزامنت مع سقوط النظام السابق مباشرة عندما عقد مؤتمر الدول المانحة في مدريد وتبعها مؤتمرات اخرى عديدة كان اخرها وثيقة العهد الدولية في القاهرة ، وكل تلك المؤتمرات عقدت تحت شعار اعمار العراق الا انه انقضت خمسة سنوات ولم تحدث اية عملية اعمار حقيقية لاسيما بالبنى التحتية ، لذا فانه من الصعب الان ومع هذا النفس من الاداء المتباطئ من الحكومة ان تقنع المواطن بجديتها في البناء والاعمار ، فبناء مجمعات سكني وبوصفات عالمية او انشاء مدينة رياضية وملعب ضخم لكرة القدم او انشاء عدد من المستشفيات الكبيرة ومجهزة بتكنلوجيا حديثة او انجاز عدداً من الجسور ومترو الانفاق لانهاء الاختناقات المرورية وغيرها من الامور التي تدخل ضمن مسمى البناء والاعمار ، هي التي تجعل المواطن يشعر بمصداقية حكومته ويتحسس بجديتها في جعل هذا العام منطلق للاعمار والبناء في العراق وهذا مانتمى ان ينتبه اليه السيد المالكي من خلال الاسراع في اتخاذ قرارات عاجلة تقتضي فتح ابواب الاستثمار على مصرعيها وتسهيل عمل الشركات العامة والخاصة وبمختلف الجنسيات وفتح فرص العمل امام الاف الشباب ممن يملؤون المقاهي والشوارع دون عمل او وظيفة وكل مانريده ان تستثمر الحكومة ماتبقى من الوقت في عمليات الاعمار والبناء والقضاء على الفساد الاداري العدو الاكبر في طريق التقدم والنهوض.
لاننكر ان وضع سلم رواتب جديد للموظفين الذي من شأنه ان يرفع من المستوى المعيشي لهذه الشريحة المتظررة يعد خطوة اولى في طريق الاصلاح ومحاربة الفساد لان ارتفاع دخل الموظف سيمنعه من الانجرار وراء سرقة اموال الدولة او اخذ الرشوة واية قضية فساد اخرى لكن تبقى مسالة محاربة الرؤوس الكبيرة ذات النفوذ الواسع والمحمية من كتل واحزاب سياسية هي الخطوة الاكبر التي ينتظرها الشعب من الحكومة حتى تقضي على هذه آلافة الشيطانية ، الجميع ينتظر ماستحققه الحكومة في مجال الاعمار والبناء والقضاء على الفساد الاداري حتى نتمكن من تميز مدى نجاحها من فشلها في تأدية مهامها وواجباتها التي اعلنتها ضمن برنامجها لهذا العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين