الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ) – 5 -

عبدو أبو يامن

2008 / 6 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نشاهد على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية بشكل متكرر وشبه يومي أنواعا من القنابل اخترعها الذكاء الإنساني الشيطاني في سبيل تثبيت حكمه وفرض رأيه وتنفيذ إرادته، وآخر ما توصل إليه هو نوعان من القنابل يفرق بهما الحشود والمظاهرات الشعبية والإعتصامات النقابية؛ الأول منهما هي القنابل الضوئية والأخرى هي القنابل الصوتية..
الأولى تبعث أضواء ساطعة قوية مركزة تخطف أبصار الضحية والأخرى ترسل أصواتا مدوية عالية تصم آذانها..
إلى هنا والأمر في عرفنا الحضاري المتطور طبيعي وعادي كما يقال، خاصة إذا ما قارنا ذلك بالقنابل الجهنمية القاتلة المدمرة كالقنابل العنقودية والهيدروجينية والنووية!!
وإلى هنا – كذلك – وعلى هذا المستوى المادي الذي يتلخص في انخطاف البصر وصم السمع والأمر مقبول نوعا ما.. ولكن الإنسان بحنكته وخبرته المعروفة عنه استطاع أن ينقل التجربة إلى مستوى آخر، وهو – حقيقة – مستوى أخطر ذلك هو مستوى المعنويات. وتم ذلك بوسائل مادية سمعية وبصرية أيضا..
فلكي تتسلق سلم الشهرة بسرعة ( والسرعة لا تنس أنها سمة العصر ولا مكان فيه إلا للذين يخطفون الخطفة وشك اللمح بالبصر كما يقول ابن الرومي في أبياته المشهورة ) فما عليك أيها الطالب النجيب والنهازة الأريب إلا أن تتبع أسلوب هذه القنابل حين تخطف الأبصار وتصم الآذان وتملأ الفضاء لألاء وأضواء ودويا وضوضاء!!
فما طبيعة هذه القنابل التي تجلب الشهرة في التو واللحظة ، وما الأساليب المتبعة في مثل هذا النوع من القنابل؟!!
أما طبيعة هذه القنابل فهي غامضة ومحيرة ، تضرب على حين غرة وتختفي على حين غرة، وإن كان تعاود الظهور كلما دعت الحاجة..ومن ناحية أخرى مفعولها وقتي لا يكاد يظهر حتى يختفي فهي أشبه بالمسكنات وإن كانت تشابه المخدرات من جهة ثانية إن أدمن الشخص تعاطيها.. ثم أن من الصعوبة بمكان التكهن ببواعثها حين ضربت أو معرفة الأسباب حين امتنعت..وهي بعد ذلك قنابل انتهازية تحسن استغلال الفرص في المكان والزمان المناسبين..
وأما الأساليب المتبعة فمتعددة منها:
1- أسلوب القربان:
وذلك بأن يقدم العابد أضحية بشرية للآلهة الغاضبة حتى ترضى عنه وتبارك خطواته وتفرش دربه ياسا وياسمينا وتجعله شيئا مذكورا وتضمن له صيتا وصوتا.. ولكي تكون الأضحية مقبولة من لدن هذه الآلهة والقنبلة مسموعة أشد ما يكون السماع ومرئية أوضح ما تكون الرؤية على المضحي أن يتقدم بأسمن ما في جعبته من ضحايا ، وحبذا لو كانت هذه الضحية من العالم الآخر فبذلك يضمن عدم دفاعها عن نفسها، وهذا التاريخ وراءه حافل بالمقدسات، والواقع أمامه ملئ بالرموز فما عليه إلا أن ينزع فتيل القنبلة ويرسلها مدوية والنتائج مضمونة شهرة طائرة وصيت يتخلل الهواء ويمازج حتى الماء بفضل وسائل الإعلام والأقمار الصناعية التي قربت المسافات ولملمت أطراف المعمورة في بوتقة فضائية واحدة وشبكة عنكبوتية واحدة..
ولو كان صاحبنا على قناعة بما يقول لسلمنا له بذلك وقلنا هذه خياراته وما دام قد اختار فهو وما اختار، ولكنا بذلك نتعدى على عالم الضمائر والسرائر والتي لا يمكن لأي كان أن يدعي التكهن به، وهذا صحيح كل الصحة ونقر به مسلمين، ولكن الذي هو أصح منه ونراه عيانا بيانا أن هناك فئات تغير كل يوم أشكالها وألوانها بأبرع مما تفعل الحرباء، وتلبس لكل حالة لبوسها، وتعيش بألف وجه وألف لسان، وتغير ولاءاتها بأسرع من تقلب الليل والنهار، فمن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وهي اليوم إقليمية وغدا عولمية ، وبالأمس كانت سوفيتية واليوم أمريكية، تصبح وجهتها شرقية وتمسي وقد استحالت غربية؛ وسبحان مقلب القلوب!!
أسلوب رخيص منحط دنيء تطفح به كل يوم وسائل الإعلام والقنوات الفضائية لأناس لا حياء لديهم ولا خجل لا من الله ولا من الناس ولا من أنفسهم حتى!!
مع ملاحظة أن أسلوب القربان يتداخل مع أسلوب تسلق اللبلاب السابق الذكر فمن يقدم قربانا في محرقته لا شك أنه يتسلق فوق أكتافه توصلا إلى أهدافه حين عز عليه أن يحققها بالطرق الشرعية والتي هي طويلة وغير مضمونة كما سبق وأوضحنا. ( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي