الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة اصدقاء الشجرة

حذام يوسف طاهر

2008 / 6 / 30
المجتمع المدني


ذهبت قبل يومين لأنفذ ماوعدت به فريق عمل أصدقاء الشجرة وبعد ان تشاورنا مع فريق العمل في بغداد بمساعدة الكاتبة والقاصة ابتسام الطاهر التي تتواجد حاليا في بغداد بعيدا عن عائلتها المتواجدة في لندن لتكون قريبة من عراقها وأهله ولتساهم بما كانت تحلم به وهي في بلاد الغربة ... أقول ذهبت الى أحدى المناطق الشعبية ولبست الزي المتعارف عليه هناك (العباءة والشال ) وأخذت معي أوراقي والمنشورات التي تدعو الى المساهمة والتعاون في الحفاظ على خضرة عراقنا وبغدادنا تحديدا ، فتجولت في الشوارع مع أحد الصبية الذي ساعدني في توزيع الملصقات المتواضعة ولصقها على الجدران والمحلات والمدارس في المنطقة رغم أنه كان متردد عندما عرضت عليه بقوله " مالفائدة من لصقنا للمنشورات ونعلم انهم سيمزقوها ؟!"فقلت له ممكن ، لكن الأهم من هذا أننا دفعناه لقراءتها ومؤكد حركت شيء بداخله ونبهناه الى موضوع ربما لم يكن على باله .. وبالفعل كنا نحث الخطى لأيقاف السيارات في الشارع وتوزيع دعواتنا لهم مع دعوتنا لهم بشكل مباشر من خلال الحديث معهم عن ضرورة مساهمتهم في هذا الموضوع ،والحقيقة كان هناك تجاوب رائع من المواطنين مع وجود تفاوت بينهم فأحد الشباب الذي كان مستغرب مما نفعله سألنا هل انتم تابعين لحزب معين او جهة؟ فاجبته بأننا ابناء العراق وتابعين له فهل ستساعدنا في هذا الموضوع؟فرد علية بسؤال تشوفيلي شغلة؟ ...
على كل حال أكملنا مهمتنا أنا والصبي الي بادر لمساعدتي بعد ان تركنا شقيقه ليلعب كرة قد مع أصدقائه .
في أحد الشوارع أوقفت أحدى سيارات الشرطة ، فسألني أحد أفرادها "محتاجة مساعدة؟" قلت له أحتاج فقط مساعدتكم بقراءة هذه وأشرت له على الاوراق وأعطيته مجموعة ،فأكد لي أنه سيباشر بحديقة بيته ومكان وقوفه في أحدى السيطرات
الحقيقة مالفت نظري وحز في نفسي أنني وجدت فرق واضح بين ردة فعل نساءنا الكبيرات وبين شاباتنا ، فقد فاجأتني إحدى النساء بحماسها في هذا الموضوع وقالت والله أنا معك ، لكن أطلب منك كصحفية ان توصلين صوتنا للمسؤولين ليكملوا مابدانا به من تنظيف للساحة المقابلة لنا وزراعتها بالنخيل وتسييجها .. ونطلب منهم متابعة سقيها بتوفير مضخة خاصة لها لان الماء لدينا لايكفي للشرب وللتنظيف ..بينما كان رد ابنتها على العكس تماما فقد تكلمت بعصبية حول ضرورة قيام الدولة بهذه الامور مالنا وشغل الزراعة والتنظيف!! "وين المسؤولين ...؟" قلت لها أنتي كمواطنة الاترين نفسك مسؤولة أيضا في هذا الموضوع؟ .. وبعد تعبت حنجرتي من الكلام معها ودعتها هي ووالدتها متمنية لهم دوام الخضار وضرورة التعلم من والدتها كيفية الاهتمام بالارض.
أحدى النساء كانت عائدة من السوق ومعها حمل ثقيل على رأسها ويبدو عليها التعب بشكل واضح لكنها مع ذلك وقفت عند سؤالي لها وأستمعت لي وبممنونية رغم حملها الثقيل وأجابتني بأبتسامة وكأنها كانت تنتظر مني هذه الدعوة .. فوعدتني بأنها ستزرع شجرة وستسميها (كما طلبت منها )بأسم أحد أبناءها وترعاها مثل أولادها .
الطريف في الموضوع كانت ترافقنا طفلة لها من العمر اربع سنوات او ربما أقل .. كانتت تتنقل معنا وبأصرار خاصة بعد أن رأت الكاميرة بيدي فتبين بعد ذلك أنها شقيقة ذلك الصبي الذي رافقني على مدار الرحلة .. أذن الرحلة لم تنتهي ولازلنا في البدية والطريق ندرك انه طويل لكننا ندرك ايضا أننا سنصل مادمنا معا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟