الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طغاة نوعية فاخرة..صنع في العراق!!

وسام الحسيني

2008 / 7 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أستفزتني عبارة أستغرابية قدّ تكون غريبة لكنها واقعية في روايةٍ ما تقول..لماذا نَصْنع الأنبياء بأيدينا لنكفرَ بهم فيما بّعدْ..وهنا جاءَ التسائل لماذا صنعّنا الطاغية ولماذا كفرّنا بالذي صنعته أيدينا!..
كلاكيت آخر مرة!
مشهد سقوط الصنم في ساحة الفردوس!
تأليف وأخراج: مشاة البحرية الأمريكية..(من دون تعجّب طبعاً)
تمثيل دبابة أمريكية واحدة وجندي واحد أو ثنين..
+حشود من الجماهير العراقية المتطوعة والمتجمعة حسبّ مبدأ على حسّ الطبل... والمشاركة بالمشهد التمثيلي التراجيدي لسقوط بغداد والدولة العراقية!
لحظة من فضلّكم... من كان يهرول خلف سيارة هذا الصنم!؟ من كان يلتفّ حوله عند مّقدّمهِ زائراً لهم!؟
ومنهم من كان يقبلّ صوره في الشوارع!
أليسوا نفسّهم من أسقطوا الصنم
سقط الصنم لكن! هل سقطت معه نظرية صناعة الطواغيت من جديد في زمن الديمقراطية التي بشّرَ بها العراقيون طاغية طواغيت العصّر بوش الأبن الـ.. والذي قال يوماً ما قبل الأحتلال سيصبّح العراق أمة عظيمة لأنهم يمتلكون كلّ مقومات النهوض ..نعم ونمتلك أيضاً كلّ مقومات السقوط ولهذا سقطنا سقطّة الذين كفروا بوطنهم فتشّتتّ شملنا وتقسّم بلدنا وسلّط الله علينا منْ لا يرحمّنا..
نحنّ شعبٌ لا يعي دروس الزمن وعبرات التاريخ ..نحنّ شعب تناسينا ماضينا فأحتلّنا من لا ماضي له فخسرنا الحاظر والمستقبل ..نعم نحن من صنعّنا الطغاة ..نحن من مجدّهم وأقنعناهم بأنهم أحفاد حمورابي وسنحاريب و نبخذنصّر و يوليوس قيصر والفارس الأوحد والأمام الأوحد والقائد الأوحد وتناسينا الواحد هو الله !
قدّ لا أجدّ تفسيراً منطقياً لتصرفات البعضّ ممّن مجدّوا الصنم وأسقطوه ومجدّوا للمقاومة وخونوها ومجدّوا لأمريكا ورحبوا بها وكفرّوها ثم ساندوها ..يكتبون العهود باليمين ويمحونها بممحاة الشمال مخلصين للمّمحاة أكثر من القلّم والعقيدة والضمير!
شعارهم دوماً ..كلا ونعم للطاغية(للسيد الرئيس) ..كلا ونعم للمقاومة(للصحوة) ..كلا ونعم للشيطان(لأمريكا محررة الشعوب من الطغاة)!..
كيفما نكونُ يولى علينا قدّ ولّى الله علينا من لا يرحمُنا جزاءاً بما فعلّنا وماأذنبنا بحقّ الوطنّ وحقّ أنفسِنا..والتغير يبدأ من النفس حتى يتغير المجتمع ويصلّح حاله فأن الله لايغيرُ مافي قومٌ حتى يُغيروا ما بأنْفُسِهم..متى نُنّهي هذا النفاق ومتى نَعلّم أنّ النفاق إنّ كانَ من ذهبّ فالصراحة من ماس..متى نعلّم إنّ النفاق لا يبني وطنّ بلّ يصنعّ طغاة ونحنّ بحاجة الى وطنّ نعيشُ فيه بسلام وبحاجة الى مصارحة مع الذات تعوضنا عن مصالحة مع شريك الوطن فالقوة الذاتية متوفرة بكافة أشكالها داخل نفوسنا لكن نفاقنا وطغاة المحتل ومليشيات وجهه العراقي من أحزاب السلطة والمتنازع على السلّطة أرادوا لتلك القوة أن تتبددّ وفق مبدأ فرق تسد فكانت كما أردوا حرباً أخويه يتقاسم جميع الأخوان من سكان الوطن وصنّاع الطغاة ثمنها الأسود بعدالة متناهية ..فالنحصدّ مازرعناه ولنصفق للصناعتنا الفاخرة،طغاة نوعية فاخرة .
والكلام المفيد
ليسَ عيباً أنّ نسّقطْ...لكن العيبَ أنّ نبقى حيثُ سقطنّا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة