الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يستشعر العار

محمود الزهيري

2008 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل كنا علي موعد مع الأقدار أن نكون في جزء من أفريقيا أو جزء من أسيا , وأن نحكم بالوصاية والولاية والقوامة في جميع أشكالها وألوانها اللانهائية في عالمنا العربي والإسلامي , سواء علي المستوي القومي أو المستوي الأممي ؟
سؤال غريب لم يتبادر إلي الذهن إلا حينما تضيق علينا الأرض بما رحبت , وحينما يكاد ينعدم أكسجين الحرية , ويصبح طقسها لايطاق حينما يقترب الإنسان المنتمي للعالم العربي وتخومه الإسلامية الغير عربية من حالة من حالات الموت خنقاً أو قتلاً أو تعذيباً بأي لون من ألوان التعذيب الذي يجعل الإنسان يكفر بكل ماهو منتمي لأفريقيا وأسيا وينطق باللغة العربية أو ينتمي للتخوم العربية من الدول التي تدين بالإسلام كدين شكلي , ولم تنتمي إلي جوهر الدين في مبادئ العدل والتسامح والحرية والمساواة بين كل من هو منتسب لآدم أبيه وأمه حواء , بل صنعت منه مبادئ الوصاية والولاية والقوامة وكأن الدين الحقيقي هو الذي يحمل علي أعناق الأوصياء والولاة والقائمين علي أمر الناس وتوظيف هذه الوصايات لما فيه الخير للحكام من ملوك وسلاطين وأمراء ورؤساء جمهوريات هي أقرب إلي ممالك وسلطنات وإمارات وجمهوريات الرعب منها إلي ممالك وسلطنات وإمارات و جمهوريات العدل والمساواة ؟
«هل يستطيع قادة الدول العربية والأفريقية تغيير سياساتهم الديكتاتورية وطغيانهم، مثلما نجح واحد من أبناء القارة في إذابة الجليد وتحقيق المعادلة الصعبة حتي بات مرشحاً لرئاسة أقوي دولة في العالم».
هذا السؤال وجهته صحيفة الواشنطن بوست إلي القادة العرب والأفارقة واصفة إياهم بأنهم لا يجيدون سوي سياسة الاعتقال والقتل، ويعتبرون أي معارض سياسي خائناً وغير محب للوطن، ولا يدركون إلا الطمع والأنانية والغطرسة والعنف .
وقالت: «من العار أن تظل أفريقيا المصدر الأوحد للأخبار السيئة والإضرابات وانتهاك حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية».
إنه لمن العار أن لانستشعر مدي صدق الواصف في توصيفه , ونغالي في المسارعة بالإتهامات للواشنطن بوست والولايات المتحدة المريكية والغرب متهمين إياهم بأنهم هم من يقعدوا وينظروا لنظريات المؤامرة والخيانة فقط بواسطة عملاء الغرب وخونة الوطان , في حين أن قادة العرب والمسلمين هم من جعلوا الوطنية والقومية والأممية ماهي إلا عبارة عن خيال مآتة كانت تخيف به الأنظمة الحاكمة العصافير والغربان في الماضي , وأصبح هذا الخيال لايخيف حتي العصافير , بل وأصبحت معاني القومية والوطنية والأممية في ظل تلك الأنظمة ماهي إلا تجسيد للملاذ الأخير لبقاء تلك الأنظمة علي كراسي الحكم والسلطة متخذة منها شماعة للقتل والإبادة والغطرسة في إنتهاك الحريات بالظلم والفساد علي خلفية الإستبداد مما أصبح معه وجود مايسمي مجازاً بالمعارضة متهمة بالخيانة والعمالة , ويكون مصير غالبية المعارضين في غياهب السجون والمعتقلات أو أجسادهم المنهكة بعذابات وشقاءات الإنسان العربي في حالة تغييب قسرية أو ذائبة في أحماض الأسيد وذاهبة مع تيار مياه المجاري حيث يكون مصيرها النهائي في مستقر البرك أو المستنقعات .
فهل أصبحت الوطنية والقومية والأممية هي الملاذ الأخير للحكام العرب والأفارقة بخلفياتهم الدينية الموظفة للإستمرار في البقاء علي كراسي الحكم والسلطة ؟
وإذا كانت الوطنية والقومية بهذا الوصف الذي أصبح يمثل خيال المآتة , فهل يصح أن نتهم من يريد الفرار إلي أمريكا أو دول الغرب سواء بالهجرة المشروعة أو الهجرة عبر الهروب غير القانوني بأنه خائن للوطنية والقومية والأممية ؟!!
وهل لو أتيحت الفرصة لكل من هو عربي أو أفريقي للفرار إلي أمريكا أو أي دولة غربية هل سيفكر ويمهد لهذا الفرار ؟!!
وساعتها من يتوجب عليه أن يستشعر العار , هل هو الوطن أو المواطن أم حكام تلك الأوطان ؟!!
أعتقد أننا في حاجة إلي تعريف جديد لمفهوم الوطن والمواطن والوطنية وقبل ذلك التعريف بمفهوم الحاكم العربي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446


.. 162-An-Nisa




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و