الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور العقل في إلغاء ثقافة العنف

سلام خماط

2008 / 6 / 27
المجتمع المدني


لم يكن هنالك للعقل دور يذكر طيلة فترة هيمنة الأنظمة اللاهوتية في القرون الوسطى ، ولكن ما ان ستطاع العقل ان يجد لنفسه صيغة قانونية وتشريعية حتى أحرز الاتصالات وفي كل المجالات وضمن لكل إنسان حرية التفكير والتعبير والنشر , وفي ذروة هذة الاتصالات فقد انكشف الوجه المزيف والطابع السلبي للجانب الاهوتي . وهذا ما حصل في الغرب منذ بداية عصر التنوير , اما بالنسبة للعرب والمسلمين فلا زالوا بعيد ويعانون من هذه الهيمنة حتى الان والدليل على ذلك هو تكفير بعضهم البعض الأخر وحدوث ضجة بين الحين والأخر لصدور كتاب فيه ( خروج عن الدين وإساءة للمقدسات ) كما حدث سابقا على سبيل المثال مع مؤلفات الدكتور علي الوردي .
ولا يمكن للمجتمع ان يتخلص من هذا الموروث الا عندما تتحقق الشروط الأساسية منها :
تشريع قوانين تضمن حرية التعبير وحرية المعتقد لكل الأديان وحرية الفكر لكل النظريات والمذاهب الفلسفية ، ولا يمكن أيضا ان نتخلص من هذة الهيمنة بدون وجود مجتمع مدني مثقف ثقافة عالية يلعب دور الرقيب ,والمحاسب والساند والمصحح لدولة القانون ، كي لا تسقط هذه الدولة تحت إغراء المحاباة لطرف ما ، فالمساواة يجب ان يحظى بها الجميع ، ويحق للمجتمع المدني ان ينبه الحكومة إذا ما أخطأت ويترك لها ما تراه مناسبا وبدون تدخل كي تقوم بواجبها ، الاان الملاحظ عن المجتمع المدني ومنظماته التي انبثقت وتشكلت بعد سقوط الدكتاتور هذا الذي ظل خجولا وجزئيا وغير ملحوظ بما فيه الكفاية ، بل وتراجع من خلال عدم تأثير هذا المنظمات على إلغاء ثقافة التعصب التي لا زالت في الكثير من المناهج الدراسية حتى اليوم على سبيل المثال لا الحصر .
ولم تكن مهمة إلغاء ثقافة التعصب تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني فحسب بل وتقع على عاتق رجال الدين كذلك كل رجال الدين وبدون استثناء كونهم يدعون ان دين الإسلام هو دين التسامح ، ألان ان الأحداث التي وقت في العراق وبعض الدول العربية والإسلامية أثبتت ان اغلبهم لم يكونوا متسامحين ,ولا ننسى الضجة التي قام بها المسلمون بخصوص منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب داخل الحرم الجامعي في فرنسا فقد انهالت التهم ضد العلمانية باعتبارها تمثل الإلحاد متناسين ان فرنسا هي الدولة التي أعطت حق اللجوء إلى (الخميني)بعد ان رفضت استقباله (55 )دولة إسلامية في العالم ,ولم يعلموا ان القانون الفرنسي يحرم لبس الصليب والقلنسوة اليهودية (الماسونية )ولا يقتصر على منع الحجاب فقط.
فالدعوة هنا إلى رفض ثقافة العنف والتعصب ترجع إلى ما سببته تلك الثقافة من قتل للطاقات والمواهب المبدعة والتي كانت ستتفتح لو أنها وجدت تربة صالحة وجوا مناسبا ,لذا نستطيع القول إن التسامح سوف يكون مضمونا في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية لان الإنسان فيها يستطيع أن يعبر عن رأيه ويقول ما يشاء وفي كل المجالات الدينية والسياسية والأخلاقية والاجتماعية دون أن يخشى على حياته أو مصدر رزقه.
أما بالنسبة لنا فلا يمكن أن نصل إلى ما وصلوا إليه إلا إذا اعترفت النخب المثقفة عن مسؤوليتها في تدهور الأوضاع وعلى كافة المستويات في بلادنا ,فليس هنالك أحدا غيرها يتحمل المسؤولية.
سلام خماط











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06


.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في




.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل