الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان

ابراهيم علاء الدين

2008 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في السادس والعشرين من حزيران من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهي مناسبة كي يقف العالم مليا امام تعاظم الفواجع والالام التتي يتسبب بها الادمان على المخدرات ، وما هي الجهود التي بذلتها البشرية لمواجهة هذه الآفة التي تئن تحت وطئتها كافة المجتمعات.
ولمشاركة العالم بهذه المناسبةعقدت هيئة تحرير مجلة متخصصة بمكافحة المخدرات اعمل سكرتير تحرير لها "متطوعا بدون اجر لقناعتي بالرساله التي تحملها" اجتماعا لوضع تصور لمحتويات العدد الذي تقرر صدوره بهذه المناسبة.
والمجلة تابعة لواحدة من الجمعيات الخيرية الاسلامية التي نبتت كالفطر في اطار نشاط الحركات الاسلامية السياسية لتكون وسيلة للوصول الى قطاعات المجتمع لاستقطاب المؤيدين والانصار والاعضاء للتنظيم السياسي وايضا منبرا اعلاميا للدعاية والترويج للحزب بالاضافة الى انها تشكل وسيلة جيدة للحصول على الاموال من خلال التبرعات والاعلانات الي تحصل عليها بوسائل التخجيل والاحراج واستغلال التعاطف الطبيعي من الناس مع العمل الخيري الاسلامي.
وبالتالي جميع اعضاء هيئة التحرير ينتمون لحزب سياسي اسلامي باستثنائي (بل انا على النقيض من افكارهم وتوجهاتهم) ، ولم اكن اتدخل بمضامين الموضوعات التي يقررون نشرها حيث ان الدور الذي اسند لي دور فني فقط.
لكن طالما انني دعيت لاجتماع لبحث امور خاصة بالمجلة اذن لا بد وان يكون لي راي سواء اخذوا به ام لم ياخذوا.
وبدأ الحوار بقول رئيس التحرير انه يجب ان تكون موضوعات العدد باكمله تدور حول شعار : بالايمان نقضي على الادمان" . واضاف انه يجب ان نستغل المناسبة لتعزيز ايمان الناس بالاسلام وبذلك "نضرب عصفورين بحجر" نحارب الادمان على المخدرات وبنفس الوقت نزيد من قاعدتنا الجماهيرية ، خصوصا وان العلمانيين لديهم العديد من الصحف والمجلات وبالتاكيد سيفردوا صفحات لهذه المناسبة.
فقلت له ولكن الايمان وحده لا يكفي لمكافحة تعاطي المخدرات فهناك اسباب اجتماعية واقتصادية وايضا سياسية تساهم بقوة في دفع الانسان للتعاطي.
فقال لا لا نريد الا التركيز على الايمان لان الانسان المؤمن يكون قادرا على الابتعاد عن كل ما يسيء الى نفسه او الى الاخرين.
قلت : اكيد انك لا تقصد الايمان بالمطلق بل ان ما تقصده هو الايمان وفق المفهوم الاسلامي له ، وبالتحديد وفق مفهوم حزب الاخوان المسلمين وبذلك تستثني المواطنين والمقيمين من الاديان الاخرى وممن هم لا يتعاطفوا مع الاخوان المسلمين؟
تدخل احد الحضور ثم تبعه اخر واخر كل يدافع عن وجهة نظر زميله واجمعوا بما فيهم رئيس التحرير الذي شارك بالتدخلات ان التركيز على الايمان هو نهج اسلامي، اما من يركز على الاسباب الاقتصادية والاجتماعية فهم العلمانيون الكفره.
واضافوا اننا نطرح الاسباب الاجتماعية بعلاقتها بالايمان، لكننا لا نعتقد ان الاسباب الاقتصادية تشكل دافعا للادمان على المخدرات لان المدمنين ينتمون لكل المستويات الفقراء والاغنياء، فالبعد عن الدين هو السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات.
لم انبس ببنت شفة وبقيت صامتا طيلة الاجتماع افكر بالمنطق الذي يؤمن به هؤلاء وبثقافتهم ومدى اطلاعهم على الحقائق الموضوعية سواء في مجتمعهم او بالمجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية.
فهيئة التحرير المصونة ومن ورائها حزب له امتداد جماهيري واسع لا تعلم ان نسبة كيرة من المصريين ما ان ينتهوا من تناول طعام الافطار في شهر رمضان حتى يجهزوا (الجوزة) لتعاطي الحشيش، فهؤلاء مؤمنين وقد صاموا النهار كله استجابة لما فرضه الله عز وجل، كما ان الكثير من رجال الدين في مصر يتعاطون الحشيش كغيرهم من معظم ابناء الشعب المصري بغض النظر عن دينهم مسلمين او مسيحيين سواء من ابناء المدن الكبرى او مدن الريف او الصعيد، فهل هؤلاء ليسوا مسلمين او مؤمنين؟؟
كما ان نسبة المدمنين على المخدرات في ايران الدولة الوحيدع بالعالم التي يحكمها رجال دين ارتفعت بنسبة 650 بالمائة منذ عام 1979 بعد انتصار الثورة الاسلامية الخمينية عما كانت عليه ايام حكم الشاه العلماني.
وطبقا لتقرير المخدرات العالمي الذي اصدرته الامم المتحدة عن مدمني المخدرات في العالم، توجد في ايران اعلى نسبة من المدمنين في العالم، اذ ان 2.8 في المائة من السكان الذين تزيد اعمارهم عن 15 سنة مدمنون على نوع من المخدرات.
ويوجد بالسجون الايرانية حوالي 80 الف نزيل بتهم لها علاقة بالمخدرات من بين 170 الف سجين . كما يوجد نحو 45 الف جندي ورجل امن على طول الحدود الافغانية والباكسانية لمكافحة تهريب المخدرات يقتل منهم سنويا حوالي 4500 جندي في معارك مع المهربين.
وحسب تقارير صحفية من مصادر عدة بما فيها ايرانية ذكرت انه عندما دمر الزلزل (مدينة بام) في نهاية عام 2003، كان من بين مواد الاغاثة التي ارسلتها الحكومة الى المدينة جرعات من الميثادون وهو مخدر مركب يستخدم لعلاج مدمني الهيروين والمورفين، نظرا لان نحو 20 في المائة من سكان المنطقة التي دمرها الزلزال من المدمنين.
والزائر لطهران يمكنه ان يشاهد بام عينه في شوارعها القديمة، كيف يصطف سائقو الاجرة وغيرهم من المدمنين من ابناء الطبقة العاملة للحصول على الميثادون مجانا من احدى الدوائر الحكومية المتخصصة بمكافحة الادمان.
ويقدر خبراء المخدرات ان 20 في المائة من سكان طهران البالغين «لديهم علاقة باستخدام المخدرات». ويشمل ذلك نصف مليون تاجر مخدرات في طهران وحدها.
ومن يقوم بزيارة الى (حي ميدان خار) في جنوب طهران حيث البيوت الصغيرة المتلاصقة في مساحة صغيرة، يرى البؤس الذي يعيشه السكان حيث يضم البيت الواحد عددا من العوائل ، تسكن كل عائلة في غرفة صغيرة الحجم. وسوف يكتشف الزائر كيف ان الفقر والبطالة هما السببان الرئيسيان في الادمان على المواد المخدرة في هذا الحي الذي يعتبر بؤرة للاستهلاك والمتاجرة بالمخدرات.

فكيف يرى الاسلام السياسي ان الايمان وحده كفيل بالقضاء على الادمان ، وكيف يتجاهل ان اكثر الفترات ازدهارا لزراعة المخدرات في افغانستان (المنتج الاول للافيون والهيروين بالعالم) كانت في فترة امارة طالبان الاسلامية ومستشاريها الشيخ اسامه بن لادن والفيلسوف ايمن الظواهري؟.
كما ان منطقة البقاع في لبنان والذي تسكنها اغلبية مسلمة ينتج فيها افضل انواع الحشيش في العالم، تنافسها منطقة جنوب المملكة المغربية من حيث الكمية والذي يعتبر اكبر مصادر تزويد السوق الاوروبية بمادة الحشيش. وكلا المنطقتين يعاني ساكانهما من الفقر والبطالة والاهمال .
وفي فلسطين تشير التقارير ان عدد المدمنين على المخدرات ارتفع بشده في السنوات الاخيرة وخصوصا في مدينة القدس ، بالاضافة الى الانتشار الواسع لمتعاطي المخدرات في الوسط العربي الفلسطيني في اسرائيل .
كماان التقارير في باكستان الاسلامية وفي العديد منالدول العربية كلها تشير الى نمو وتصاعد في عدد المدمنين على المخدرات، فهل هذه الزيادات الهائلة في عدد متعاطي المخدرات وكل ما تجره من ماسي والام وفساد اخلاقي وجريمة وانتشار الدعارة والجريمة هو بسبب ضعف الايمان الاخواني؟.
ام ان الفقر والبطالة والجهل وانتشار الامية والقهر السياسي والاجتماعي للمراة والطلاق والتمييز والمحسوبية هي الاسباب التي تدفع للانحراف باشكاله المتعددة ومنها الادمان على المخدرات.
وبالتالي فان مكافحته تتطلب التصدي لهذه الاسباب اما شعار " بالايمان نقضي على الادمان" فان ظاهره عمل انساني ، لكن باطنه نشاط سياسي يهدف للترويج للاسلام السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446