الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الروحية اللبنانية : فاقد الشيء لا يعطيه...

محمد كليبي

2008 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خمسة عشر من قادة الطوائف الدينية اللبنانية ( تخيلوا 15 طائفة دينية في بلد بحجم لبنان !!؟؟ ) اجتمعوا في قصر بعبدا الرئاسي في بيروت . وبدعوة محمودة من الرئيس اللبناني / ميشيل سليمان , الذي استطاع - في اعتقادي - الامساك بلب وجوهر الاشكالية اللبنانية . تلك الاشكالية التي حولت لبنان الى ساحة دائمة للصراعات الداخلية والخارجية , وميدانا لتصفية الحسلبات المحلية والأجنبية , وبؤرة للحروب الدموية الوطنية والاقليمية والدولية .
ومع اتفاقي مع الرئيس سليمان في أن سبب الاشكالية اللبنانية هي الطائفية الدينية والسياسية البغيضة , الا أنني أختلف معه في أن الحل لهذه الاشكالية هو بالانطلاق من السبب !! . قد يبدو هذا عكس المنطق !؟ نعم هو كذلك . ولكن بعض الحالات , ومنها الحالة اللبنانية , يمكن الخروج قليلا عن المنطق .

قد تكون هذه القمة عنصرا جيدا " للتهدئة " فقط ولكن ليس للحل . فالحل ليس من خلال زعماء الطوائف الدينية . الحل يأتي من خلال " الدولة العلمانية " . بالغاء الطائفية السياسية . بالغاء فكرة المحاصصة السياسية . بتحييد الدين , ليعود الى مكانه الطبيعي , في المسجد والكنيسة والمعبد . الحل في سيادة الدستور والقانون . الحل بتطبيق مبدأ المواطنة . الحل في أن يجد المواطن اللبناني ذاته وكيانه وانتمائه الى وطن لا الى طائفة . وهذا لن يتم ولن يكون الا اذا تحول لبنان من بلد الطوائف الى بلد النظام والقانون . وهذا ليس بالمستحيل .

سيدي الرئيس : ان الخمسة عشر رجلا الذين جمعتهم في مسعاك المشكور لايجاد حل للأزمة اللبنانية , هم سبب الأزمة اللبنانية . وجودهم بحد ذاته مشكلة . زعامتهم للمجتمع اللبناني مصيبة . الانتماء اليهم مأساة . الركون الى الحل للأزمة اللبنانية من خلالهم كارثة سياسية ووطنية , لأن مثل أولئك الزعماء الظلاميون لا يرجى منهم وضع حلول لمشاكل لبنان , والا صدق المثل القائ " فاقد الشيء لا يعطيه " أو حتى المثل القائل " حاميها حراميها " ؟؟؟

سيدي الرئيس : لولا الطائفية الدينية ثم السياسية في لبنان لما أصبح حزب الله دولة داخل الدولة . ذلك الحزب الطائفي الذي يدعي مقاومة الاحتلال , حتى بعد زوال الاحتلال , كوسيلة للهيمنة على لبنان بتشييع أهله جميعا أو اخراج من لم يتشيع منهم من لبنان تنفيذا للأجندة الايرانية السورية في المنطقة .أجزم أن المدعو حسن نصرالله بتفكيره الديني الطائفي الكهنوتي الظلامي يؤمن ايمانا قاطعا لا شك فيه بأنك ذمي / من أهل الذمة حتى وأنت رئيسا للجمهورية اللبنانية . فأي سياسة تلك التي تجعل من رجال الدين أمثال نصرالله وسيلة لحل الأزمة اللبنانية ؟؟؟

سيدي الرئيس : أتمنى لك التوفيق في مساعيك النبيلة والوطنية لحل مشكلات لبنان الحبيب , واخراجه من الأزمات التي تحيط به من كل جانب , وحمايته وصونه من مؤامرات الأعداء في الداخل والخارج على السواء . فأعداء الداخل هم ورقة بيد أعداء الخارج يستخدمونها لتحقيق مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة , يريدون تحقيق " الهلال الشيعي الكبير " ؟

سيدي الرئيس : ان حل الاشكالية اللبنانية - في نظري - ينطلق من التالي :

أولا : الحل الدستوري القانوني : ويتضمن بالدرجة الأولى منع واستبعاد رجال الدين ونساء الدين من التدخل في السياسة والحكم . يستوي في ذلك حسن نصرالله ونصرالله بطرس صفير .

ثانيا : الحل التربوي التعليمي الثقافي الفكري : ويتضمن غرس مبدأ المواطنة لدى الأجيال اللبنانية الشابة والصغيرة والقادمة ... والعمل على تطبيق دولة النظام والقانون التي يصبح فيها الانتماء , كل الانتماء , للوطن لا لسواه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah