الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخاب الجيني للأنبياء !!!

عمرو اسماعيل

2008 / 7 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الله تعالي في سورة الأنعام :
"وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ أوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ أوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ "

في سورة الأنعام من الآية 83 وحتي الآية 90 ..حدد الله لنا الآنبياء الذين بهداهم اقتدي سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم ..
وكما يلاحظ من اسماء هؤلاء الأنبياء عليهم السلام أجمعين .. انهم كلهم من عائلة واحدة من نسل ابراهيم عليه السلام وزوجته سارة غالبا .. إلا سيدنا اسماعيل وبعده سيدنا محمد فهم من نسل سيدنا ابراهيم وزوجته هاجر ..
وهنا يجب أن يقفز الي الذهن السؤال الذي لم أجد له إجابة .. هل هو نوع من الانتخاب الجيني للأنبياء .. هل النبوة صفة وراثية .. ولعل الآية 87 من نفس السورة تؤكد ذلك " وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
فلماذا نعترض علي الملكية الوراثية .. وتوريث معاوية ليزيد .. يستطيع أن يقول ان توريث الملك أو الحكم مثل توريث النبوة .. انتخاب جيني ..وهو نفس ماقد يحاججنا به بشار بن حافظ الأسد .. أو جمال بن حسني بن مبارك ..
مجرد سؤال لم أجد له إجابة ؟
المقالة من الناحية السياسية هي امتداد لمقالة كتبتها اسمها سيدي الرئيس فلتحيي السنة .. فقد لا حظت في عالمنا أن كل مسئول في أي مجال يسعي جاهدا ليورث أبنا من أبنائه مسئولياته ومناصبه بما فيه من مزايا .. ليس فقط في مجال الرباسة أو الملك ..بل في كل المجالات .. وحافط بن الآسد أو حسني بن مبارك ليسوا بدعة في ذلك .. حتي وصل الأمر الي مجال الإعلام والفن .. هل هي ثقافة عامة لها بعد ديني؟ ..

حتي في المجال الديني .. الشيعة مثلا متأثرون بنظرية الانتخاب الجيني .. ويعتبرون عليا بالنسبة لمحمد مثل هارون من موسي .. وأئمتهم هم من نسل فاطمة دون باقي زوجات علي بعد فاطمة رضي الله عنهما ..

وهذا يدفعنا لبعض الأسئلة الأخري ..

ماهو معني هذه الكلمة وكيفية نطقها :

فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ..

طبعا أنا مؤمن أن النبوة تكليف وما ينطبق علي النبوة لا ينطبق علي الحكم .. ولا أومن بالملكية كنظام للحكم الدنيوي .. ولا بتوريث السلطة .. أي سلطة .. ما يورث هو فقط ما يملكه الشخص ..والشعوب والحكم بلا شك ليست من هذه الملكية ..

ولكني أ أبحث عن أصول هذه الآفة في عالمنا .. وفي أثناء بحثي .. ثارت في عقلي أسئلة لم أستطيع أن أجد لها إحابة ..

فمهما حاولنا الهروب بإجابات ديبلوماسية ..فكلام الله تعالي واضح تماما مؤكدا الانتخاب الحيني:

وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ

هناك حقائق ...أن الأديان السماوية الثلاث في عالمنا انتقلت الينا ,, عبر التوارث.. يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم من زوجته سارة .. ثم سليمان بن داود .. وموسي وأخوه هارون عليهم جميعا السلام .. ويحيي بن زكريا ..ثم عيسي عليه السلام .. وكما نلاحظ .. نحن مازلنا في نسل سارة ..اي أن النسبة العظمي من الأنبياء من نسل سارة ..ومن ضمنهم طبعا أنبياء آخرين مثل يوشع ويونس ..

طوال هذه الفترة التاريخية ابن كان ابناء هاجر .. اسماعيل وبنوه حتي وصلنا الي محمد صلوات الله عليه وسلم ..

لماذا سارة دون هاجر؟

ولماذا ظل سيدنا محمد متزوجا من سيدة واحدة طوال خمس وعشرين عاما .منهم عشر سنين أثناء النبوة .. هل هنام حكمة الهية أنه لم يرزق منها بولد ؟. ولم يظهر تعدد الزوحات الا بعد وفاتها .. ونفس الحال حدث مع سيدنا علي .. فهو لم يتزوج زوجه أخري في حياة فاطمة رضي الله عنها ومنعه سيدنا محمد عندما حاول ذلك ..

إن قصة سيدنا ابراهيم وزوجتيه هاجر وسارة .. تصلح لأعمال درامية ..

هي اسئلة في الدين والتاريخ والسياسة .. لمحاولة فهم مشكلة نعاني منها في عالمنا فعلا .. محاولة توريث السلطة ..

ما هو الحل إذا؟

الحل هو أن نحاول الفصل تماما بين الإمامة الدينية والإمامة السياسية ..

قد يكون هناك تأييدا في أيات القرآن لتوارث الإمامة الدينية ممثلة في النبوة ..

ولكن الإمامة السياسية أو السلطوية .. هي أمر دنيوي .. قائم علي الاختيار العام والعزل .. ولا يجب أن يكون فيه أي نوع من التوريث ..

أن ولاية الفقيه في دولة مثل أيران ( التي تجذب الإعجاب في العالم العربي هي وتابعها حزب الله للأسف الشديد ) هي مثال لعدم الفصل بين الإمامة الدينية والإمامة السياسية ..

الحل هو الفصل التام بين الدين والدولة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم