الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي والحب (2)

عباس النوري

2008 / 6 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لازلت أفكر في معنى الحب لدى العراقي أو صلته بالحب…وقد طرحت بعض التساؤلات.

ما هو الحب… أين مركزه…ما هو لونه…طعمه…صورته…أثره في الواقع.

الحب ليس مادة يمكننا لمسه، ولا بضاعة نستطيع شرائه، ولا اقتنائه…الحب إحساس فطري يتطور وينمو، أو يضمحل ويقتل…ويتبدل لكراهية وحقد. الصراع بين الحب والحقد موجود منذ الأزل كالليل والنهار مثل العدل والظلم وكالنور والظلام …صراعٌ أزلي.
الإنسان تارةً يختار وأخرى يجبر وينساق…البعض يرفض الانسياق نحو الظلمة ويصارع الحقد والكراهية وآخرين تمرسوا الكره والحقد فقتلوا الحب في داخلهم.

العراقي حكم عليه أن يعيش تحت سطوة البغضاء والحقد وتفضيل البعض على الآخرين…فمن كان لا شيء وصل للسلطة وسحب معه آفات الأمية ليقتلوا العلم والمعرفة والجمال فضاعت الفرحة وسحق السرور. العراقي عاش في ضل نظامٍ تعسفي شوفيني حكمه قسري يرى القبيح جمالاً فقتل كل حلوٌ وذو طعمٍ وبدل كل ذي عطرٍ شذي لرائحة كريهة مقفرة. وأدخل في العقول صور ملونة سرعان ما أطلَ عليها نور الشمس كشفت عن حقيقتها المزرية.

فتصور البعض أن ذلك هو الجمال هو الحب مع أن البعض كان يعلم حقيقة القبح والكره…فتطبعوا وانقادوا لهاوية الأحقاد، فنشأ جيلٌ لا يعرف للحب معنى. لكن استبشرنا بنور الخلاص من الحقد وهل كنا مخطئين…كلا ونعم!
الأجيال التي استبدلت مذاق الحب بالكره والحقد لا تعرف طعم وحلاوة الحب فما كان في ذواتها أضمحل، وترعرعوا على أنغام الظلام فلم يروا نور المحبة والألفة بل تمسكوا بمخالفاتها وهم بحاجة لم يوقهم المضار، وينبههم لكوارث الظلام.

أين مركز الحب؟
هل هو في القلب كما يشار إليه؟ أم هو في الضمير كما يقصد البعض؟ أم هو في العقل والروح كما يقال؟

المتعارف من القول: أحبك من أعماق قلبي. أن حبكَ ساكنٌ في ضميري ووجداني، وأن كل خلية من جسدي النحيف يهتفُ حباً لك…وما أكثر الجمل اللطيفة.
أن جميع حركاتنا وإحساسنا ومشاعرنا مصدرها المخ (العقل) فالمخ متكون من مجموعة خلايا، ولكل خلية وضيفة وهذه الخلايا مرتبطة بشبكة أعصاب كهر ومغناطيسية منتشرة في جميع أعضاء جسم الإنسان…فالألم البسيط الذي سببه خدش جلد إصبع قدم يشعر به الإنسان، فالخدش أثر في عصبٍ معين أعطى إشارة من خلال الأعصاب الدقيقة وبسرعة فائقة وصل للخلية الخاصة بالحس في المخ فكان للإنسان رد فعل فجائي ولا إرادي، وفي ذات الوقت أعطت الخلية إشارة (أمر) لمكان معين قرب منطقة الخدش ليفرز مادة كيماوية معينة لتتحول لمانع ومضاد لكي لا يحدث التهاب في تلك المنطقة المخدوشة…وهكذا عند جميع الحوادث التي يتعرض لها الإنسان.

كذلك الحال في الرغبة والإحساس والشعور إيجابي كان أم سلبي، فيقال أن الجسم السليم في العقل السليم له معاني وبعد غير المتعارف عليه …وهذا ليس موضوعنا.

من هذه المقدمة البسيطة أردت أن أضع القارئ العزيز أمام صورة معينة لمعرفة مدى تأثير الصور والأصوات والحوادث والأخبار وأي حركة مثل تأثير الخدش البسيط في حركة وتفاعل الأعصاب والمخ…بل وأكثر تأثيراً إيجابي وسلبي.

لو كانت لدية زهرة في سندان في بيتك ووضعت جنبها سماعة مسجل وموسيقى هادئة، وزهرة أحرى في سندانٍ ثانٍ في غرفة بعيدة وبقربها سماعة مسجل وموسيقى صاخبة…عندها ترى أن نمو الزهرتين تختلف عن بعضهما.

كذلك الإنسان يتأثر بالصوت والصورة…فالحزن ينشئه على طريقة وسلوك خاص، والصورة الجميلة والصوت الشجي المفرح يطوره لإنسان إيجابي محب.

وليكن لنا نظرة عامة على تدهور المجتمعات العراقية وأسلوب نشأتها…ولنا لقاء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم