الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الطائفية والعنف وتأثيره على المرأة وبناء الاسرة

كريم التميمي

2008 / 7 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تتميز المجتمعات المستقرة امنييا وسياسيا واقتصاديا بأنها مجتمعات فاعلة ومؤثرة في بناء الدولة والمجتمع ،وبالتالي فهي قادرة على تنمية وتطوير مؤسسات الدولة وأدارتها بصورة علمية ومهنية بعيدة عن عن صور التخلف والجهل وبناء جيل واعي ومتعلم يعتمد عليه في بناء مستقبل الدولة .. وتلعب المرأة دورا مهما في هذا البناء ليس فقط لكونها تمثل نصف المجتمع فحسب ولكن لدورها الرئيسي والمهم في بناء الاسرة ونشأتها وبالتالي مساهمتها الفعالة في بناء المجتمع ، وهذا ما كان يميز الى حد ما المجتمع والدولة العراقية حتى في ظل الانظمة الشمولية والمركزية على الاقل قبل فترة الحصارالاقتصادي في بداية التسعينات ،ولكن بعد الاحداث الاخيرة ،وسقوط النظام السابق وتدمير البنى التحتية للدولة وما رافقها من احتقان طائفي ومذهبي داخل المجتمع العراقي حتى على مستوى الاسرة او العائلة الواحدة وانتشار العنف على مستوى القرية والمدينة ثم المحافظة وبقية اجزاء الدولة ،جعل الاسرة او العائلة العراقية في وضع صعب لا تحسد عليه ليس فقط على صعيد الجانب الامني ،وهذا ما تحدثنا بشأنه في مناسبات عديدة وربما تأثيره يزول سرعان ما يستقر الوضع الامني ، ولكن هناك جوانب مهمة اجتماعية ونفسية اخرى تأثيرها اهم بكثير من جوانب عديدة وخاصة الجانب الامني ،لان معالجتها تحتاج الى فترة زمنية طويلة وبرامج اعداد جديدة لبناء الاسرة او العائلة . وأن اول من يدفع ثمن هذه الظاهرة البعيدة عن الواقع العراقي داخل الاسرة المرأة سواء كانت ربة بيت مسؤولة عن تربية وانشاء اسرة او لازالت فتاة لم تتحمل مسؤولية بناء اسرة بعد ،فعلى مدى اكثر من خمس سنوات من العنف والقتل على الهوية والاغتيالات والخطف والتفجيرات ولكون هذه العمليات طالت الشباب والطاقات البشرية (من الرجال) من القادرين على العمل وبناء اسرة اكثر من النساء حيث ان التقديرات الاخيرة في اعداد ضحايا العنف من الرجال وصلت الى اكثر من مليون ضحية ، جعلت هذه الاحداث الاخيرة اختلال في التوازن الطبيعي بين الرجال والنساء علما ان المجتمع العراقي يتميز بكونه مجتمع ذكوري كبقية الشعوب العربية وهذ ما يمز هذه الشعوب عن المجتمعات الغربية ،وهذا الاختلال في التوازن بين الرجال والنساء بالاضافة الى هجرة اعداد كبيرة من الشباب الى خارج العراق لاسباب امنية واقتصادية والبحث عن فرص عمل بالاضافة الى ارتفاع الاسعار وضعف الحالة الاقتصادية عند البعض في تكوين او انشاء بيت الزوجية اثر وبشكل واضح وكبير في انخفاض نسب الزواج في السنوات الخمسة الماضية وبالتالي انتشار ظاهرة العوانس والارامل داخل المجتمع العراقي والأسرة العراقية واصبح العراق ينافس مجتمعات المغرب العربي في هذه الظاهرة الغريبة على واقعه وتأريخه، بالاضافة الى ذلك الدور السلبي والتخريبي لرجال الدين في الترويج لظاهرة زواج المتعة وما لهذه الظاهرة من تأثير كبير في تدمير الاسرة وتشتتها بالاضافة الى اهانة المرأة والاعتداء على حقوقها كونها كائن حي لها دورها المهم في بناء الاسرة والمجتمع ،وبالتالي اصبحت عملية تكوين الاسرة غير خاضعة للشروط الصحية والصحيحة التي كانت سائدة سابقا داخل المجتمع والأسرة وعليه سيكون نتاج هذه الاسرة في غير صالح الدولة والمجتمع لكونها لم تبنى بشكل طبيعي ،وهناك ملاظة مهمة تضاف الى ما اشرت اليه من عوامل سلبية وضارة في بناء الاسرة العراقية الجديدة وهي ايضا تصب في انخفاض نسب الزواج النوعي هذه المرة ، حيث ان التخندق الطائفي على صعيد المنطقة الواحدة وانحسار كل طائفة في منطقة معينة وعدم اختلاطها بالطائفة الاخرى كما كان سابقا اثر وبشكل واضح على انخفاض نسب الزواج النوعي وانحسار عملية الزواج وطريقة الاختيار من نفس الطائفة وهذا ما جعل نسبة التنوع داخل المجتمع العراقي تنحسر مما يساعد هذا العامل لا سامح الله في تقسيم العراق مستقبلا اذا ما استمرت هذه الظاهرة دون علاج ،ولذا فأن على الدولة ومؤسساتها الاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ان تأخذ دورها الفعال والسريع في معالجة هذه الظاهرة قبل ان تستفحل ويصعب السيطرة عليها











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني


.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة




.. كونفرانس ريادة المرأة نقاشات وآراء لتطوير الشابات


.. إحدى المشاركات دلال سكاف




.. الصحفية والفنانة والمغنية أمل كَعـْوَش