الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميع المتدينين سلفيون وان لم يشعروا

غازي الجبوري

2008 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يطلق البعض من المتدينين مصطلح"السلفيون"على بعض المتدينين الآخرين المنتمين إلى نفس الدين للإشارة إلى تشدد أو تطرف تلك الفئة وكأن السلفيين هم الذين يتسمون بالتطرف والتشدد . والحقيقة التي لابد من توضيحها للجميع هو أن كل متدين يبحث عن الأصول الصحيحة للدين الذي يتبعه وسط الشكوك التي تنتاب كل فئة في ما بين يدي الفئة الأخرى من أراء ووثائق عن تلك الأصول وكل منهم يعتقد أن مالديه من معلومات هي الصحيحة أو الأكثر صحة ودقة عن ذلك الدين الذي يعتنقه وهذا يعني ماكان عليه الرعيل الأول الذي اعتنق تلك الديانة وهم عادة الأنبياء والرسل وأتباعهم خلال فترة حياتهم وهم من يطلق عليهم "السلف" ومن هنا جاء لفظ "السلفيون". ومعروف أن السلف هم الذين يجسدون نموذج المتدين المثالي والمنشود طبقا لتعاليم الدين التي يبلغها النبي أو الرسول عن الله تعالى بالنسبة لدين الله عز وجل الذي أنزله على رسله وأنبيائه وهو نفسه الذي أطلق عليه نبينا إبراهيم صلى الله تعالى عليه وعلى أخوته الأنبياء والرسل وعلى آلهم وسلم اسم "دين الإسلام"وهو الدين السماوي الوحيد أي دين آدم ونوح وإدريس وزكريا وشعيب وإسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى وخاتمهم محمد صلى الله تعالى عليهم وعلى آلهم وسلم . ولذلك فإننا نعد أن كل من لايكون على دين السلف فانه ليس من ذلك الدين في شيء وينطبق ذلك على الدين السماوي "دين الإسلام"والأديان الأرضية الوضعية التي يكون مصدرها الإنسان الذي يضفي على نفسه أو إحدى الكائنات الحية أو غير الحية صفة الإلوهية تحقيقا لمصالح دنيوية شخصية مستغلا جهل الناس وفقرهم وضعفهم . وحول دين الإسلام حدثت اختلافات كثيرة بين أتباع الأنبياء والرسل كما حدث بين أتباع الرسول الواحد أيضا. فأتباع كل من موسى وعيسى ومحمد صلى الله تعالى عليهم وعلى آلهم وسلم اختلفوا وأطلق كل منهم على نفسه اسم معين فأتباع موسى أطلقوا على أنفسهم "اليهود" وأتباع عيسى أطلقوا على أنفسهم"المسيحيون"وأتباع محمد تمسكوا بالاسم الذي أطلقه إبراهيم وهو"المسلمون" صلى الله تعالى عليهم وعلى آلهم وسلم أجمعين . إلا أن كل من هذه الفروع انقسم على نفسه إلى فروع أخرى على شكل مذاهب أو طوائف وكل من هذه الأقسام الرئيسية والفرعية يعتقد انه يسير على ماسار عليه النبي أو الرسول الذي يتبعه والذين اتبعوه في حياته وهم من أطلقنا عليهم "السلف". نستنتج مما تقدم أن جميع المتدينين سلفيون وان لم يشعروا أو لم يعلموا. أما صفة التشدد والتطرف فهي غريبة عن دين الإسلام على الأقل وتهمة باطلة ضده تستهدف الإساءة إليه وتشويه صورته وهي بالتأكيد من عصارات عقول أعداء الإسلام والمسلمين لان دين الإسلام هو دين التسامح والوسطية وبالتالي فان السلف هم أكثر المسلمين تسامحا واعتدالا وتجسيدا للإنسان الذي يعمل بكل جهده من اجل جلب المنفعة للناس ودفع الضرر عنهم طبقا لمقاصد الشرع الإسلامي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah