الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب بين المظهر والجوهر

مالوم ابو رغيف

2008 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اصبح من المعتاد جدا ان نرى مغنيات يتاوهن شوقا ولوعة للحبيب، يشكون هجره وينشدن وصاله، او ممثلات يتخذن ادوار اغراء وفتنة ،تراهن في ازياء لصيقة ضيقة تبرز مفاتن اجسادهن و رؤية راقصات عاريات البطون والافخاذ والصدور لكن جميعهن مسلمات مؤمنات متمسكات بالاسلام وبتقاليده واصوله يرتدن الحجاب او حتى النقاب كعلامة وماركة مسجلة ودليل على الايمان بقرب وقوع الساعة وخشية الله.
شئ طبيعي جدا في ايامنا هذه ان تكون الراقصة والممثل والممثلة والمغني والمغنية حاج او حاجة، يظهرون في الفضائيات العربية لكي يؤكدوا انهم ، لم يتركوا شهر رمضان الا وصاموه وفرضا الا واقاموه وطقسا دينيا الا وادوه. ببساطة انهم يؤدون الدور المناط بهم على حسب الاصول وباتقان الممثل وببراعة الراقصة، فالمطلوب والذي تسعى اليه الدوائر الاسلامية، دول ومرجعيات واحزاب وحركات وحكومات ورجال ثقافة ومجتمع اسلامي ليس اكثر من يطمغ المجتمع بالطمغة الاسلامية، ان تكون المظاهر اسلامية، ان توحي بان جميع الشعوب الساكنة في هذه المنطقة المظلمة من الارض رغم سطوع شمسها، ان جميعها سائرة في نهج الاسلام ومتبعة اوامره ومطيعة لتعليماته.
لقد ادرك الاسلاميون احزاب وتجمعات، ان معركتهم خاسرة، وان كثرت اسلحتهم و تنوعت ميداينهم او برعوا في مكرهم وغدرهم، وان بضاعتهم كاسدة بائرة، لا احد يشتريها تبقى على رفوفها غير مرغوبة ، تهرأها العفونة وياكلها الصدا، فالله نفسه لا يشتريه احد ان لم يقدم في حلة مزكرشة ملونه مثله مثل اي بضاعة الهدف من ورائها الضحك على ذقون الناس، فيقدموه على انه ارحم الراحمين لكي يكشتف المشترون بعدها انه انقم الناقمين.
لذلك التجئ مسئولوا الدعاية والاعلام الاسلامي الى الذين وفق شريعتهم الاسلامية، من اصحاب النار من دون حساب، الى من اعتبروهم علامة من علامات قيام الساعة ومظهرا من مظاهر فساد الامة، اتجهوا الى الفنانين والراقصات، اضطرارا لا رغبة، فلا بد من دعاية واعلام وتسويق للمظاهر الاسلامية، فالاسلام ومنذ ان جاء لم يكن الا مظهرا اما جوهره فلا يختلف في نفسه عن اي عبادة بائسة بما فيها عبادة الاصنام.
من يشتري من اصحاب اللحى والبطون التي تشابه اثداء ابقار في ترهلها، اصحاب الوجوه البشعة المملؤوة خبثا وحقدا، او من نساء فقدن الاحساس بالابعاد فاصبحن مثل اكياس سوداء كرمشتها حرارة الجو ونفختها احشائها فساحت على نفسها غباء وكسل.
سوق الفن والاعلام هو خير سوق لتسويق البضاعة الاسلامية الكاسدة،
وحسب الثمن، قد يكون الثمن مالا او مركزا او جاها او سطوة او جنة او غلمان مخلدون. لذلك رأينا فنانين مشهورين بمسابح وذقون وجبب، ومذيعات مغطيات الرؤوس نافخات افواههن حسب الموضة تسيل مواد المكيجة على خدودهن الاسلامية، وراقصات يتحلن بلقب الراقصة المؤمنة بالله واليوم الاخر ففيفي عبدة مثلا ، او الحاجة شهيرة التي نزل عليها جبرائيل واخبرها ان تحفظ القرآن بدلا من حفظ دورها المسرحي.
واذا كان على الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات ارتداء الزي الاسلامي، فان الدور معكوس اذا تعلق الامر بالاسلاميين، فالكثير منهم مثل اسلامي العراق الديمقراطيين حسب ما يدعون زورا وبهتانا، بل اكثرهم تعصبا وتشجيعا للغلضة والارهاب، الاخوان المسملون، ارتدوا الزي الاوربي، بقمصان مزكرشة ورباط عنق فاقعة الالوان واحذية تتناسب مع بدلهم الاوربية التي حرمها الوهابيون في داخل السعودية وحللوا ارتدائها في خارج السعودية لان بعض المسئولين السعوديين يفضلون الزي الاوربي على الزي البدوي.
تعدد مظاهر النفاق الديني في المجتمعات الاسلامية، حتى اصبح يمس اساسيات المجتمع وعلاقته الانسانية، فنتيجة لتحريم الحب والعشق وتحريم الاختلاط، كثرت مظاهر الشذوذ الجنسي وزادت حالات الاغتصاب بما فيها الزنا بالمحارم، لذلك ومثل ما سوقوا الحجاب عن طريق الفنانات والراقصات، الحاجات بالطبع!!، حاولوا تسويق العهر والسقوط وبدلا عن الحب والعلاقات العاطفية الانسانية ، اباحوا انواع ما انزل الله بها من سلطان من علاقات اساسها وباعثها الاول والاخير هو اشباع الغريزة الجنسية للرجل وتحويل المراة الى سلعة تباع وتشترى وتعرض نفسها اضطرارا رخيصة في سوق النزوات الاسلامي، فكان زواج المتعة والمسيار والمصياف وزواج وفريند والمعارفة والمساكنة والسياحي وزواج الابتعاث.
القصد من كل هذه المظاهر الاسلامية، اكانت في حقل الفن والمعرفة والعمل او حتى في حقول الجنس وسوق الرغبات والنزوات هو سيطرة رجال الدين على جميع نشاطات الانسان وفعالياته ورغباته وجعل المظهر الاسلامي هو المظهر الرئيس والاعتيادي للمجتمع وتسويق فكرة ان الاسلام كدين لا يتعارض مع جوهر العمل ونوعه، اكان فنا او اعلاما او صناعة او حتى عهرا، وان الزي الاسلامي والحجاب بحد ذاته لا يمنع من ممارسة اي مهنة مهما كانت نوعها وان كانت رقصا .
وبعد تعميم هذه المظاهر الشاذة وجعلها القاعدة للحياة، يصبح الخروج عنها خروج عن المألوف ( خروج عن المعروف)، والخروج عن المألوف خروج عن طاعة الحزب الاسلامي، (حركة او حزب او رجال دين) ( الوقوع بالمنكر) والخروج عن طاعة الحزب الاسلامي خروج عن طاعة الله والخروج عن طاعة الله يعني اقامة الحدود، واقامة الحدود يعني الموت بالسيف ذبحا او رجما رشقا بالحجارة.
سنرجع الى قرون الظلام حيث المراة سجينة البيت وحيث السفور يعني الانحلال وحيث الديمقراطية تعني الكفر والالحاد وحيث حقوق الانسان تصبح مطالبة بحقوق الشيطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس