الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس باسمي - تصرفات علمانيي تركيا تشوه صورة العلمانيين

صائب خليل

2008 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لايخفى أن ما يجري في تركيا من نشاطات إعلامية وسياسية وقضائية، وتحت شعار العلمانية، يشكل أكبر تهديد للديمقراطية في البلاد، حيث يهدد "العلمانيون" بإلغاء حزب العدالة والتنمية، أكبر الأحزاب السياسية في البلاد.
"هذا الحكم يعنى أن النساء اللاتى قررن ارتداء الحجاب فى تركيا سيجبرن على الاختيار بين الدين والتعليم". حسب تعبير هولى كارتنر مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى فى منظمة مراقبة حقوق الإنسان، فكيف يكون حرمان النساء حريتهم في ملبسهم ومنعهم من التعليم مبادئ ديمقراطية وبأي حق تنسب إلى مبادئ العلمانية؟
إنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها هؤلاء "العلمانيون" والجيش إلى تعطيل الديمقراطية حين يفوز بها من يعتقدون بغير ما يعتقد هؤلاء، وهو ما يعد نفياً صريحاً لأبسط مبادئ الديمقراطية بل هو تآمر دكتاتوري حتى إن جرى بمساعدة أدوات قانونية وقضائية، هي في حقيقتها أبعد ما تكون عن روح الديمقراطية والحرية التي ينادي بها العلمانيون ويفاخرون على الآخرين بها، ويجب تغييرها إنتصاراً لمستقبل الديمقراطية في تركيا. لا نفهم كيف يكون من الدستورية الغاء أكبر ممثل للشعب التركي. ولا نفهم أيضاً كيف يكون من الحرية والديمقراطية فرض نوع الملابس التي ترتديها الفتيات في أي مكان عام. كيف يمكن للعلمانية والقوى الديمقراطية ودعاة الحرية بعد ذلك أن تنتقد تقييد الحريات الشخصية في الملابس في أي مكان في العالم وتتناسى ما يحدث باسمها في تركيا دون أن تكون منافقة بأوضح ما يكون النفاق؟
إن الحجج التي تسوقها "المؤسسة العلمانية" التى تضم جنرالات الجيش والقضاة فى ان حزب العدالة والتنمية يتبنى جدول أعمال إسلامى سري، حجج سخيفة لا دليل عليها ويمكن أن تستعلمها أية جهة للتآمر على الديمقراطية.
ما السبب البائس الذي يطرحه هؤلاء لهذا الإعتداء الصريح على الديمقراطية, برفض السماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات، إلا أوضح دليل على فشل هذه القوى في إقناع شعوب تركيا بأهلية هذه القوى الطامحة إلى الحكم في تركيا للقيادة، وأنصع دليل على النفاق الذي تلجأ إليه هذه القوى في سبيل تحقيق غاياتها بعد أن طردها الشعب التركي لأكثر من مرة لكثرة فضائح فسادها في إنتخابات حرة لم تشكك فيها حتى تلك القوى. إن كان للقوى العلمانية أن تحكم، فلتقنع شعبها ببرنامجها وبأمانتها وليس بهذه الأساليب الواطئة. فاللجوء الى مثل هذه الأساليب للتجاوز على إرادة الشعب التركي والتي عبرت عنها نتائج الإنتخابات بوضوح ولأكثر من مرة لايختلف في حقيقته ونتائجه عن الإنقلابات العسكرية التي انقضت على تلك الإرادة في بلدان مختلفة مثل تركيا في الماضي القريب، ولم تكن تلك الحركات تهدف إلى حماية الديمقراطية كما يريد أصحابها إقناعنا، بل إلى إعادة الحكومات العسكرية والفاسدة المرفوضة شعبياً إلى سدة الحكم.

ليست لهذه المؤامرات أية علاقة بالديمقراطية والحرية والعلمانية, بل تناقضها وتسيء إلى سمعتها، وباعتباري علمانياً فإني أرفض أن يساء إلى سمعتي بربطها بمثل تلك الممارسات وعليه وقعت هذا النداء لإيقاف هذه الحملة التي تقوم باسمنا نحن العلمانيين، ولأعلن إنها لاتمثلنا ونحن منها أبرياء.


للتوقيع:
ليس باسمي - تصرفات علمانيي تركيا تشوه صورة العلمانيين
http://www.petitiononline.com/secular/petition.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال