الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الصدري وفتاوى ما بعد ثورة العشرين

اياد محسن

2008 / 7 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل للسياسة معنى غير انها فن لادارة امور الناس لتحقيق رفاههم وصون كرامتهم وجعلهم يتنعمون بحياتهم بامن وامان ...الجميع يعلم ذلك لانه بديهي ولا يختلف فيه عاقلان ..يقر به كل من يمارس السياسة اكان اسلامي ام علماني ..لكن هل يعرف القائمين على ادارة امور التيار الصدري ذلك وان كانوا فاين هم من السياسة واين هم من تحقيق مصالح ابنائهم من الملايين ..الملايين الذين سحقهم الفقر ..وهدتهم الفاقة ..وارهقهم الحرمان .....
حين تدخل اللعبة في الساحة العراقية عليك ان تكون حذقا وماكرا وان تدرك ان من يلعب معك له من الحنكة ما يستطيع بها ان يجردك من جميع ما تمتلكه من اسلحة حتى دون ان تشعر انك اصبحت عاريا في ميدان اللعب..
عليك ان تعمل على جميع الاصعدة.. الثقافي ...والسياسي ...والديني...والاجتماعي ...حينها سيلتف حولك الكثير ما دمت متنوع وقادر على استيعاب الجميع ...وهذا ما فعلته اغلب الكتل والاحزاب التي حققت نجاحات في العمل السياسي العراقي ...لكن هل هذا ما فعله التيار الصدري ..حتما انه فعل النقيض من ذلك تماما اذ لم يكن قادرا حتى على استيعاب ابنائه من المثقفين ...والمفكرين ..ورجال الدين من المعتدلين ...بل وباستمرار السياسات الغير مقنعة للمنطق الانساني بداء ابناء النخبة بالانسحاب والانزواء واحدا تلو الاخر ...حتى بدائت هذه القاعدة الكبيرة بالتحول شيئا فشيئا الى ارض قاحلة خالية من التنوع الفكري والثقافي ...لا تسمع فيها راي مغاير ومخالف ..ليست هناك وجهات متعددة للنظر ...بل كان على الجميع ان يفكروا بنفس الطريقة ويسيروا بنفس الاتجاه !!! .
حزب الدعوى الاسلامي بما لا يزيد على عشرة من القيادات وبقاعدة لا توازي قاعدة التيار الصدري استطاع ان يقود البلد من خلال رئاسة الوزراء واثبت ان العقل والعمل السياسي الناجع يمكن ان يتفوق على القاعدة الجماهيرية الكبيرة ...
المجلس الاعلى تحول من معارض لنظام البعث الى قائد مهم ومؤثر في الساحة العراقية ..تحول ابناء المجلس الاعلى الى سفراء وضباط في الجيش ووزراء ونواب لرئاسة الجمهورية ...حققوا ذلك حين وضفوا القاعدة الجماهيرية التي تؤيدهم في حصولهم على اغلبية تمكنهم من صنع القرار ...الاكراد كذلك لا احد يفوقهم في اتزانهم السياسي وابتعادهم عن التلكؤ والتخبط ما اسهم في حصولهم على منجزات لا يمكن نكرانها لمئات السنين .
كان الشيعة قد دفعوا ثمن فتاوى غير مدروسة لبعض المراجع منعتهم من العمل السياسي ...كان الثمن سلب ارادتهم وقمعهم وتهميشهم لعشرات السنين من تاريخ العراق ...الان ابناء التيار الصدري سيدفعون ثمن قرارات غير مدروسة منعتهم من الاهتمام بالسياسة وصرفتهم عن المنافسة في اخذ استحقاقاتهم اسوة باخوتهم من العراقيين وهذا ما ادى الى عدم قدرتهم على المشاركة في القرار .
رغم رفض التيار الصدري للاتفاقية العراقية الامريكية الا انه سوف لن يستطع فعل اي شيء حيال توقيعها ..لان ذلك يتطلب ان يكون ابنائه اصحاب قرار تنفيذي في حين ان التيار منعهم من تبوء اي مناصب مهمة تصنع القرار يمكن ان تحول دون توقيع الاتفاقية .
كيف تحول التيار الصدري بين ليلة وضحاها من لاعب مهم في الساحة السياسية تسعى جميع الكتل الى كسب وده والائتلاف معه الى رقم ضعيف يمنع من المشاركة في الحكومة وتحاول جميع الكتل وبكل جهدها الابتعاد عنه ..انها معادلة محيرة ...
حين يخسر فريق مباراة بكرة القدم فانه يعيد حساباته وترتيب اموره لتجاوز اسباب محنته ...فهل للتيار الصدري ان يعيد تقييم المراحل السابقة لاكتشاف الاخطاء ومعالجتها ...هل له اللعب بشخصيات غير التي تسببت في ما الت اليه الامور .
ليس هناك بديل عن العمل السياسي الصريح وبكل ما تحويه السياسة من مكر ودهاء ..وليس هناك من بد من اعطاء الفرصة للسياسيين الذين يجيدون هذا الفن ...ام ان ابناء التيار الصدري لا زالوا يراهنون على رجال الدين فقط باعتبارهم القادررن على ادارة شؤون الفن ...!!والسياسة ...!!والدين ..!!.وتحكيم مباريات كرة القدم...!! يجب ان يكون للتيار الصدري ملامح واعضاء مختلفة ومتنوعة ليكون له وجه وجسد يؤدي دوره كباقي الكتل والاحزاب لان جموع الناس حين تفكر بنفس الطريقة يكون مصيرها الهلاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي