الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمات المجتمع القبلي في اليمن..

عبده جميل اللهبي

2008 / 7 / 6
المجتمع المدني


اذا كان من الطبيعي أن يختلف الباحثون حول تعريف – المجتمع المدني- فإن هناك واقعة أساسية لايمكن الاختلاف حولها ،وهي ان منظمات المجتمع المدني في اليمن ليست سوى منظمات المجتمع القبلي والعشائري ولا علاقة لها بالمجتمع المدني من الاساس..

فمن البديهي أولا معرفة ان المجتمع المدني هو مجتمع المدن، وأن مؤسساته هي تلك التي ينشئها الناس في المدينة لتنظيم حياتهم الاجتماعية بأنواعها. في ظل مناخ ديمقراطي حر ومجتمع متنور يؤمن بالحرية الفكرية والعقيدية والحق في الاختلاف والتجانب بالرأي..

ولأن النظم والمؤسسات في اليمن هي مخلفات الاقطاعيين، فان المجتمع-القطيع-اليمني مجتمع قبلي لاعلاقة له بالمجتمع الحر والمتمدن، فهو تبعي من الطراز الاول يؤمن بفكر- الشيخ- وحريته في اتخاذ القرار واصدار الاوامر ،ولاحق لاحد أياً كان بالاختلاف معه مهما كانت قدراته العلمية والمعرفية ..لأن المختلف هنا يقع في حكم الخارج عن الجماعة والخارج عن الجماعة مفارق للطاعة ومفارق الطاعة يجب قتله في كل الاحوال..

المجتمع اليمني مجتمع مسلوب الارادة ،وظاهرة من البرود الانساني ،يتعاطى القات كردة فعل على ضعفه وأستكانته ودليل على عجزه في إبداء أي نشاط حر ومستقل..

المدن اليمنية لاتوصف بأكثر من كونها قرى كبيرة وضخمة تتجمع فيها القبائل وتنشء مايشبه المؤسسات وتسميها منظمات المجتمع المدني..

وسأكون صادقاً اذا قلت لكم أنني أعرف أشخاص تولوا مناصب القيادة في هذه المنظمات منذ ولادتي والى الان لم يتغيروا او يستبدلوا ..

مجتمع حياته كالقطيع، يلبس زياً واحدا ويأكل أكلا واحدا ثقافته واحدة وإلهه واحد حياته واحدة وشيخه واحد، عرفه واحد وعاداته واحدة لاتتغير ولايقبل بالتغيير من الاساس ،ومحاولات التغييرفي هذا البلد تبدو شبه مستحيلة وليست سوى ضرب من الجنون ..

والتقدم والديمقراطية ليست سوى قناع يتسترون خلفه ليدارون على تخلفهم وأنحطاطهم التاريخي الكبير..

ولو أطلت شعرك قليلاً او حلقت شاربك لقالوا عليك مباشرة بأنك شخص مطعون في رجولتك..

فأي مجتمع هذا الذي سيقبل بالاختلاف والانفراد بالرأي ..

مجتمع لازال يفكر بعقول الامس..وينجر محكوماً تحت عقد النقص والضألة ،منزلقاً في هاوية التقديس الارعن والتقليد حد الانحطاط..

الفرد اليمني إنسان مقهور،تحكمه طغمة فاسدة، تنهب ثروات مهدورة في طول البلاد وعرضها..جعلته حليف المتسلط في حربه ضد وجوده، يصب جام غضبه على المرأة ويحقرها ويصب عليها كل مشاكل العار والضعف ،نظرا لما بداخله من ألام معنوية تتفجر الى قلق حول أنهيار قيمه الذاتية ،ولابد له من أن يفرغ هذا الانهيار على العناصر الاقل حظاً ..

وأستطاع بذالك أن يسفل المرأة الى أدنى المراتب ويغيبها عن أي نشاط أنساني أو دور إجتماعي..

لازال -المشائخ- في اليمن هم أصحاب الوجاهة الاجتماعية ..وهم أيضاً اصحاب المؤسسسات والمنظمات التي تتحدث بإسم الديمقراطية وحقوق الانسان..في الوقت نفسه كل -شيخ منهم- لديه سجن خاص في بيته يسجن فيه من يشاء ومتى يشاء بمزاجه الخاص دون الرجوع الى القضاء أو تحكيم القانون..

-فالشيخ- حميد الاحمرالذي يقول أن اليمن تحكمه زمرة فاسدة ، ويدعوا الى ديمقراطية حقه ومجتمع حر..هو نفسه وقبل فترة قصيرة تطالبه أسرة سجين في أحد سجونهم الخاصة بالافراج عنه وإسدال عن الرحمة عليه وعلى أسرته...













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف