الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دليل الرجل الذكي إلى الشهرة والأضواء .. ( قنابل صوتية وضوئية ) – 6 -

عبدو أبو يامن

2008 / 6 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


2- أسلوب ركوب الأمواج:
وذلك بأن يركب اللاعب الموجة، ويجاري الموضة؛ وهي - أي الموضة - هذه السنة – مثلا - حقوق المرأة أو الطفل أو المثليين أو حتى حقوق الإنسان وهو أبعد الناس عن هذه الحقوق في بيته ومحيطه ومجتمعه، ولكنها الموضة وإلا وصمنا بالتخلف - !! – والموجة كفيلة بصخبها ودويها وحيويتها وآنيتها بعمل الباقي.. وبالمناسبة ( أذكر أن خصوم تحرير المرأة كانوا يعيبون على بعض دعاة تحرير المرأة في بعض بلدان العالم العربي أنهم يدعون المرأة إلى أن تنزع حجابها في حين أن هؤلاء الدعاة يتحفظون على نسائهم وبناتهم ويحبسونهن في البيوت!! ).
وما دمنا قد قلنا أمواج فهي متلاحقة ما إن تتلاشى واحدة ويمتص رذاذها الثرى حتى تتلوها أخرى فما أكثر الأمواج وما أ كثر الراكبين وما أندر الصادقين أيضا!!
الذي يعملون على موضوعات قليلة - ولنسمو بالتعبير قليلا ونقول قضايا ؛ ولكنا نخاف أن نوصم بالرجعية والتخلف والمثالية والرومانسية فعهد المثل قد ولى، وهذا عصر المادة والآلة لا مكان فيه للحالمين من أمثالنا!! – ينذرون لها حياتهم ويدافعون عنها حتى مماتهم.

3- أسلوب طواحين الهواء ( أو الدنكيشوتية ):
وكلنا يعرف ( دنكيشوت ثربانتس الخالد ) هذا النموذج الإنساني الذي تصور له أوهامه ووساوسه وجنونه طواحين الهواء أعداء ألداء وفرسان أشداء فيندفع إليهم بفرسه العجفاء ورمحه المجبور وسيفه الخشبي فيعمل فيها سلاحه قتلا وتدميرا وما هو إلا أن يهب الهواء قليلا فتتحرك الأذرع الهائلة لهذه الطواحين فتطوح به بعيدا تطويحة ترضرض أضلاعه وتخلخل أعصابه وتكشف أوهامه التي ما انفك عاكفا عليها!!
ولكن إذا كان ( دنكيخوته ) – حسب ترجمة المرحوم عبد الرحمن بدوي – قد قام بما قام به بدافع من جنونه وأوهامه فإن هؤلاء كان وراء تصرفهم كيد ومكر شديدان وذكاء شيطاني يعرف كيف يتوصل من أخصر الطرق إلى أهدافه؛ ومن ذلك – والعهدة على ذمة الراوي – ما حكي عن المرحوم الكاتب خالد محمد خالد في بداية حياته وقبل أن يلتزم الخط الإسلامي الذي شهر به بين الناس، وبخاصة في كتابه المشهور ( رجال حول الرسول ) وكيف كان اشتراكيا، فألف كتابا يعبر به عن أفكاره سماه ( من هنا نبدأ ) فطبع الكتاب ونشر إلا أنه ظل حبيس رفوف المكتبات قد علاه الغبار واصفرت أوراقه؛ وعندما رأى صاحبنا إلى مستقبله - الذي يلفه الضباب - قد تعرض للخطر ما كان منه أن دبج مقالا مطولا ينقد فيه الكتاب وصاحبه، ويستعيذ فيه من الشيطان وما يوسوس به لأعوانه، وبعث به إلى مجلة الأزهر الغراء - ! – وباسم مستعار طبعا، والتي ما توانت حتى نشرته، وما هو إلا أن يقرأ الناس المقال، ويسمعوا بالكتاب، فيسارعون إلى شراء هذا الكفر، ويقبلون على الممنوع، وكل ممنوع مرغوب كما يقال، فيروج الكتاب وتطير سمعة صاحبه إلى السحاب!!
فهذه معركة دنكيشوتية خالصة؛ فخالد محمد خالد يتعارك مع نفسه، وما أكثر الذين يتعاركون مع أنفسهم حين يفتعلون معارك ليس لها من مبرر ظاهر!
ولعل أنسب ما يقال في هذا المقام هو بيت المتنبي الذي يدغدغ فيه ذاته المتضخمة والتي جرت عليه الويلات في النهاية وذلك حين يقول:
وتركك في الدنيا دويا كأنما تداول سمع المرء أنمله العشر
وما أقرب دوي المتنبي من دوي القنابل التي نسمعها اليوم حتى كأنما تداولت أسماعنا أناملنا كلها وليست عشرا فقط!! ( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب