الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب الديني و الحط من قيمة العلوم

بطرس بيو

2008 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مترجمة عن الإنكليزية من كتاب "الوهم الإلهي" لعالم الطبيعيات رشارد هوكنز
ترجمة بطرس بيو
يعلم المتعصبون دينياً بأنهم على حق لأنهم قرأوا الحقيقة في الكتب المقدسة و من غير الممكن أن يحيدوا عن معتقدهم. فالحقيقة في الكتاب المقدس هي من البديهيات و ليس نتيجة بحث عقلاني. فالكتاب هو الصحيح و إذا خالفت البينة هذا الكتاب فالبينة هي الخطأ وليس الكتاب. و في المقابل أنا كعالم (المقصود هنا هو الكاتب رشارد هوكنز) اؤمن (بنظرية التطور مثلاً) ليس لأني قرأتها في كتاب مقدس و لكني لأنني درست البينة التي تسندها و هو أمر مختلف تماماً. الكتب التي كتبت عن نظرية التطور يؤتمن بها ليس لأنها كتب مقدسة و لكن لأنها تحوي بينات و دلائل بإمكان أي قارئ أن يذهب و يتحقـق منها. وإذا وجد خطأ في أي كتاب علمي يكتشف الخطأ لاحقاً و يصحح في كتب تلي هذا الكتاب. و هذا أمر لا يحدث فيما يتعلق بالكتب المقدسة.
بعض الفلاسفة وخاصةً الهواة منهم الذين لا يعرفون من الفلسفة إلا قليلها قد يثيرون نقاش ممل لا يمت للموضوع بصلة بإدعائهم أن التركيز على البينات هو أيضا نوع منً التعصب. و جوابي على ذلك أننا جميعاً نؤمن بالبينات بصرف النظر عن إختلاف وجهات نظرنا. فإذا كنت متهماً بجريمة قتل و سألني المدعي العام إذا كنت في الواقع موجوداً في شيكاغو الليلة التي وقعت فيها الجريمة لا يمكنني أن أتهرب من السؤال بالقول "يعتمد ذلك على ما تعني بكلمة "الواقع"" أو غيرها من الأجوبة التمويهية.
قد يكون العالم متعصباً عندما يحاول تعريف ما يقصد ب"الحقيقة" و هذا ينطبق علىالجميع. إنني لست أكثرتعصباً عندما أقول أن نظرية التطور هي حقيقة من أن أقول أن زيلاندة الجديدة تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. إننا نؤمن بنظرية التطور لأنها مسندة بالبينات و سوف نتخلى عن هذا المعتقد في ليلة و ضحاها إذا تثبت بينات جديدة بطلانها. ليس هناك أي شخص متعصب دينياً يقول كلام كهذا.
من السهل الخلط بين التعصب و التحمس. قد أكون متحمساً عندما أدافع عن نظرية التطور مع شخص متعصب دينياً و هذا ليس لكوني متعصباً لرأيي و لكن لأن الشخص المقابل لا يقتنع بالبينات و الدلائل القاطعة التي تسندها أو أنه لا يود أن يصغي لهذه الدلائل لأنها تتعارض مع معتقده الديني.
من السهل الخلط بين التعصب و التحمس فقد أكون متحمساً إذا ما إحتدم الجدل بيني و بين شخصً متعصب دينيا حول صحة ًنظرية التطور و ليس هذا بسبب تعصب مقابل مني و لكن لأن البينات و الدلائل التي تدعم النظرية من القوة بحيث تجعلني ارثي لمحدثي لفقدانه متعة الإنبهار بجمال و بهجة إكبشاف الحقائق العلمية بسبب معتقداته الدينية و هذا ليس تعصباً لأني أعلم جيداً اني على إستعداد لتغيير رأيي فيما إذا ظهرت بينات و شواهد جديدة تنقض ما أؤمن به.
و هذا ما حذث فعلاً فعندما كنت طالباً في الجامعة كان أستاذ علم الأحياء رجلاً متقدماً في السن و كان يؤمن لسنين طويلة أن الكولكي أبارتس (وضع مجهري في داخل الحجيرة) لا وجود له. و كان من العادة أن يزورنا كل مساء يوم الإثنين أستاذ يلقي علينا محاضرة في موضوع ما. و في إحدىهذه الأيام زارنا باحث أمريكي في علم الحجيرات تكلم عن موضوع الكولكي أبارتس و ذكر ثوابت لا تقبل الشك عن صحتها. و في نهاية المحاضرة تقدم أستاذنا الهرم إلى مقدمة القاعة و صافح الأستاذ المحاضر بحرارة و قال له "عزيزي الأستاذ أود أن أشكرك من صميم قلبي حيث كنت مخطئاً طوال الخمسة عشر سنيسن الماضية". و دوت القاعة بالتصفيق. لا أعتقد أن أي شخص متعصب يفعل ذلك. و قد أثر هذا الحادث في نفسي تأثيراً بالغاً.
تعليق المترجم على كلمة رشارد هوكنز
قد يرد المؤمنون دينياً على كلمة رشارد هوكنز بأن العلوم في تطور مستمر فقد جاء آينشتاين و قلب الموازين التي كانت تعتبر حقائق ثابتة في عهد إسحق نيوتن ثم أتحفنا العلماء المحدثين بنظرية الكوانتم الجديدة التي تعتمد على الصدفة حتى أن آينشتاين علق عليها قائلاً "الله لا يلعب بالنرد". بينما الكتب المقدسة لم تتغير منذ آلاف السنين. و جوابي على ذلك أن الأديان تعتمد على الأيمان أي أنك تؤمن بما يقال لك من الغير بينما العلوم تعتمد على العقل ورد المتدينون هو أن عقل الإنسان قاصر لا يفقه إلا جزءاًًً صغيراً من الحقيقة.
و كل ما أستطيع أن أقوله في هذا الصدد ترديد قول ايليا أبو ماضي في قصيدته الشهيرة "الطلاسم" لست أدري!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran