الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي والحب 1

عباس النوري

2008 / 6 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بادئ ذي بدء كنت أود أن أكتب عن الحب والإنسان، لكنني عدلت عن رأي لكي أكتب عن العراقي والحب.
ولماذا؟

لأن الحب والإنسان موضوع عام وشامل وليس فيه خصوصية وقد يكون معروف لدى الكثيرين فلا أزيد هذه المعرفة حرفاً، وقد أخسر وقتي دون أن استفاد أمراً من بحثي أو من خلال إشغال فكري.
وأن انتخابي لموضوعة العراقي و الحب ليس على أساس أن العراقي لا يمتلك الحب أو أنه لا يحب، ولا لأن العراقي يعد من أبطال الحب…لكنني بدأت بالتفكير حول الحب وحياة العراقيين إن كان بين أفراد المجتمع الواحد المتقارب والمتجانس أو بين المجتمعات المتنوعة المتخلفة في الثقافة والعرف والطبائع.

ولو كان الحب مشاعاً ومعمولاً به لما كان كل هذا القتل والخراب والدمار والتسابق على السلطة وسرقت الثروات بهذا الشكل الفاضح. ولو أن لدى العراقيين الحب الحقيقي لبعضهم لكان هناك تفاهم ووفاق وألفة ووئام. هذه التساؤلات والكثير لدى القارئ جعلني الخوض في موضوع العراقي والحب.

ما هو الحب… أين مركزه…ما هو لونه…طعمه…صورته…أثره في الواقع.

عندما نسمع بالحب بصورة عامة يخطر لنا بشكل فجائي لا شعوري (الغرام) أي الحب بين الجنسين…دون إدراك مسبق…لكن عندما نسأل إنساناً روحانياً متصوف لحدٍ ما تراه يترجم لنا الحب لحب الله تعالى…قبل أن يدخل في تفاسير وأنواع أخرى لها علاقة بمواقع الإنسان. نعم هناك حب الوطن، وحب الوالدين والأخوة والأخوات، وحب الأصدقاء، وحب القومية وحب الطائفة والمذهب…وحب الدينار والدولار… وحب المنصب والجاه.

أي لو أننا وضعنا تقسيماً عاماً للحب نجده على شكلين أو نوعين: الحب الروحي، والحب المادي.

الحب الروح يتجزأ لأنواع كثيرة….والحب المادي له اتجاهٌ واحد: فهو يدفع لنتاج ملموس، والمادة متنوعة.
ومن أنواع الحب خارج إطار المادة هو الحب العاطفي الذي يشد الإنسان لإنسان آخر نتيجته التلاقي أو الحرمان. وكتبت عنه قصص كثيرة مثل(مجنون ليلى) وهناك أشعار عربية وعالمية عن هذا النوع من الحب مثل: قفا نبكي بذكرى حبيبٍ ومنزلِ … بسقط اللواء بين الدخول فحوملِ.

والعراقي كباقي البشر يحب النوع الروحي – والعاطفي والحب المادي بكل أنواعها…لكن!
هل العراقي فقد معنى الحب لأخيه العراقي بسبب الظروف والكوارث والمصائب المتكررة؟
أم أن الحب مازال له بصيص خيرٍ في الأعماق قد تتسع رقعتهُ بعد حين لكي تنير دروب الآخرين للعيش بسلام وأمان. هل سيجد العراقي شعراً وأنغاماً مفرحة وتحيط به نشوة الحياة بدل الأشعار الحزينة والعويل والبكاء. هل هي رغبته الخاصة ونشوته في العيش في وسط الصريخ والعويل والبكاء ونزفٍ للدموع…هل أصبح حال العراقي لا يتحمل دون المأساة بل تعود عليها وطغت عليه…فتحول سعادة الحب والتلذذ بمعالمه وجمال صفوته ليركن للألم والبكاء فكل لحنٌ من أنغام الصبا تطربهُ إلا العرس.

عامة الشعب ينقاد إلى هدف طبقاً لما يطبقه قياداته، أو بالأفصح ينظر لمن تولى الأمور لكي يقلده.

إذا كانت القيادات السياسية فاقدة لمعنى الحب وممارسة فوائدها بين ذواتها، فكيف يكون حال الشعب.

المثل الشائع يقول: إذا كان ربُ البيت في الدف ناقراً فما شيمةُ أهل البيت… فأقول إذا كانت قياداتنا السياسية بدلت الحب بالبغضاء والكره والحقد، فما بال الشعب إلا القتل والتهجير …وصنع الكوارث.

هل يمكن للعراقي أن يحب العراقي، وإن كان عربي يحب كردي أو تركماني يحب عربي والعكس. هل يمكن لسني أن يحب شيعي والعكس, وهل يمكن للعراقي المسلم أن يحب المسيحي والصابئي والأزيدي والعكس.

لكن السؤال هل يمكن للقادة أن ينتهوا من التآمر على بعضهم وخلق أجواء المحبة عوض الكراهية لكي لا تنعكس على الشعب العراقي، وهل يمكن للذين يسرقون الملايين أن يحبوا الأيتام ويضعون حلول سليمة لكي لا نخلق جيلاً مخرباً للمجتمع…وهل للمنصفين أن يضعوا الله أمام أعينهم وإن لم تكن في قلوبهم ذرة حبٍ لله لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتحركهم ضمائرهم أن في العراق ملايين اليتامى وأكثر من مليون أرملة…فيحبونهم لله وفي الله…بأن يكفوا أيديهم عن سرق أموال الشعب العراقي من الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين والأطفال والنساء وكبار السن والعجزة والمعوقين…أين الحب من العراقي؟ أم هل العراقي يمكنه أن يحب.

إلى اللقاء في كتابات مماثلة…وكل حبي لمن ينبهني لخطئي أو يضيف معلومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟