الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصار الحرية ينذر بكارثة مستقبلية

علاء الكاشف

2008 / 7 / 2
المجتمع المدني


كلما يسمع المواطن العراقي عن تحسن الوضع الامني ورجوع المهجرين الى محل سكناهم يعتقد في قراره نفسه انه سيصحى في احد الايام ويجد الحواجز الكونكريتية قد رفعت وازيلت الاسلاك الشائكة من شوارع العاصمة الا ان اهالي مدينة الحرية لم يكونوا يعلموا ان تحسن الامن واستقرار الاوضاع يأتي بنتيجة عكسية على مدينتهم فالحكومة العراقية وبعد تفجير الثلاثاء الاسود في مدينة الحرية الذي راح ضحيته اكثر من 150 شخص بين قتيل وجريح عملت على وضع حواجز كونكريتية وسدت منافذ المدينة من جميع جوانبها وهذه الحواجز لم توضع لمنع مرور السيارات فقط بل حتى الاشخاص (نعم الاشخاص) فلا يوجد معبر واحد لمرور الاشخاص الا مكان واحد لاحد الاكشاك ولكون صاحب هذا الكشك على الشارع وليس له معيل غير هذا الكشك فقد امتنعوا عن وضع الحواجز مقابل الكشك علما ان هذا المنفذ يكفي لمرور شخص واحد فقط لاغير .
ولو تاملنا في منظر المدينة من الخارج نجد ان امتداد الحواجز الكونكريتية يشبه سور الصين العظيم فعلى امتداد المدينة يحيط السور هذه المنطقة الشعبية التي تشابه فعلا سكان الصين من حيث الكثافة السكانية فالحرية وكما هو معلوم لدى البعض تشهد كثافة سكانية عالية فالمنازل في منطقة الحرية الاولى تبلغ مساحتها (55 م2) نعم هذه هي المسافة والادهى من هذا ان هذه المساحة الصغيرة تسكن فيها ثلاث او اربع عوائل والعائلة بالتأكيد متكونة من عدة اطفال ولو دخلت الى داخل المدينة اي الحرية الثانية والثالثة فالمنازل تأخذ بالاتساع ولكن لازالت العوائل كثيرة في المنزل الواحد وتحتوي مدينة الحرية على سوقين احدها في مدينة الحرية الأولى والأخر في الحرية الثانية يكون اعتماد مواطني المدينة عليه اعتماد كبير والتفجير الأخير الذي عصف بالمدينة قد دمر جزءاً كبيراً من السوق الذي يقع في مقدمة المدينة , ومن اجل انقاذ المدينة من انفجار اخر عملت القوات الأمنية على اغلاق المدينة امام السيارات ومنعت حركة الدراجات وانتشرت القوات الامنية في المدينة , كل هذا اضيف اليه الحواجز التي سدت منافذ المدينة ولم تبق مخرج واحد كما ذكرنا يمكن التسلل من خلاله الى داخل المدينة قوضت الحياة وشلت الحركة ارتفعت اسعار الوقود واصحاب المولدات قلصوا ساعات التشغيل لصعوبة ادخال (الكاز) الى المدينة ارتفعت اسعار المواد الغذائية في السوق كل هذا في يوم واحد ماذا سيحدث بعد ايام ؟ المواطنون متذمرون من الحالة التي الت اليها مدينتهم .
اختلفت الآراء التي تقف وراء غلق منافذ المدينة بعضهم يقول ان عناصر الصحوة تحاول الانتشار في المدينة والأخر يقول عودة العوائل المهجرة الى المدينة وكثيرون يرون ان هناك نية لاعلان الحرية منطقة منزوعة السلاح وبين هذا الرأي وذاك يقف المواطنون مصدومين من إجراءات الحكومة التي تأتي بعد كل تفجير او حادثة تؤدي بحياة العشرات من الابرياء .
احد المواطنين المتذمرين اتهموا الحكومة بمحاربتهم في ارزاقهم بسد منافذ المدينة ومنعهم من ادخال بضائعهم الى المدينة ويضيف ان حصار مدينة الحرية يفوق حصار مدينة الصدر الذي كان مفروض قبل عدة اشهر حيث ان مواطنوا مدينة الصدر كانوا يستطيعون ان يدخلوا ويخرجوا بسهولة ولكننا الان نعيش في سجن كبير ولا نعرف متى سنخرج منه.
المواطن جاسم علي يرى ان حصار المدينة سوف ينذر بكارثة مستقبلية اذا استمر دون تحديد سقف زمني له والأوضاع سوف تسوء اذا أهملت الدولة الوضع الصحي والخدمي في المدينة ان مواطنوا المدينة لم يصحوا لحد الان من اثر الانفجار الذي عصف بالمدينة وشل حركتها لكي يتفاجئوا بوجود سور يحيط بالمدينة ويقيد حركتهم يفوق ارتفاع بعضها ستة أمتار
ان عوائل مدينة الحرية منشغلة بتخزين ما يمكن تخزينه تحسبا لاي طارئ قد يحدث وعلى قول احد المواطنون لم يعد لنا امان بالحكومة كل يوم بقرار ورأي جديد لا نعرف متى يكون هناك منع للتجول او اغلاق منافذ المدينة او امر اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة