الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المجاملات ..إلى أين!!

وسام الحسيني

2008 / 6 / 27
المجتمع المدني


كما هو معلوم إننا في عصر مافوق الحداثة ، عصر تشابك وتداخل العلوم والتكنولوجيا العلمية والحضارية مع تعدد ثقافاتنا و أفرازات العلم الحديث بما يحملّهُ من ظواهر إقناع و تفسير الحالة المقروءة موضوعياً ومنطقياً، ليسَ هذا بيت القصيد .. لكنهُ الطريق اليه ..!
أستثارتني هذه الأيام ثقافة مشابه لثقافة الإقصاء والإلغاء للذات في النتيجة ، ألآ وهيَ ثقافة مجاملة الردودّ في إستقبال الأراء، أكتبُ هذا الكلام لأني أعلم جيداً إنّ التناقض والإختلاف الفكري هو سمة طبيعية منّ سمات المجتمع الصحي الناجح كما لا أعيب على المجاملة في بعض الأوقات التي تستدعي الملاطفة في أدب الكلام والطيب من القول في إستمالة القلوب .
نلاحظ حينما نقرأ لكتّاب كبار وعلماء و أساتذة لهم من المنزلة ما تتناسب معَ حجمهم وأسمهم الخالد الذي تركوه في نفوسنا قبل المواقع وإن أعتكف بعضهم وتركوا لنا كتاباتهم كنّا نلتمس موضوعية الرأي لديهم وأستقتالهم لمعرفة الرأي الآخر مهما كان لِمن هم دونهم و فوقهم أيضاً بموضوعية ، لذا فالتعددية هي الحلّ و بيت القصيد هنا و هناك عند كبار القلم المذكورين.
ان التعدد الثقافي الموجود في المجتمع العراقي عليهِ انّ يُلقي بضلاله على النقاشات والمقالات والكتابات فكلنا نعلم إنّ إختلاف امتنا رحمة والإختلاف يعني التعددية الفكرية والتي تجعلك تجد للمشكلة الواحدة عدة حلول من رؤى وتوجهات مختلفة لهذا علينا أن نستثمر هذا الإختلاف لما فيه صلاحٌ وتنوير للعقلية العراقية التي تبحثُ عن المخلص من حولها ونست وأنستنا أن التعددية التي قدّرها الله لنا ونحمدهُ عليها هي الحل فالأخذ والعطاء ثقافياً وفكرياً يجعلنا نكمل بعضنا وفق الرؤى والتصورات بين مختلف الثقافات والعقول وقراءتنا للواقع عبر مايوفرهُ عصرنا الحالي عصر مافوق الحداثة من ضرورة كون الرأي الآخر موضوعياً يمثل ثقافة أُخرى غير ثقافة الرأي بعيدة عن ثقافة المجاملة التي بدت غالبة إينما أدرنا العيون والعقول ..لإثبات الحالة الوجودية لعقولنا على الأقل !.
عذراً ياسيدي المجامل أراك تخدع نفسك قبل غيرك ولنّ تخسر سوى صوتك وبوح عقلك ، لكَ أنّ تبتعد عن التمثيل ومقابلة المقابل بوجهك وثقافتك وليس بوجه مموّه تحبس خلفهُ رأيك وهو المهم أولاً وآخراً من اللقاء لأننا في هذهِ الضروف بحاجة الى تجاوز ثقافة المجاملات وعقلية الترحيب والإحتفال بالمقابل على طول الخط لأننا نلتقي لهدف أكبر، فالمجاملة والتمثيل خيبة وخسران للجميع وضياع للموضوعية التي تدّرك بالتجربة والمحاولة للوصول عنّ طريق التحاور أولاً وأخيراً ، ليكن لصاحب المقال ثقافة الرأي وثقافة أخرى للردّ لَأننا وللفائدة نبحث عن تعددية حتى وإنّ كانت خاطئة للمقال أو الرد فكلنا خطّآؤن وللمخطئ الإستئناف مرة وثانية وعاشرة إلى أنّ يصل الى الصواب و على المتضرر اللجوء للقانون .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج