الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الصحفي الطائر -بلاد بلا مقاييس

مجلة الحرية

2008 / 6 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كان يوما ربيعيا صافيا لا يحمل اثراً لرائحة البارود , أعددت جناحي للطيران مسافات طويلة غايتها المسح الجوي ( للمقاييس ) وبعد إن نظفت ورممت بعضا من ريشات الجناحين وأفردتهما فظهرا أمام ناظريّ على أحسن حال , كذلك ضبطت ( كامرتي ) الديجيتال في الرأس ومقدمة الصدر والذيل والجناحين وأسفل البطن بحيث يمكنني التقاط الصور في كل الاتجاهات ولمختلف المسافات .
حومة أولا على الخطوط الناقلة للبترول العراقي باعتباره المصدر الرئيسي للثورة العراقية , فلم أجد هناك اية مقاييس أو عدادات لقياس البترول العراقي المصدر وان وجد بعضا منها فإنما هو مجرد مظهر لا يعمل ولا يسال
– محطات تعبئة الغاز للاستهلاك المحلي – أيضا بلا عدادات لا مقاييس إنما تعتمد كمية الغاز في الاسطوانة على مزاج ( العامل ) الذي يقوم بتعبئتها وعلمت إن هناك أكثر من حجم للتعبئة يختلف بين التعبئة الخاصة والتعبئة العامة وكل يذهب إلى مصدر وبالطبع أخفها وزنا هي المخصصة لدار لمطبخ المواطن العادي .
– أنابيب الماء في المحلات والدور والمعامل والدوائر بدون مقاييس من النوع الذي كان يرقد في باب كل دار وتتم قراءته شهريا من موظف مختص يسمى قاريء المقاييس . – اغلب الدور الشرعية والمتجاوز عليها والعديد من الأماكن العامة بدون مقاييس أو عدادات للطاقة الكهربائية المستهلكة من قبل المستفيد وطبعا ما أكثر ( الجطلات ) المباشرة وغير المباشرة .
وأظن دوائر الكهرباء أصبحت غير مهتمة بالموضوع لشحة ساعات التوصيل الكهربائي بالإضافة إلى سعيها لزيادة سعر الوحدات الكهربائية بشكل مستمر ودون ضوابط فماحاجتها بعد ذلك للمقاييس.
– إما ظاهرة العدادات في سيارات الأجرة فقد أصبحت من الذكريات ( البائدة ) التي ذهبت أثناء وبعد النظام ( البائد ).
– كان العسكري المتطوع للجيش ومن مختلف الرتب يتميز بلياقة بدنية عالية ومظهر متميز
حلق الذقن, نظافة البدلة و لون خاص لحذائه دلالة معينة تدلك على رتبته العسكرية بين الأحمر والأسود فاحمر للضباط والأسود للمراتب, إما الآن فقد ذهبت كل هذه المقاييس والضوابط .
– لعبور الشارع مواضع خاصة معلمة تكلمها ضوابط محددة وتحكمها إجراءات خاصة بحق المخالف ... لم تجد كامرتي لها اثر .
– لم أشاهد مراقب للأفران كان يضبط وزن فسقة رغيف الخبز أو الصمون كل صباح في الأفران العامة الحكومية والتي اختفت تماما أو الأفران ( التجارية ) الخاصة .
– كان للخدمة المدنية أو العسكرية والتقاعد قانون محدد وموحد , وكان للراتب والعلاوة والترفيع والترقية والزوجية والأطفال وبدل الخطورة والعدوى ومخصصات الإيفاد قانون مفصل لم نجد له الآن من اثر بل هي أكداس من القوانين والتعليمات والأوامر كل يفصل قانونه على مزاجه ومقاسه الخاص؟؟
- لم تجد كامرتي أية اثر لضوابط الاستيراد والتصدير لمختلف المواد الغذائية أو السلع الاستهلاكية والسلع المعمرة وحتى الأدوية والسيارات وو ... , ..... مما يجعل البلد ساحة لنفايات كل العالم .
– لا مقاييس ولا أنظمة للأحزاب أو ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني. أو الصحف والمجلات والفضائيات والمقروءات واختلط الصالح بالطالح,و. .
عذرا فقد أشار مركز السيطرة للكاميرات ببلوغ قدرته الاستيعابية حده الأقصى وأحسست بعجز جناحي على الاستمرار فقررت إيقاف التصوير لا خلد للراحة على نخلة جميلة في احد البساتين الغناء ولكن طبعا ليس في (المنطقة الخضراء ).
من كل ما تقدم نخلص إلى حالة الفوضى الكبيرة التي تلف كل مجريات الحياة الرسمي والشعبي منها , وبالمناسبة نحن نؤكد هنا لضرورة التمييز الدقيق بين ( المقاييس ) والضوابط والحدود وبين مصادرة الحريات والقيود .
ومن مجمل هذه الصور يمكننا أن نستنتج إن هذه المقاييس والضوابط المفقودة لم تكن عميقة الجذور في ثقافة مجتمعنا العراقي كأعراف وممارسات وتقاليد يرعاها المجتمع بل هي إرادة سلطة سياسية مهيمنة سرعان ما انهارت بانهيارها وكما يقول المثل الشعبي إشارة إلى فلتان الأمور لمن يزن الأمور ويقدرها (... وزانها وتاه الحساب) مما يتطلب من أولي الأمر أن يوكلوا مهمة بناء قيم النظام والقياس والالتزام الواعي إلى ذوي الاختصاص من علماء النفس والاجتماع والتربية والتعليم ليعرف كل من السائل والمسؤل والحاكم والمحكوم ماله وما عليه.
بقلم حميد لفته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والناتو.. المواجهة الكبرى اقتربت! | #التاسعة


.. السنوار .. يعود للماطلة في المفاوضات|#غرفة_الأخبار




.. مطار بيروت في عين العاصفة.. حزب الله وإسرائيل نحو التصعيد ال


.. مظاهرة في شوارع مدينة مونتريال الكندية دعما لغزة




.. مظاهرة في فرنسا للمطالبة باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس