الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الفتنة الطائفية

أيمن رمزي نخلة

2008 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفتنة الطائفية حرب داخل البلد بين أطرافه الداخليين المقيمين داخل نفس البلد وهي تختلف كلياً عن الحرب بين جيش البلد وغيره من الجيوش المعادية من الدول الأخرى.
وحين تكون هناك فتنة بين طوائف البلد الواحد هذا يعني أن هناك عناصر داخلية واعية تمسك سلاحاً وتحارب عناصر أخرى.
في كثير من أحوال مجتمعاتنا العربية جرت العادة أن نرمي بأحمالنا على الدول الأجنبية وكأننا ليس لنا كمسئولين محليين أي دور في محاربة ما يخرج من داخلنا.
أي عقل هذا الذي يجعلني أحارب أخي في الوطن ثم أقول أنها زراعة الفتنة تأتي من خارج الحدود!!!

كتب أسامة المهدي في جريدة المصري اليوم 26/6/2006 قائلاً: أن مجموعة من شباب "الفيس بوك" أطلقوا حملة ضد الفتنة الطائفية. واتفقوا على محاربة هذه الآفة التي هي نتيجة ـ على حد قولهم ـ أجندة أمريكية إسرائيلية تخطط لبث سمومها داخل الجسد العربي لتمزيقه.

لتسمحوا لي ببعض الملاحظات حتى لا نعيش في حالة تغييب وكفانا ما مضى من صراع وزرع للخصومة من داخلنا في الوطن الواحد.

المشكلة أننا مازلنا نرمي سبب مشاكلنا على الخارج. مازالت نظرية مؤامرة الأعداء من الخارج هي التي تحكمنا وتتحكم فينا. لا يزال أسوء ما في الكثير من المفسدين المسئولين الذين يعيشوا بيننا ودعاة الفتنة الذي يملكون مقاليد يقولوا: "كل شيء تمام يا ريس". ويزيدوا: هذه أفعال صبية مغرضين من أعداء الوطن في الخارج.

مَن قال أن الفتنة الطائفية ظاهرة عارضة لا تؤثر في النسيج الوطني؟

لست فاقداً للأمل حين أٌقول: أصبح النسيج الوطني الواحد مجرد ذكريات جميلة يحكيها كبار السن.
الوطن أصبح متهرئاً ممزقاً بفعل ما صنعه بعض المسئولين المحليين الغير مسئولين عن أفعالهم الذين يجلسون على أنفاسنا وبين ظهرانينا. لقد خرجوا من عباءة الوطن ومازالوا ينعموا بخيراته ولا يزالوا يجلسون على الكراسي وعلى الأنفاس بانتخابات مزورة وفرض أوامر عسكرية.

• الإعلام الرسمي والفتن الطائفية.

يا سادة لابد أن تعرفوا أن كثير من برامج ومقالات الإعلام الرسمي المحلي هي التي صنعت ونمت الفتنة الطائفية على مدار الثلاثين سنة الماضية. برامج موجهة ليل نهار لتفريق المواطنين وبث عقائد وآيات ونصوص الكراهية. البرامج والمقالات التي تُميز بين طوائف المجتمع.

حين نلاحظ منع أخوتنا في الوطن من برامج إعلامية تُعّرِف بهم، وحين لا يجد الآخر نفسه في برامج الإعلام، وقتها يشعر الجميع بتبادل البغضاء. والسبب أن أحدهم يشعر بعدم وجوده، والآخر يظن أنه المثل والأكمل والأجود.
استخدم عملاء الكراهية بعضاً من النصوص المقدسة وتفسيرها على هواهم للتفريق بين أبناء الوطن بناء على الدين.

إذا أردتم حلاً فعليكم ببرامج راقية موجهة لزرع المحبة العملية. أعطوا فرصة لأبناء الوطن المختلفين أن يقولوا مَن هم حتى لا يكرههم "مغسولي" ومغيبي العقول.
يا سادة كفانا من استخدام تفاسير لنصوص مقدسة للدعوة لقتال وكراهية مَن لا يتبع عقيدة على حساب عقيدة أخرى.

• التعليم وغرس قيم التفرقة.

والتعليم أحد أدوات الدولة المحلية التي تزرع وتنمي التفرقة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، سواء بمناهجها "التفريقية" أو سياسة أدارتها "التميزية".

• التوظيف وسياسة لا لطرف على حساب طرف.

وهل القوى الخارجية والدول الأوربية وأمريكا وإسرائيل وغيرها من الدول الكافرة هي التي تتدخل في شئوننا الداخلية وتمنع التوظيف بناء على الدين أو العقيدة أو غيرها من أسباب التفرقة التي نصنعها من داخلنا كحكام وقادة؟

وغير هذا الكثير من عوامل التفرقة و التمييز الديني والطبقي والمذهبي التي تزرع وتساعد على زيادة الفتنة الطائفية. لا تقولوا أنها من خارج مصر. إن الفتنة الطائفية نابعة من بعض المصريين الفاسدين الذين يريدوا أن يجلسوا على كراسيهم مدى الحياة ويورثوا المصريين لأبنائهم وأحفادهم.

أيمن رمزي نخلة
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah