الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أصحاب القرار في الدولة الاردنية : ارحموا أبناء مدينة معان

بلال العقايلة

2008 / 6 / 16
المجتمع المدني


في سياق ازدياد وتيرة التناقض ما بين المركز والهامش، وضمن ديمومه عزل وتهميش تعانيها مدينة معان حتمتهاالعديد من العوامل والظروف التاريخيه والجغرافية والسياسية والاقتصادية ، اتت ضمن مراحل زمنية متراتبة اسهمت العديد من الحكومات المتعاقبة على ولاية البلد في صياغتها و تشكيلها لاعتبارات واسباب مختلفة، انتجت طبيعيا فيما بعد ظواهر اقتصادية وسياسية وايدويولوجية وانتقاضات متتابعة كانت تتولد ضمن ديناميكية ذاتية واشكاليات مزمنة ، وقد خلف هذا الاقصاء و التهميش المزمن لهذه المدينة الحزينة تركة ثقيلة من التخلف والتردي في مختلف النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمدينة معان ، وخلف ايضا فلتانا امنيا نخال ان الحكومة اضحت عاجزة عن السيطرة عليه في ضوء المشهد الخطير الذي تمر به المدينة هذا الاوان.
في سياق هذا التناقض ما بين المركز والهامش ظهرت قضية المخدرات والتي تمتد جذورها الحقيقية عقب انتفاضة نيسان عام 1989، واخذت بالتنامي حتى اصبحت ظاهرة غاية في الغموض والابهام ، حيث تجمع في لجتها مخاطر انهيار عديدة في البنية الاجتماعية والمنظومة الامنية برمتها ، في ظل عجز الجهات الامنية عن مكافحتها كما تزعم ، ولاسيما انها اخترقت اسوار المدارس والكليات و الجامعات وبدأت تفتك بالجسم المعاني الذي لم يعد قادرا على مقاومة الكم الهائل من الضغوطات النفسية والاقتصادية التي تعصف بالمدينة .
فهناك المئات من الشباب الذين ذهبوا ضحية هذه الآفة ، وتشتت اسرهم بعد ان سجلت المحاكم الشرعية اعلى نسبة طلاق على مستوى المملكة وثمة الكثير من الشباب الذين يتساقطون تباعا بعد ان قتلتهم المخدرات وأودت بحياتهم وهم في زهرة شبابهم .
ومما يثير الشك والقلق في هذا الخضم ، انتشار هذه الآفة في مدينة معزولة لا تنتج ايا من مشتقات هذه السموم ، لا زراعة ولا صناعة، كما انها بعيدة كل البعد عن دول العالم المنتجة لها، فمعان ليست على ثغر من ثغور افغانستان لتكون مرتعا لعصابات من مروجي المخدرات الذين يتاجرون بأكفان الموتى في زمن الوباء، هؤلاء المروجون باتوا يحققون نقلات صاروخية في مدد قياسية على صعيد المال والثراء، فأعفوا تماما من المساءلة ، بل حظو بمكانة اجتماعية مرموقة ، اما أولئك المدمنون المساكين فباتوا سلاحا ذا حدين يهددون المجتمع وامنه ، ومرشحين لاحداث الخلل الكبير في المنظومة الامنية عاجلا او آجلا ، وسط صمت حكومي رهيب.

فابناؤنا يموتون واطفالنا ينحرفون واسرنا تتشتت فمن المسؤول ؟!.
اما آن للدولة الاردنية ان تنصف هذه المدينة وتمد اليد لمصافحتها وتطوي صفحات الماضي المرة لكن هيهات هيهات فهذه اماني ونداءات طالما اطلقناها عبر سنين خلت لأنك قد تسمع حيا لو ناديته لكن لا حياة لمن تنادي .
لاشك ان الاحداث المتكررة التي شهدتها المدينة منذ مطلع الثمانينات والارث القديم المناهض لبعض سياسات الدولة وتوجهاتها والذي افرز هبة نيسان التي اشتعلت من معان 1989م تلك الانتفاضة الاكثر سخونه التي غيرت الوجه الاردني و طريقة الحكم ودفعت في اتجاه الانفتاح الديمقراطي والذي وللأسف لم يدم طويلا كما ازالت حواجز الخوف من نفوس المواطنين ، وهواجس الرهبة من عظمةالمسؤول وكسر الهالة المصطنعة تجاه قدسية الحكومات الهشة التي تتخذ من الدولة شركات ومزارع يستحوذ عليها ابناؤها وخواصها بعد ان تركت الشعب يعاني ويلات الظلم والجوع والاضطهاد، فما كان من تلك الانتفاضة ان اطاحت بحكومة زيد الرفاعي البائدة فتوالت بعدها الانتفاضات التي صدعت رأس الحكومات الاردنية بعد ان ساهمت تلك الاحداث في توعية المواطن وتعريفه بأدوات نيل حقوقه وملكياته التي اجهزت عليها تلك الحفنة الفاسدة ردحا طويلا من الزمن ، لاسيما ان تلك الاحداث قد فتحت اعين العالم على هذا البلد الصغير المهدورة موارده و المنهوبة معوناته التي تأتي من هنا وهناك ، فتقزمت مصالح تلك الطغمة الفاسدة فأخذة تنصب المكائد وتصنع المصائب لهذه المدينة حتى تسلم احد الشخصيات الفاسدة والمفسدة حقيبة وزارة الداخلية فتآمرت مع بعض اصحاب الضمائر الميته على تدمير هذه المدينة فأدخل عليها بسابق الاصرار والترصد جميع انواع المخدرات فأصبحت تهدى للشباب دون مقابل ثم تباع عليهم بأغلى الاثمان .
كان ذلك التعامل القذر بعد فشل الحكومات المتعاقبة في ترويض ابناء المدينة بالطرق المختلفة فتارة بأسلوب المناصب والأعطيات التي تهدى لبعض الرموز والقيادات المتواطئة وتارة اخرى بوسائل القمع المسلح وقصف المدينة بالطائرات واعتقال شبابها. حيث وجدوا تلك الطريقة سهلة في نظرهم لاختراق تلك المجتمع ووأد الروح النضالية لديه.
واخيرا اتوجه بالدعاء ان يحفظ الله ابناء بلدي من مكر الماكرين واقول لهم ان دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة واختم بقوله تعالى : (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل ولاتستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون).











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أستاذة في جامعة كاليفورنيا بالقوة لدعمها احتجاجات الط


.. مع اقتراب نيران المعارك.. اللاجئون بمخيم جباليا يخلون المدار




.. الأمم المتحدة تدين اعتقال المحامين في تونس


.. أزمة اللاجئين السوريين في لبنان: بين مخاوف من ترحيل لاجئين م




.. سودانيون يا?كلون ورق الشجر والأمم المتحدة تصف وضعهم بالجحيم