الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟

عبد العالي الحراك

2008 / 7 / 16
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


عندما يتداعى العمر , يخرف الانسان ويتداعى عقله . وها هم معظم ليبراليونا وقد تجاوزت اعمارهم السبعين , وبدؤا يخرفون وينتجون اشبه ما يكون بالخرافة, في وقت يحتاج الشعب الى ثقافة . ذلك الشعب الذي ما انفكوا يتهمونه ويلومونه على انعدام الوعي وانعدام الثقافة. صحيح يا استاذ عزيز الحاج ( ليست عندنا تقاليد للحوار) لان عندنا (تقاليد للقتال) ومعظمكم اساتذتنا الكرام لم تجهدوا انفسكم في سبيل هدم تقاليد القتال وبناء تقاليد الحوار. وتقاليد الحوار هذه تقاليد التمدن والحضارة ونحن عنها ما زلنا بعيدين . لقد اسس بعضكم تقاليد الانتهازية عبر التطبيل للحكام بكتاباتكم واشعاركم , فسلكتم طريق وعاظ السلاطين وشعراء البلاط زمنا وما زلتم فبدل صدام صار بوش وامريكا . ولو راجعتم ماضيكم القريب(خلال السبعينات والثمانينات) لوجدتموه يمتلأ بالمديح لصدام ونظامه وللقومية العربية, وانتم اكراد . عندما سقطتم من قمة اليسار العالية على رؤؤسكم ووشيتم برفاقكم الى اعمدة المشانق في قعر الانتهازية والخذلان وساومتم بمبادئكم بوظيفة (ملحق ثقافي) في سفارة العراق في فرنسا , في بلد كانت تقتل فيه الثقافة, لم تنتبهوا الى ما فعلتم . الآن ومنذ السقوط وانتم لا تبارحون الكلام عن تحرير امريكا للعراق , وكأن شيئا من ثوريتكم الماضية لا اثر له في الذاكرة وهي تتداعى. انتم على كبركم وشيخوختكم وما زلتم تستعملون اسلوب الاعتدال وبأنكم المصيبون وحدكم وتطالبون الجميع بضرورة اتباع سياسة الاعتدال والتوافق وهي سياسة انتهازية. يفترض ان تكونوا اخرالناس الذين ينتقدون الاخرين ويصفونهم (بالكتاب العراقيين المتسيسين) بعد ان تركتم السياسة او ان السياسة قد تركتكم , وصرتم تكتبون لامريكا وتطبلون , لها بسبب فقدان البوصلة الفكرية التي كنتم تمتلكون. ( رغم ان امريكا هي التي حررت العراق) كيف حررته يا استاذ , وقد دمرته وقيدته وسلمته الى الطائفية والظلام (وقد ادخلت الى غرفته كل زنات التاريخ... ثم تبكون على عذريته). انت تؤيد امريكا في احتلالها للعراق وتدعي بأنك تحارب الطائفية , وهذا تناقض صارخ . فالاحتلال والطائفية يتحالفان في العراق ويدمران. ليس الموضوع حب الغرب والاعجاب بحضارته فقط , وانما الوقوف بوجه استغلاله للشعوب الاخرى , واحتلالها وتدميرها ونهب خيراتها. فالمتخلف من ابناء شعوبنا ينبهر للتقدم الصناعي والحضاري الذي حققه الغرب , وعليه ان ينتهل منه ويتقدم , ولكن يجب ان لا ننسى بان هذا التقدم بني على اساس استعمارهم لبلداننا لفترات طويلة , وما زالوا يستغلوننا . وما احتلال امريكا للعراق الا عودة ثانية الى الاستعمار والاستغلال يا استاذي المحترم. وليس كل من ينوي التقدم والتحضر عليه ان يأتي الى الغرب, فكثير من عباقرة العالم لم يشاهدوه
ولم يعيشوا على اراضيه . لا يستحيل حب الغرب والاعجاب به الى كره بمجرد العودة الى بلداننا المتخلفة, فالموضوع اصلا ليس حب وكره , وانما فائدة واستيعاب وتمثيل . وان حصل ما تقول فلأن الغرب في بلادنا ليس جميل ,لانه يحتل ويقتل ويسرق ويجبر الحكومات الضعيفة على توقيع اتفاقيات مذلة وقوانين جائرة , لاستغلال خيراتها . فلا تتعجب ولا يتعجب السيد حسين فوزي مما لاحظتموه في الغرب او في الشرق. ليس بالضرورة ان يعيش المرء في الغرب لأهميته, من اجل التكوين وبناء الثقافة والوعي . ان هذا الانبهار بالغرب دليل السطحية والبساطة في التفكيرواختزال الذات وتبعيتها . صحيح ما يعتقده الانسان عن شرق اوروبا عندما كان اشتراكيا , وصحيح ايضا عن غربها عندما كان استعماريا . ان توجهاتكم الليبرالية هذه نتيجة طبيعية للفشل السياسي الذي حققتموه بعد السقوط من قمة اليسارية الى الانتهازية البعثية , فلا احد يقبلكم ولا احد يتقبل تحليلاتكم ولم تجدوا ملجئا الا طلب (للجوء الانساني) الى الليبرالية , ففيها وجدتم فسحة كبيرة للصعود والنزول بين اليسار واليمين, والتمدن والتحضروالرجعية في بعض الاحيان , عندما ينغلق بكم باب الانحياز الى امريكا وبوش المحافظ الرجعي . ان ما تكتبونه يا اساتذة الليبرالية(انتم وعبد الخالق حسين وشاكر النابلسي واخرين) هو تعبيرعن تفاهات تداعيات العمرالتي تعانون منها , ينتقدها ابسط الكتاب, وان كانوا من المبتدئين امثالي.
فهذا الاستاذ شاكر النابلسي يقول , وقد كرر قوله ليبراليون اخرون , بأن ( الرئيس بوش قام بعمل تاريخي من اجل العراقيين بأسقاطه لنظام صدام حسين الاستبدادي) لو كان الامر بسيط هكذا (اسقاط اوتحرير) , وليس احتلال وانتهى الموضوع , ثم سلمت السلطة لحكومة وطنية تكنوقراطية , او حتى لو كانت حكومة عملية للامريكان , وتحت حمايتهم وهذا ما توقعه كثير من العراقيين البسطاء ولا نقول حماية الامم المتحدة , لان مجرد الاستعجال ورفض تدخل الامم المتحدة يدحض نظرية الاستاذ النابلسي في حسن النوايا الامريكية . ان التغيير والسقوط والتدمير لا يريد ان يعترف به الاستاذ النابلسي ولا غيره من زمرة فقراء الليبرالية العرب, لكان عمل بوش فعلا عملا عظيما ولأنبرت الاقلام والحناجر تهتف لبوش كما هتف الكويتيون لبوش الاب , عندما اعاد لهم الكويت , من قبضة صدام , ولأستمر الاستاذ وجماعته يكيلون لامريكا المديح ولارتاح اعداؤها التقليديين من التفسير والتحليل والتركيب. ولكن كيف تفسراستقدام الجيوش الامريكية والسلاح والاجهزة والمعدات والتحالفات والمصاريف والاموال والشركات.. هل كان كل هذا من اجل عيون العراقيين (الله) كيف انهم مدللون ومعززون عند امريكا وبوش هؤلاء العراقيون ..؟ لو كانت امريكا هكذا سخية وكريمة تسقط النظم الاستبدادية لتخلص شعوبها منها مجانا فالانظمة الاستبدادية في العالم كثيرة . ولكن نلاحظ العكس فكلما ازدادت استبدادية نظام سياسي او حكومة كلما ازداد ارتباطها بامريكا وازدادت حمايتها لها والا لوضعت مع الامم المتحدة قوانين وبرامج لانهاء حالات الاستبداد والدكتاتورية في العالم دون حروب او تدخلات اممية محدود في حالات استبدادية معينة . هنيئا لكم على هذه البساطة وعلى هذه الخفة في التفكير والاستنتاج انتم ايها الليبراليون العراقيون والعرب بسطاء شأنكم شأن الاسلاميين حين تعلقون وحين تكتبون ..لا تقدرون الذهاب الى العمق , تخشون الغرق , فتمسكون بحافات الضفاف , وتقولون
امريكا ستأتي بالديمقراطية.. امريكا دولة ليبرالية , تريد للعالم ان يكون ليبراليا .. امريكا تحارب الارهاب , وليست لها اية علاقة سابقة وحالية بالسعودية , وابنها البار ابن لادن .. وان الشعب العراقي لم يرد الجميل لعمل امريكا العظيم . وامور وكلمات تتلفظونها , يستحي الانسان البسيط من اعادة ذكرها او التعليق عليها .كما ليس من المصلحة التفرغ لكم , وهناك اعداء كثيرون , فلا تجعلونا نعتبركم من الاعداء في وقت يفترض ان يصدر منكم دورا ايجابيا في التصدي للرجعية والخرافة والطائفية. فاذا كنتم صادقين للحرية وللديمقراطية في نواياكم , فهاكم استلموا الاسلاميين المتسيسين والارهابيين والطائفيين , وانقدوهم وافضحوا اهدافهم واساليبهم , واتركوا التطبيل لامريكا . اذا اردتم مساعدتها فاستلموا جزءا من هؤلاء وهي أي امريكا لا تحتاج دعايتكم . فلها من الاعلام والدعاية ما يجعلها تستغني عنكم . واعلامها يفوق كثيرا تطبيلكم و يصل الناس بشكل افضل من اعلامكم المفضوح. ان الليبراليين الاوائل في اوروبا لم يطبلوا لاحد , بل انتقدوا وواجهوا اعداء التحرر والانفتاح . فهل تعتقدوا بان بوش المحافظ الذي تطبلون له ولحكومته ولأحتلاله الذي رفضه الشعب الامريكي لولا الكذب والحيل .. في سلوكه وايمانه حتى العظم , متحررا او يدعو الى التحرر والانعتاق؟ ام انه رجعي اكثر من رجعيي السعودية ولكن بثوب ديني اخر ؟ اتركوا التطبيل وحرروا انفسكم من التبعية لأمريكا.. تكونون ليبراليين كما كان الامريكان والاوربيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-