الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم يقل الله عيسى ابن مريم؟

حنان كوتاري

2008 / 7 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ألم يقل الله تعالى عيسى ابن مريم؟

لقد تحولت قضية حق المرأة في مشاركة زوجها في نسب أبنائهما التي أثارتها مجلة روز اليوسف إلى جدال و صراع مباشر بين المطالبات بهذا الحق و علماء الدين ، و لم تأخذ مسارها الطبيعي في النقاش من طرف أهل القانون و علماء الاجتماع و المواطنين ...و هذا ما تابعه الجميع في بعض القنوات الفضائية و على صفحات الجرائد ....
فلم يعتبر علماء الدين هذه القضية محاولة تجديد لمنظومة ثقافتنا الشعبية و عاداتنا و تقاليدنا الاجتماعية للارتقاء بها إلى مستوى أرقى من الحرية و المساواة، و إنما عدوها تجاوزا لأحكام الدين و مخالفة لسنن الله في الكون، و حددوا لموقفهم مرجعية إلهية تمثلت في الأدلة القرآنية .
و السؤال المحوري الذي يطرحه هذا المقال هو : هل حرم الله بالفعل على المرأة مشاركة زوجها في نسب أبنائها؟
و تتطلب دراسة هذا السؤال الباحث عن "حكم الله" في القضية الرجوع إلى المصدر ذاته الذي استقى المعارضون منه أدلتهم و هو القرآن الكريم ، و ليس القرآن مدونة قانونية أو موسوعة علمية أو كتاب أدب أو تاريخ... يضم جميع جزئيات و تفاصيل القضايا و الظواهر الإنسانية و الكونية، و إنما هو "وحي إلهي" يقدم للإنسان " إشارات إلهية" تهديه إلى هدى الله و دين الحق، و تعينه على الرقي بتفكيره و سلوكياته و عاداته و علاقاته إلى حقيقته الإنسانية، و لهذا لم يبن القرآن رسالته على التفاصيل و الجزئيات و إنما أقام علاقته بالإنسان وفق قواعد عامة ، أهم ما يرتبط بموضوعنا منها قاعدة أساسية هي:
- المساواة المطلقة بين الرجل و المرأة في القيمة الإنسانية و الحقوق و الواجبات و مهام الاستخلاف، مع فتح المجال للتفاضل وفق "العمل الصالح " الذي يشمل كل ما يقدم النفع للإنسان.
يقول تعالى في سورة النحل الآية97" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مومن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"
و في سورة النساء" و لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و سئلوا الله من فضله"
و يقول أيضا في نفس السورة" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"
و الآيات كثيرة
و بناء على هذا فإن رفض مطالبة المرأة بحقها في نسب أبنائها بدعوى الحرمة الدينية افتراء على الله، و المجال الطبيعي للنقاش حول هذا الأمر يجب أن يكون هو الدراسات القانونية و الاجتماعية التي من اختصاصها بحث إمكانية إصدار قانون يمنح للمرأة هذا الحق ، و إعداد دراسات تحدد مدى قابلية المجتمع له ، و ما يجب على علماء الدين إلا مباركة هذه الخطوة و مساندة أصحابها، و سيكون في هذه المباركة تطبيق لحكم الله الذي حكم به بنسب عيسى إلى مريم عليها السلام، فلم ينحصر دور مريم في "الأم" التي أنجبت بطريقة معجزة رفعا لشأن المولود صاحب الرسالة ، و إنما كان لمريم دورا مرتبطا بذاتها "مريم المرأة" ، و لو كان القصد المعجزة فقط لأمكن حدوث العكس وولادة عيسى من أب بدون أم مثلا، لكن القضية أكبر من ذلك بكثير، فهي ترتبط بمريم المثل الذي ضربه الله للناس ليصحح به عقليتهم و موقفهم من المرأة ، و لا أدل على ذلك المفارقة الغريبة التي تكمن بين حكم الفقهاء بنسب ولد الزنا لأمه و هي الحالة الوحيدة التي يسمح فيها فقهاؤنا للمرأة بالتمتع بحق نسب أبنائها، و بين نسب القرآن عيسى لمريم و عده اتهام اليهود لها بالزنا بهتانا عظيما ، و كأن القرآن ينبهنا إلى أن الأم العفيفة أحق بنسب أبنائها لها.
لقد حملت مريم للمرأة من الله رسالة تحريرية و تصحيحية، للأسف لم تحض إلى الآن بالدراسة العميقة و الجدية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحفية ماجدة عمارة


.. الصحفية ألفة خصخوصي




.. نساء الفرات مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل للأزمة ال


.. الصحفية منال بالطايع




.. أول نقيبة فلاحين تدافع عن حقوق العاملات وتعمل من أجل نصرتهن