الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة الطائفية أحداث فردية

نشأت المصري

2008 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما حدثت أعمال من شانها إرهاب الأقباط في مصر أو أعمال من شأنها بث روح الفتن الطائفية في مصر يخرج علينا من يدعي ويقول أن الفتنة الطائفية في مصر غير موجودة بل أنها أحداث فردية .
جميع الأعمال التي قامت ضد الأقباط في مصر في الآونة الأخير لها أسلوبها الخاص فهي أعمال متفرقة, ومشتتة بين محافظات متعددة, بما يوحي أن كل هذه الأعمال والاعتداءات على الأقباط في مصر, تظهر بمظهر الأحداث الأمنية الفردية.
في الحقيقة أنا متفق تماماً أن كل ما يحدث من أعمال إرهابية ضد الأقباط هي أعمال فردية.
وليس معنى هذا أنه لا يوجد في مصر اضطهاد جماعي منظم ضد الأقباط , ومن دقة التنظيم وصل إلى تضييق الخناق على أقباط مصر في كافة المجالات الحياتية وفي كافة الجهات سواء الأمنية أو القضائية, أو الحكومية ,أو الإعلامية , حتى السياسة الخارجية .
لهذا تجد هناك عدة ملاحظات في العلاقة القبطوإسلامية في مصر:ـ
• تغيب رأي الجهات الدينية الإسلامية في مصر وتعليقه على الأحداث الطائفية, كل حدث في حينه.
• غياب الاستنكار الإسلامي لضحايا الأحداث الطائفية في مصر, سواء محلياً أو عالمياً.
• تباطؤ لأفراد الأمن المسلمين في معالجة الموقف وقت حدوثه.
• بيانات حكومية مضللة.
• غياب قانوني واضح , مع اللجوء إلى جلسات عرفية واهية.
• تجمع جميع المتأسلمين على رأي الحكومة ,,مع غياب كامل لكلمة حق , مع العلم أنه لا يوجد أي اتفاق أو انسجام بين الحركات المتأسلمة والحكومة المصرية فهم أول من يريد الإطاحة بالحكم والاستيلاء عليه .
• تجمع الحوارات الإعلامية حول محاولة إثبات أن الحدث موضع الحوار هو لا يتعدى حدث امني عادي يمكن أن يحدث بين مسلم ومسلم وبين مسيحي ومسيحي آخر, وكأن الموضوع لا يعني أحد.
• هناك اتجاه لتوحيد رأي المسلمين جميعاً بأن الاعتداء على أي شيء غير مسلم هو جهاد في سبيل الدعوة الإسلامية " تبعاً للنظرية الوهابية".
• هناك غياب للقيادات الشعبية وأعضاء المجالس المختلفة, من كافة الأحداث الطائفية في مصر , مع التزام الجميع بالصمت , أو تزوير الحقائق.
• تهوين الحدث , من كافة المسلمين, حتى المعتدلين منهم.
• وهناك أشياء كثيرة لا يسعفني تفكيري في سردها, أطلب من القراء مساعدة القارئ على سردها في التعليقات.
لهذا تجد تكاتف إسلامي مع العمل على محاولة توحيد المسلمين في إطار ثقافي وهابي لجميع مسلمي العالم وليس مصر فقط.
ومن دراسة ما سبق بناء على الأحداث الحالية تجد سؤال يطرح نفسه:ـ
هل الفتنة الطائفية والإرهاب المتأسلم في مصر أحداث فردية؟
للإجابة على هذا السؤال يلزم أن نعرف أن هناك سياسة , لتجنيد كل المسلمين في مصر في جيش الدعوة الإسلامية , والذي يهدف إلى إزالة كل ما هو غير مسلم من مصر بل من كل العالم .
لهذا تجد أن جميع أحداث العنف يباركها رجالات الدين الإسلامي , فلا تجد من يستنكرها ,أو يعمل على نشر فكر آخر ضد هذا الاتجاه.
فتجد أن هناك عمل دءوب ومتواصل لنشر العداء الإسلامي على كافة المعتقدات الأخرى ,, بل هناك آراء تكفيرية لكل ما هو غير مسلم .
فأصبح المسلمين أعداء بالطبيعة والتعليم لكل البشرية غير المسلمة ,, بل أعداء لكل المسلمين المختلفين عنهم في المذهب ,, بل أعداء كل المسلمين المعتدلين الذين يبغون المواطنة , والعلمانية لمواجهة مشاكل مصر, والتي فشل في حلها الإسلام السياسي.
لهذا تجد أن كل مسلم وجد المناخ المناسب في اضطهاد مسيحي فلا يتوانى لحظة في نوال هذا الشرف العظيم الذي جزاءه الجنة ونعيمها.
ولكن أين المناخ المناسب ؟
• المناخ المناسب في وجود قيادة أمنية , أو قيادة تنفيذية متأسلمة في منطقة معينة.
• المناخ المناسب في انتماء هذا الفرد لمجموعة من عناصر الإسلام السياسي حتى بالفكر.
• المناخ المناسب في حكومة تبرر أخطاء المسلمين ضد الأقباط.
• المناخ المناسب في غياب لرأي الدين الإسلامي والقائمين عليه في استنكار الاعتداءات الطائفية على الأقباط.
• المناخ المناسب في تدهور الأحوال الاقتصادية للأسر المصرية مما يجعل البعض يحلل مال وعرض ودم غير المسلمين ,, وهذا ما هو حادث في فلسطين ومشكلتهم مع اليهود ,, وما حادث مع البلطجية ومشكلتهم مع أقباط مصر.
• المناخ المناسب في سياسة ترعاها القيادات المصرية ألا وهي تحسين صورة مصر السياسة في الأوساط العالمية بأكاذيب ومضللات للرأي العالمي.
• المناخ المناسب في إعلام عميل لسياسة الحكومة وليس لديه حرية التعبير ,, وتبني الحقائق.
• المناخ المناسب في الخطاب الديني العنصري الذي يبغي سيطرة إسلامية على كافة مجريات الحكومة المصرية, أو يبغي انقلاب إسلامي سياسي لينال الحكم من خلال تجنيد لأصوات المسلمين جميعا.
• المناخ المناسب في إصرار الحكومة على تغييب القانون وعدم إدانة أي مسلم في أي حدث طائفي, مما يشجع باقي المسلمين على ممارسة هذا الجرم وتكراره.
• المناخ المناسب في محاولة لإظهار أن هناك إرهاب متأسلم في مصر,, ويهدد أمن مصر والمنطقة, مما يوجد تعاطف عالمي مع الحكومة المصرية, ترتب على هذا وجود موجات اضطهادية ضد الأقباط , من حين إلى آخر بمباركة الأمن ,أو يمكن أن يكون الأمن صاحب الضوء الأخضر فيها.
ومما سبق تتضح الصورة , ونستطيع أن نقول أن الفتنة الطائفية في مصر أعمال فردية , لمنظومة جماعية تكفيرية وهابية.
وبما أن أفراد الأمن وأفراد الحكومة وكل مسلم متشدد لفكر المتأسلمين, جميعهم ضمن هذه المنظومة ,وبما أن المسلمين هم الأكثرية العددية في مصر, مما قد يؤدي إلى تضييق الخناق في جميع مجريات الحياة على كافة أقباط مصر.
وليس معنى هذا أن الصورة قاتمة وليس فيها شيء مضيء فهناك نقاط مضيئة كثيرة ونأمل أن نورها يسطع أكثر فأكثر لينير أفكار كل متطرف:
• هناك آراء مسلمة حرة تبغي مصر.
• هناك أخوة بكل ما تحمله معاني الأخوّة بين أفراد مسلمين وآخرون مسيحيين ,, وهؤلاء ليسوا بقليل.
• هناك قيادات حرة لها أسلوبها المميز في إجهاض كل محاولات الفتن الطائفية في نطاق نفوذهم.
• هناك دعاة مسلمين ضد راية التكفير ولكن مازال نورهم خافت.
• هناك مسلمين يبحثون عن العمل الدءوب وأكل العيش لمواجهة الحياة ومتطلباتها فليس لديهم الرغبة في ممارسة أعمال تهدد مستقبلهم الاقتصادي.
• هناك التسامح والوداعة المسيحية والتي بها سوف نرث مصر وكل المسكونة
"طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"
• بل هناك الله القادر أن يحمينا ويحمى كل مسيحي وكل كنيسة وكل دير" نقشتكم على كفي من يمسكم يمس حدقة عينه"
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah